أعادت قرارات لجنة التحقيق في قضية الفساد حول بيع وشراء المباريات في الدوري "السوري" بكرة القدم، البسمة الضائعة إلى شفاه محبي "الفتوة" الذين ذابوا حزنا وألما، بعد ما آلت إليه نتائج الدوري الفائت، والتي وضعت فريقهم الكروي في المرتبة قبل الأخيرة على سلم اللائحة في دوري سجلت عليه العديد من الملاحظات، فجاءت هذه القرارات لتنقذ الأزرق من كارثة الهبوط بعد أن كشفت المتلاعبين بنتائج المباريات، ولتكون هذه القرارات الجريئة والغير مسبوقة، كماء الحياة الذي أعاد الروح لجميع أنصار "الفتوة"، كما أعاد الهيبة والقدسية للدوري ولكرتنا بعد أن كدنا نصل إلى مرحلة اليأس من إصلاح الواقع الفاسد الذي عاشه الدوري الغريب والعجيب بما رافقه من تناقضات في النتائج والمباريات.‏

وجاءت قرارات لجنة التحقيق لتكون كصك براءة للعديد من لاعبي "الفتوة" الذين تعرضوا خلال الدوري لسيل من الاتهامات بالتخاذل والتواطؤ والتهاون، وعلى رأسهم اللاعبين "عدي جفال" و"محمد عبادي" اللذين تحدثنا إليهما عبر الهاتف بتاريخ 21 حزيران 2009 قبل سفرهما مع المنتخب الأولمبي إلى "إيطاليا" للمشاركة في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط .‏

حقيقة لست مصدقا أن حقنا عاد إلينا، وأن "الفتوة" بقي في الأضواء بعد الظلم الذي تعرض له والمؤامرات التي حيكت ضده، فرحتي لا توصف، ولا بد من أن يكون ما جرى في هذا الدوري درسا للجميع، وسامح الله من تلاعب بنا وبعواطف جماهيرنا

فكانت كلمات "الجفال" تعبر عن حالة لا توصف من الفرح حيث قال:

أنور عبد القادر

«الحمد لله أن "الفتوة" بقي بين الأقوياء وهو مكانه الطبيعي، فمن غير المعقول أن يكون نادينا بعيدا عن دوري المحترفين، وقد كنت من أشد الناس حزنا على هبوط النادي، وأنا اليوم من أكثر الناس فرحا ببقائه، وأشكر الله أن الحقيقة اتضحت لجماهيرنا وعرفت من كان يتخاذل ويتواطأ».‏

أما "العبادي" فقال:

«الحمد لله أن الحقيقة ظهرت جلية للجميع، وسامح الله كل من اتهمني بالتهاون، لأنني لم ولن أكن إلا محبا للأزرق، الذي عاد له الحق من خلال هذه القرارات الجريئة، وأهنئ نفسي أولا وكل جماهيرنا الحبيبة على بقاء نادينا في الأضواء، وأشكر اتحاد كرة القدم على موقفه الجريء الذي أعاد الفرح لجماهيرنا وبرأنا مما كنا نتهم به»‏

عدي جفال

أما هداف الأزرق "عمر السومة":

«حقيقة لست مصدقا أن حقنا عاد إلينا، وأن "الفتوة" بقي في الأضواء بعد الظلم الذي تعرض له والمؤامرات التي حيكت ضده، فرحتي لا توصف، ولا بد من أن يكون ما جرى في هذا الدوري درسا للجميع، وسامح الله من تلاعب بنا وبعواطف جماهيرنا».

محمد عبادي

ولم تنصف القرارات اللاعبين الذين طالتهم الاتهامات فقط بل برأت الجهاز الفني الذي تعرض لحملة كبيرة من الانتقادات بسبب ما آل إليه وضع النادي قبل هذه القرارات، حيث اتضح للجميع أن ضياع بعض المباريات لم يكن لأسباب فنية، بل كان نتيجة للفساد والتخاذل والتواطؤ، eDeir-alzorتحدث مع الكابتن "أنور عبد القادر" مدرب "الفتوة" والذي قال:

«القرارات الأخيرة جاءت استجابة ملحة وتفاعلا إيجابيا ومهما بدد الحزن الذي خيم في نفوس أبناء وعشاق "الفتوة"، الذين وجدوا أحلامهم تتلاشى أمام ممارسات تتنافى مع القيم والمبادئ الرياضية السامية، ولعلي لا أستطيع التحدث في مضمون القرارات وتفاصيلها لأن هذا من مهام لجنة التحقيق فهي الأدرى بالمعطيات والدلائل التي توفرت لديها .‏

ومن ناحية أخرى أعتبر القرارات تفسيرا وتوضيحا لبعض الملابسات التي رافقت مشوار الفريق وبينت وإن بشكل جزئي عن حجم المعاناة التي رافقت عملنا وأثرت في نتائج الفريق وبعض الأدوات التي استخدمت لإفشال مسيرته .‏

وأتمنى من المعنيين في رياضة "دير الزور" أن يكشفوا بجرأة ومسؤولية الجهات والأشخاص الذين تلاعبوا بمشاعر الجماهير ومارسوا الضغوطات على اللاعبين وسخروا عبقريتهم وأحقادهم لمنع الفريق من بلوغ غاياته وأهدافه .‏

وبكل الأحوال أنا واثق أن الأيام القادمة ستكشف الكثير، لأن الفاسدين والمفسدين سيكشفون بعضهم، لأنهم اجتمعوا على الضلالة، وهؤلاء ستفرقهم الحقيقة بنورها حينما تتبدد الظلمة وتتكشف عورات أشباه الرجال .‏

وأعتقد أن بعضا من القرارات كشفت ورفعت الأقنعة عن الوجه الحقيقي لمن استخدموا الصراخ والكذب وسيلة لتشويه الحقائق وتوجيه التهم والافتراءات لطمس الحقائق التي توضحت اليوم».