تعود بالجذور إلى العهد الإغريقي، وكانت عند الرومان بمنزلة ملتقى للاجتماعات والترفيه، تحتوي على قنوات تصريف وخزانات للماء ومقصورات باردة وساخنة وردهة للاستراحة والتدليك...

للحديث عن الحمامات الرومانية في موقع "دورا أوروبوس" الذي يبعد عن مركز مدينة "دير الزور" 90كم، وعن مدينة "البوكمال" 40كم، مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 4 حزيران 2014 الباحث "خالد الفرج" من حي "الجبيلة"، ويقول: «تعد "دورا أوروبوس" مدينة "هلنستية" خالصة، دخلتها بعض الخصائص الرومانية التي تميز البناء فيها بضخامته وفخامته وغناه، وهذا الموقع ذو المساحة الكبيرة هو عبارة عن مجموعة من المنازل قُسّمت على أساس رقعة الشطرنج، وهي بمنزلة الشوارع الرئيسية والفرعية، فالرئيسية كانت تؤدي إلى "الأكورا" وهو مركز المدينة والساحة الرئيسية للموقع، ومن هذا المركز تتشعب مجموعة من الشوارع الفرعية المتقاطعة، وفيه أيضاً عدد من الحمامات الرومانية المبنية بمادة القرميد وتقع في الشمال الشرقي من الموقع، التي كانت تحتوي على قنوات تصريف وخزانات للماء وقساطل لمرور المياه الحارة والباردة، ويضم الحمام مقصورة حارة وفلتراً وربما ردهة للرياضة أو للاستراحة والتدليك، والحمامات الرومانية تعود إلى جذور إغريقية، لكن الرومان تعلقوا بها، وكان الرومان حريصين على ارتيادها للوقاية من الأمراض والحفاظ على لياقتهم البدنية، كما كانت ملتقى للاجتماعات العامة والمهمة فهي مكان مميز للحياة الحضرية الرومانية فتقصد للقاء وللقيام بالتمرينات وللعب وحتى للقراءة، ويمكن فيها عقد الصفقات وحل المشكلات».

تحتوي المدينة على عدد من الحمامات المشيدة بالآجر، وكانت تحتوي على خزانات للماء وقساطل لمرور المياه الحارة والباردة، وتعدّ الحمامات الرومانية في "دورا أوروبوس" شبيهة بالحمامات العثمانية المتأخرة، وذلك لوجود شقين من الحمام بارد خارجي وحار داخلي، وكان هناك عمال يقومون بتسخين المياه في مراجل فخارية، يتم توزيعها على مقصورات الحمام، كما تميز الموقع بوجود قنوات للتصريف من الحمامات الداخلية والخارجية إلى النهر مباشرة

ويضيف: «بنيت الحمامات في "دورا أوروبوس" بخليط من الإسمنت الروماني لمقاومته للمياه، وكانت قناة المياه الواقعة بجوار سور القلعة تستخدم لجر المياه وتوزيعها في المدينة، ولم تستطع البعثات الأثرية تحديد الآلية التي يتم بها رفع المياه من النهر إلى الحمامات التي بنيت من القرميد الذي لصق مع بعضه بملاط من الجص وروث الحيوانات والفحم، حيث يدعى هذا الخليط بالإسمنت الروماني وهو مقاوم للماء، وفي وسط الحمام حوض كبير استخدم كخزان يغرف منه الماء إلى مقصورات الحمام، وقد عثر في عام 2005 على مصطبتين خارج سور المدينة، والمصطبتان تنحدران باتجاه النهر، وهذا الاكتشاف قاد الباحثون للاعتقاد أن كل مصطبة تتوضع عليها آلة لرفع المياه تسمى "الشاذوف"، وهي عبارة عن عصا بارتفاع معين تتقاطع مع عصا أخرى على شكل حرف "تي أو "T"، يتوضع الدلو في طرف وفي الطرف الآخر يتوضع الثقل أو الوزن لكي يتم توزيع المياه إلى الحمامات الشمالية والجنوبية القريبة من البوابة الرئيسية».

أما الصحفي "براء الأحمد" فقد كتب في جريدة "الثورة" عن الحمامات موقع "دورا أوروبوس": «تحتوي المدينة على عدد من الحمامات المشيدة بالآجر، وكانت تحتوي على خزانات للماء وقساطل لمرور المياه الحارة والباردة، وتعدّ الحمامات الرومانية في "دورا أوروبوس" شبيهة بالحمامات العثمانية المتأخرة، وذلك لوجود شقين من الحمام بارد خارجي وحار داخلي، وكان هناك عمال يقومون بتسخين المياه في مراجل فخارية، يتم توزيعها على مقصورات الحمام، كما تميز الموقع بوجود قنوات للتصريف من الحمامات الداخلية والخارجية إلى النهر مباشرة».

الجدير بالذكر، أن البعثات الثلاث التي عملت في موقع "دورا أوروبوس" قامت بتنقيب ثلث مساحة المدينة فقط، وأظهرت هذه التنقيبات الأسوار والأبراج الستة والعشرين والبوابات الثلاث، إضافة إلى القلعة وعدد من القصور (قصر القلعة، قصر الحاكم، قصر حاكم النهر)، والشارع الرئيسي المعمّد، والساحة المركزية، وخمسة حمامات رومانية وسبعة عشر معبداً.

خالد الفرج