من قريةِ "حطلة" التي تغفو على ضفافِ نهر "الفرات" لمعَ نجمُه، وسار بخطواتٍ واثقةٍ جعلت منه بطلاً للعرب في رفع الأثقال، كان اللاعبُ الذي يتمتع ببنيةٍ قويةٍ وحركيةٍ تلفتُ الأنظارَ، حيث شقَّ طريقَهُ باتجاه حصدِ المراكز الأولى وتحطيمِ الأرقام.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 22 آب 2019 التقت بطل العرب برفع الأثقال "حسن الجاسم" ليتحدث عن بدايته بالقول: «بدأت في العام 1986 من نادي "حطلة"، وكنت أرافق شقيقي بطل الجمهورية برفع الأثقال "صبحي الجاسم" إلى التمارين، وبعد وقت بات لديَّ ميلٌ كبيرٌ لممارسة هذه اللعبة، وكنت أتابع كل حركة يقوم بها شقيقي في التمارين، ثم انتسبت لنادي "العمال" حيث بدأ مشواري التدريبي، وأثناء التدريبات التي شاهدها رئيس اللجنة الفنية الفرعية لرفع الأثقال المدرب "محمد عسكر" لفتت نظرَه حركاتي وقوتي البدنية، وهنا بدأت مرحلةً جديدةً من حياتي الرياضية بإشراف هذا المدرب».

بقيت مع بطل العرب برفع الأثقال "حسن الجاسم" سنوات عدة، وتحديداً من العام 1997 وحتى العام 2007 في المنتخب الوطني، وكنا قريبين من بعضنا، نجلس ونتبادل الأحاديث، ويعدّ من أميز اللاعبين أدباً وأخلاقاً وبطولة، وترك بصمة في هذه اللعبة، وهو في الوقت الحالي من أميز المدربين على المستوى المحلي، والنتائج التي حققها ما تزال حاضرة حتى الآن

ويتابع "الجاسم" حديثه: «في أول عام لممارسة اللعبة وتحديداً في العام 1986 شاركت في أول بطولة للجمهورية لفئة الناشئين والتي أقيمت في "الرقة"، وحصلت على المركز الثاني في وزن 40 كغ، وبدأت مسيرتي منذ ذلك الوقت مع المشاركات والنتائج إذ شاركت في جميع بطولات الجمهورية والتي كان ترتيبي فيها بين المركز الأول والثاني من العام 1986 وحتى العام 1995 بين فئات الناشئين والشباب والرجال، وفي العام 1996 شاركت مع نادي "الجيش" في بطولة الجمهورية، وحصلت على المركز الأول، وفي العام 1997 تمّ اختياري ضمن أعضاء المنتخب الوطني لرفع الأثقال، وكانت مشاركتي الأولى في بطولة غرب "آسيا" في "إيران" في العام 1997 حيث حصلت على المركز الثاني، وشاركت في الدورة العربية التي أقيمت في "لبنان" في العام ذاته، وحصلت على المركز الرابع، وشاركت في الدورة الآسيوية التي أقيمت في "تايلاند" في مدينة "بالكوك"، ولم أحقق أيّ نتيجة بسبب وصولنا قبل يوم من البطولة وفارق الوقت والتعب الذي أصابنا، وفي العام 1999 شاركت في البطولة العربية التي أقيمت في "الأردن" وحصلت على المركز الثاني في الخطف، والثالث في النتر، والثاني في المجموع العام، وبعد ذلك ابتعدت عن اللعبة فترة من الزمن لظروف خاصة، لأعود من جديد في العام 2003، حيث شاركت في بطولة العالم التي أقيمت في "دمشق" وحصلت على المركز الثاني في وزن 62 كغ، وفي هذا الوقت حطّمت الرقم القياسي 125 خطف، و150 نتر، وفي العام ذاته شاركت في بطولة العالم التي أقيمت في "كندا" وحصلت على المركز الخامس عشر على مستوى العالم من أصل 70 لاعباً، وهذه البطولة كانت مؤهلة للأولمبياد».

حسن الجاسم

ويتابع: «تعرضت لإصابتين، وكانت الثانية قاسية أبعدتني عن اللعبة مدة أربعة أشهر بسبب كسر في الحوض، حيثُ تمّ اكتشافها بوقت متأخر، وعدت للتدريبات عام 2004 للمشاركة في بطولة العرب التي أقيمت في "الجزائر" وحصلت على المركز الثاني، وبعد هذه البطولة عادت الإصابة من جديد وتوقفت حتى العام 2005، وعندما تماثلت للشفاء عدت من جديد للمشاركة في الدورة الآسيوية التي أقيمت في "قطر" العام 2006، وحصلت على المركز الرابع بفارق ضئيل عن المراكز الأولى، وبعد هذه الفترة توقفت عن ممارسة الرياضة بسبب الإصابة لأنّ لعبة الأثقال تحتاج بنية قوية وحركات قوية وبرنامجاً معيناً للاعب».

وعن المهام التي تولّاها بعد الاعتزال، قال: «بعد ذلك اتجهت للتدريب، واتبعت دورات عدة منها: دورة أولمبية في "دمشق"، وتمّ اختياري لتدريب المنتخب الوطني للشباب، وشاركنا في بطولة العرب للشباب والشابات وكنت رئيساً للبعثة ومدرباً للذكور، وحصلنا على المركز الرابع، وتابعت مشواري الرياضي بتدريب اللاعبين في مركز نادي "حطلة" الذي أشرف عليه، وخلال عامين خرّجت عدداً من اللاعبين منهم "جابر الجاسم"، و"محمد سعيد الجاسم" وهما في عداد المنتخب الوطني، وقد حطما الأرقام القياسية السورية في اللعبة للناشئين في أول بطولة شاركا فيها في "دمشق".

لقائه مع السيد الرئيس بشار الأسد

جميع الأرقام في وزن 62 كغ، و125 كغ خطف، و150 نتر، ما تزال حتى الآن باسمي ، ولم تتحطم حتى الآن، أما وزن 69 كغ الذي يتضمن خطف 132 كغ و157 نتر فقد حطمه اللاعب "محمد سعيد الجاسم" في العام 2019 وهو من اللاعبين الذين كنت أدربهم».

ويختم الجاسم حديثه بالقول: «الرياضة هي كل شيء في حياتي، وحبّها يسري في عروقي، وبرغم تلك السنوات الطويلة التي قضيتها في الرياضة ما أزال مخلصاً لها، وأنا الآن أمين سر اللجنة الفنية لرفع الأثقال، ومدربٌ في مركز "حطلة"، لقد قدمت الرياضة لي الشهرة ومحبة الناس، ويمكن اعتبار اللعبة في "دير الزور" حديثة الولادة، وبدأت تنهض من جديد بجهود المخلصين، لكن ينقصها الكثير من المعدات والتجهيزات، وفي المحصلة نعتمد على أسلوب البناء الجديد من خلال فئة الأشبال، وفي الوقت الحالي لدينا 15 لاعباً».

هاني المرهج

عنه يقول بطل ألعاب القوى "هاني المرهج": «بقيت مع بطل العرب برفع الأثقال "حسن الجاسم" سنوات عدة، وتحديداً من العام 1997 وحتى العام 2007 في المنتخب الوطني، وكنا قريبين من بعضنا، نجلس ونتبادل الأحاديث، ويعدّ من أميز اللاعبين أدباً وأخلاقاً وبطولة، وترك بصمة في هذه اللعبة، وهو في الوقت الحالي من أميز المدربين على المستوى المحلي، والنتائج التي حققها ما تزال حاضرة حتى الآن».

يذكر أنّ "حسن الجاسم" من مواليد "دير الزور" 1973.