في مدينة "دورا أوروبوس" المعروفة باسم "الصالحية" -التي تقع على الضفة اليمنى من نهر الفرات- الكثير من اللقى والمكتشفات الأثرية التي تحكي قصة حضارة هذه المدينة التي تتميز بفنها الشرقي الممزوج بالفن الهلنيستي...

للتعرف على المكتشفات الأثرية وأهميتها في مدينة "دورا أوروبوس" التقت مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 6 آذار 2014 الباحثة التاريخية "سميرة زينة" التي حدثتنا بالقول: «يعود الاهتمام بحفريات "دورا أوروبوس" إلى عام 1920م للمستشرقة الإنكليزية ومديرية مصلحة الآثار في العراق "جوترو دبيل"، وفي عام 1928 تضافرت جهود جامعة "بيل" الأميركية وأكاديمية الخطوط والآداب الجميلة الفرنسية على الحفر في "دورا" تحت إدارة العالمين البلجيكي "فرانز كومان" وأستاذ التاريخ القديم في جامعة "بيل" "وسترزوف" بمساعدة من مؤسسة "روكلفر" واستمرت الحفريات إلى عام 1937م».

يعود الاهتمام بحفريات "دورا أوروبوس" إلى عام 1920م للمستشرقة الإنكليزية ومديرية مصلحة الآثار في العراق "جوترو دبيل"، وفي عام 1928 تضافرت جهود جامعة "بيل" الأميركية وأكاديمية الخطوط والآداب الجميلة الفرنسية على الحفر في "دورا" تحت إدارة العالمين البلجيكي "فرانز كومان" وأستاذ التاريخ القديم في جامعة "بيل" "وسترزوف" بمساعدة من مؤسسة "روكلفر" واستمرت الحفريات إلى عام 1937م

وتضيف: «وقد كشفت الحفريات عن مدينة ازدهرت في عهد الفرس وعن قصر أمير المدينة، واثني عشر معبداً، وعن القلعة، والساحة وعدة حمامات، وسقوف ومنازل، وقوس نصر، وهياكل تدمرية، ومسرح كبير، كما عثر المنقبون على مجموعة من التماثيل الحجرية والعديد من الرسوم الجدارية الملونة وأسلحة برونزية وحديدية والكثير من القطع الفخارية، فقد كانت اللوحات التزيينية التي عثر عليها في معابد "دورا" زودت المؤرخين بمعلومات ثمينة عن تاريخ الفن وتاريخ الأديان والعبادات في الشرق العربي القديم، وبفضل الوثائق المكتشفة في المدينة تم التعرف بوضوح على التقلبات الداخلية التي عانتها هذه المدينة التي أرادها "السلوقيون" مستعمرة فتطورت إلى مركز إشعاع حضاري واقتصادي وسياسي وقامت بدور ملحوظ في توسيع وانتشار "الهيلينية" في الشرق وبصورة خاصة حول "الفرات"».

المنحوته التدمرية

وعن أهم اللقى الأثرية تقول: «تم العثور في مدينة "دورا أوروبوس" على العديد من اللقى الأثرية الهامة ومنها "السراج النحاسي" الذي يدل على التطور الحضاري في تلك الفترة، فهو عبارة عن سراج نحاسي على هيئة رأس إفريقي، وقد تحور الفم ليشكل مكان وضع الفتيل، وفي أعلى الرأس نجد فتحة لتزويد السراج بالزيت وللسراج مقبض بشكل مستدير يشبه القلب، وهو مزود بسلسلة معدنية ما يدل على أنه كان يعلق، وأيضاً هناك "المنحوتة التدمرية" فقد تم العثور على هذه اللوحة جنوب الشارع الرئيس للمدينة، وتمثل المنحوتة مشهد تقدمة للإله "بل" الذي يتوسط المشهد وفي يده شعاران، على الأيسر منهما صورة الإله "اللات" وعلى الأيمن إله غير واضح، وتاريخ المنحوتة 72 أو73م، إضافة إلى ذلك عثر على العديد من الأدوات الحربية مثل روؤس سهام ورماح وأجزاء من دروع وسيوف ورماح وتروس خشبية وبعض الصفائح المعدنية المزخرفة، وخوَذ وعدد كبير من المسامير الحديدية ومنجنيقات والقلل المصنوعة من الحجر الجصي».

وقد تحدث الدكتور "علي الشعيبي" في كتابه "دير الزور ماضٍ عريق وحاضر مشرق" عن أهم المكتشفات الأثرية في مدينة "دورا أوروبوس" بالقول: «عثر المنقبون على مجموعات أثرية هامة غنية في فنها الشرقي الممزوج بالفن "الهلنيستي" معاً، ما يضفي على فن المدينة فناً خاصاً متميزاً به والمدينة كانت تعتمد على فنانينها وصناعها المحليين وأهم ما اكتشف في المدينة من قطع أثرية مجموعة من التماثيل الحجرية تمثل الإلهة "بعل" والإلهة التدمرية "يرحبول"، وتمثال "عفلد"، و"أفروديت"، و"هرقل"، و"حدد" وغيرها من الآلهة والتماثيل لبعض الأشخاص من رجال ونساء، ومجموعة من الرسوم الجدرانية الملونة تواجدت في المعابد ذات مواضيع دينية، ومجموعة من الأسلحة البرونزية والحديدية والفخار والنقود، وهذه المكتشفات معروضة حالياً في متحف جامعة "بيل" الأميركية ومتحف "اللوفر" ومتحف "دمشق"».

سميرة زينة