"محمود حبش"، "أبو نخلة" أو "سكيلاتشي"، أسماء تغنت بها جماهير "الفتوة"، لسنوات طويلة رددتها أهزوجة فرح كان يصنعها هذا الهداف، يندر أن تلد مثله الملاعب، والذي بات مثالا يحتذى لكل من جاء بعده.

"الحبش" الذي ظل سنوات طويلة يبث الفرح لدى مئات الآلاف من جماهير "الفتوة"، اتصل بمراسل eDeir-alzor بتاريخ 19أب 2009 ليبث حزنه وألمه لما يلاقيه، وطلب أن نفسح له المجال كي يتحدث إلى جماهير الرياضة وخصوصا جماهير "الفتوة"، وبلاشك كان مرحبا به، وأفسحنا له المجال ليتحدث بحرقة وغصة فقال:

بدأت الفكرة قبل فترة حيث طلب مني أن أكون ضمن نجوم "سورية محمد عفش" و"عبد الله مندو" و"عبد الغني طاطيش" و"جورج خوري" و"عبد المسيح دونا" لتشكيل فريق الأحلام من خلال تجمعات في خمس محافظات، وانتقاء 200 لاعبا من كافة مناطق القطر، وبعد ذلك تم انتقاء 22 لاعبا من كل منطقة، حتى أصبح العدد 110 لاعبين، تم إجراء اختبارات لهم، واختيار 22 لاعبا كونوا فريق "الأحلام" الذي لعب أمام منتخب "سورية" الأول منذ أسبوعين تقريبا. والفكرة جيدة حيث حققت حلم هؤلاء اللاعبين بمواجهة نجوم منتخبنا الوطني، وستكون هناك مباريات ومشاركات قادمة لهذا الفريق

«استغرب الطريقة التي أعامل بها من قبل الإدارات التي تعاقبت على النادي في السنوات الأخيرة، فالجميع يعلم الحجم الذي قدمته للنادي، فأنا وبكل فخر ابن "الفتوة" البار، وأكثر اللاعبين الذين ارتدوا قميص النادي، ودافعوا عنه بشرف وإخلاص، وأنا هداف "الفتوة" الأول منذ تأسيسه حتى الآن.

محمود حبش

أحرزت مع النادي كافة البطولات التي في سجله، وكنت صاحب معظم الأهداف في مباريات الألقاب، فهل هكذا يكون الجزاء "لمحمود حبش"، عندما أذهب لخارج "دير الزور" ألمس الحفاوة الكبيرة والتقدير الكبير لي كلاعب ورياضي بالوقت الذي أشعر فيه بالحسرة والألم على ما ألاقيه داخل ناديي.

تخيلوا أنه قبل أيام جاءت بعثة من تلفزيون "الدنيا" وطلبوا أن يصوروا حلقة من برنامج حول حياة "محمود حبش" كنجم رياضي من "دير الزور" ومن نادي "الفتوة" العريق، فطلبت منهم أن يتم التصوير في بيتي الأول مقر نادي "الفتوة"، واتصلت بعضوي لجنة التسيير في النادي "زياد الصالح" و"نضال الفندي" وأعلمتهما بأننا سنقوم بالتصوير في مقر النادي ورحبا بالأمر، لكن الذي حصل أننا عندما بدأنا التصوير جاء بعض أعضاء لجنة التسيير في النادي ورفضوا استقبالنا ومنعونا من إتمام عملنا ولم يسمحوا بالتصوير في مقر النادي، وكم كان موقفي محرجا أمام أفراد البعثة التلفزيونية، وكم كان ألمي كبيرا عندما قال لي أحدهم "هل هذا هو بيتك الأول، يا "أبو نخلة"، هل أتيت بنا إلى مقر نادي "الفتوة" أم إلى مكان آخر ؟!!!"

حقيقة شيء يدعو للاستغراب والألم، فأنا لم أقصر يوما في خدمة النادي، حتى الموسم الماضي طلبت مني الإدارة أن أتسلم فريق الشباب الذي كان منهارا ويحتل المركز 12 وله 11 نقطة فقط، ولا يفصله عن المركز الأخير سوى ثلاث نقاط وقبلت فورا ودون تفكير، وقبل أسبوع واحد من بداية الإياب، والحمد لله تمكنا من إنقاذ الفريق وحققنا معه نتائج مشرفة، حيث فزنا على الاتحاد في "حلب" وعلى الوحدة في "دمشق" وعلى "تشرين" في "اللاذقية"، وانهينا الموسم في المركز السادس وفي رصيدنا 36 نقطة، رغم الصعوبات الكبيرة التي عانيناها وواجهناها في السفر والإقامة، وكانت الظروف التي عملنا بها هي الأسوأ بحياتي، لكنني صبرت لأنني ابن النادي وأحبه ومهما قدمت له لن أفيه ولو ذرة من فضله علي، وللعلم أنني لم أتقاض رواتبي كاملة من الإدارة السابقة.

وفي هذا العام تم استدعاء جميع مدربي "دير الزور" من قبل لجنة تسيير الأمور، ولم يتم استدعائي لا ادري لماذا، وسمعت أنهم أصدروا قرارا باستمراري مدربا لفريق الشباب، لكن القرار تغير قبل إعلانه لأسباب أجهلها.

للأسف في نادينا هناك الكثير من المتطفلين الذين اخترقوا النادي في السنوات الأخيرة، وهؤلاء لا يريدون النجاح لأحد ويعملون على محاربة رموز النادي بدافع الغيرة والحسد.

وأصبحت الأهواء الشخصية هي من تتحكم بمصير النادي والمصالح هي المقياس في تعيين المدربين، والاتهامات تلقى جزافا، وأسهل ما هنالك أن يتهمونك بأنك من شلة فلان أو من جماعة فلان أو أنك تحفر تحت المدرب الفلاني، حتى وصل النادي إلى نفق مظلم وإلى حالة صعبة من التدهور لم يكن أحد يتوقعها.

تصوروا أنهم يمنعوني من دخول النادي في الوقت الذي أتلقى فيه عرضا للتدريب في أكاديمية "أسي ميلان بدمشق".

ومع ذلك ورغم الألم الكبير أقول أنه لا يصح في النهاية إلا الصحيح وإن "الفتوة" سيبقى كبيرا، وسأظل ابنه البار، وأتمنى التوفيق لكل ألعابه لأنني لا أحمل أية ضغينة على أحد، وجماهيرنا تعرف الجميع وتقدر كل إنسان حق قدره، وفي النهاية أنا "محمود حبش" ابن "الفتوة" الذي يعرفه الجميع ويعرفون تاريخه جيدا».

وقبل أن نودع "الحبش" تحدث عن تجربته الجديدة مع فريق "الأحلام MTN " الذي يعمل ضمن كادره التدريبي فقال:

«بدأت الفكرة قبل فترة حيث طلب مني أن أكون ضمن نجوم "سورية محمد عفش" و"عبد الله مندو" و"عبد الغني طاطيش" و"جورج خوري" و"عبد المسيح دونا" لتشكيل فريق الأحلام من خلال تجمعات في خمس محافظات، وانتقاء 200 لاعبا من كافة مناطق القطر، وبعد ذلك تم انتقاء 22 لاعبا من كل منطقة، حتى أصبح العدد 110 لاعبين، تم إجراء اختبارات لهم، واختيار 22 لاعبا كونوا فريق "الأحلام" الذي لعب أمام منتخب "سورية" الأول منذ أسبوعين تقريبا.

والفكرة جيدة حيث حققت حلم هؤلاء اللاعبين بمواجهة نجوم منتخبنا الوطني، وستكون هناك مباريات ومشاركات قادمة لهذا الفريق».