إنها عشق كرة القدم المجنونة التي ألهبت حماس شباب مدينة "البوكمال" وأرغمتهم على الجلوس أمام شاشات التلفاز تاركين أشغالهم وواجباتهم لأيامٍ أخرى حتى لا يُضيّعوا متعةَ هذه الليلة. إنه الكلاسيكو الكروي المنتظر؛ مباراةٌ بكرة القدم بين ناديي "برشلونة وريال مدريد" الإسبانييّن؛ فأسواق المدينة أغلقت أبوابها باكراً في هذا اليوم على غير عادتها، فكل متابعٍ للرياضة حجز لنفسه مكاناً في وقت مبكر إما في أحد المطاعم أو المقاهي أو عند أحد الأصدقاء ممن يملكون كرت الاشتراك في القنوات المشفّرة.

eDair alzor كان موجودا في أحد مقاهي المدينة قبل موعد المباراة حيث حشود الشباب المتوافد واحداً تلو الآخر لينقسم الجمع الغفير إلى فريقين؛ فمنهم من يشجع أصحاب القمصان البيضاء والبعض الآخر يشجع أصحاب القمصان الزرقاء، حيت كانت لنا هذه اللقاءات مع بعض الحضور:

أنا سعيدٌ هذه الليلة لأن فريقي حطم أسطورة النادي الملكي وهزمه في أرضه وبين جمهوره

الشاب"محمود" فال: «أنا مشجع للنادي الملكي؛ وأنتظر هذه المباراة منذ بداية الدوري الإسباني و أتابع جميع مباريات فريقي لكن لهذه المباراة نكهة خاصة، وقد تركت عملي اليوم باكراً وأتيت قبل بداية المباراة بساعتين كي أحجز مقعداً في الصف الأول».

بعض من مشجعي ريال مدريد

أما الشاب"أيهم" قال وهو متفائل: «أنا مشجع لنادي برشلونة منذ ثلاث سنوات وأنا متفائلٌ بالفوز هذه الليلة فقد أثبت هذا الفريق بأنه أفضل الأندية في أوروبا وأظنه سيحرز اللقب الأوروبي والدوري وحتى كأس الملك».

ومع بداية المباراة بدأت معها الهتافات وبدأ التشجيع وكأنها مباراةٌ تجري على أرض ملعب "البوكمال"؛ كل مجموعةٍ تهتف لفريقها طوال فترة المباراة.

الشاب "أيهم" أحد مشجعي برشلونة

ووسط ضجيج المقهى كان السيد "أبو قاسم" صاحب المقهى جالساً وراء مكتبه ينتظر نهاية المباراة لإغلاق مقهاه والعودة إلى منزله، حيث كان لـeDair alzor أسئلةٌ أجاب عنها قائلاً: «هذا الضجيج وهذه الضوضاء غير موجودة في المقهى إلا أثناء المباريات فهذا شيءٌ خارج عن إرادتنا؛ ثم أن هذا المقهى باب رزقي وبفضل هذه المباريات يزداد عدد الزبائن أضعافاً عن الأيام العادية».

وأضاف أيضاً: «شيءٌ رائع وجميل أن يتفق جيل الشباب على أمرٍ واحد، لكن حبذا لو كان هذا الاتفاق على أمورٍ أكثر عمقاً وأكثر فائدة؛ لكن حتى تشجيع الفرق الرياضية أصبحت موضة مثلها مثل اللباس والموبايل وتسريحات الشعر».

فرحة مشجعي نرشلونة بعد الفوز

وعن رأيه بالرياضة أجاب: «أنا لست ضد الرياضة؛ لكن ليس بهذا الجنون الذي لا مبرر له والذي يضفي على عقول شبابنا طابع السطحية، بل عليهم التفكير والالتفات إلى أمورٍ أكثر جدية من هذه المباريات التي لا ناقة لنا فيها ولا جمل».

لكن بعد نهاية المباراة والتي انتهت بفوز" برشلونة" بـ/6أهداف/ مقابل هدفين؛ تغيرت الوجوه والملامح بين غاضبٍ وبين سعيدٍ. وقد كان لـeDair alzor بعد نهاية المباراة بعض اللقاءات:

الشاب "عثمان" مشجع لنادي برشلونة قال: «أنا سعيدٌ هذه الليلة لأن فريقي حطم أسطورة النادي الملكي وهزمه في أرضه وبين جمهوره».

أما الشاب "أنس" مشجع لنادي ريال مدريد قال: «أنا غاضبٌ جداً ليس بسبب خسارة فريقي فحسب؛ بل لأنني تركت دراستي وأتيت لمشاهدة المباراة وأنا طالب شهادة ثانوية، كما أتحسر على الـ/50/ ليرة التي دفعتها ثمن دخول الصالة».