مدينة وقلعة أثرية تقع في الشمال الغربي لـ"دير الزور" على بعد /58/ كم على شاطئ نهر "الفرات"، ويعتقد علماء الآثار أنها مدينة "دور كرباتي" التي بنيت بأمر من الآشور "نصر بال الثالث" عام /877/ ق.م.

مدونة وطن "eSyria" بحثت بتاريخ 6/10/2013 في كتب ومراجع تحدثت عن مدينة "عزان" الأثرية ومنها كتاب المرحوم "أحمد شوحان" الذي حمل عنوان "المواقع والتلال في وادي الفرات" الذي قال فيه: «تقع على شاطئ "الفرات" الأيمن وترتفع عن سطح البحر /280/ م، وكانت حصناً ومركزاً تجارياً تدمرياً في القرون الثلاثة الأولى للميلاد ونقطة للجمارك، ولم تثبت الحفريات وجود آثار أقدم في الموقع، وقد بنيت من الحجارة الكلسية الموجودة، لها سور مثلث الشكل قاعدته موازية للنهر، ويمتد الضلعان الشمالي والجنوبي حيث يلتقيان في سفح الهضبة البازلتية على ارتفاع /90/ م عن مستوى النهر، وتعزز السور أبراج متقنة الصنع تساقطت أسقف الأول والثاني ربما كانت بأعمدة خشبية لوجود حفر متوازية في الجدران».

رأيت هذا النفق المحاذي للغرف الموازية للسور الجنوبي وهو بعرض متر تقريباً وبعمق أكثر من مترين فيه أحجار وأتربة متراكمة وسقفه صفائح رخامية ضخمة

وأضاف عن الوضع الحالي للمدينة الأثرية: «بقي من قلعة "عزان" الأسوار والقلعة والشارع المعمد والكنيستان وقصر الحاكم والبوابتان وتنسبان إلى عهد "جوستيان" من القرن السادس الميلادي، وقيل إنها كانت تسمى في العهود الآرامية "لوقي" كما سميت "دور كارباتي" التي بنيت بأمر آشور "نصر بال الثالث" عام /877/ ق.م، وكانت العبادة فيها في العهد التدمري "وثنية"، أما في البيزنطي فبنيت فيها كنيستان صغيرتان للجنود الذين يعتبرون المدينة مركزاً للتواجد والراحة عند عبورهم المنطقة، وداخل المدينة طرق تحيط بها أبنية عامة وفيها حمامات وبيوت للسكن غنية بالزخارف والنقوش، ويذكر بعض المؤرخين أن أبنية قد سقفت النهر تربط بين القلعتين لكننا لم نشاهد أي أثر لهذا الزعم، لأن الماء يكاد يلامس قاع النهر صيفاً، لكن هناك نفقاً تحت الماء يربط بين "عزان" و"عدان" على الشاطئ الشرقي».

داخل القلعة

وقد كتب عن هذا النفق الدكتور "عبد السلام العجيلي" في كتابه "أشياء شخصية": «رأيت هذا النفق المحاذي للغرف الموازية للسور الجنوبي وهو بعرض متر تقريباً وبعمق أكثر من مترين فيه أحجار وأتربة متراكمة وسقفه صفائح رخامية ضخمة».

كما ذكرها "ياقوت الحموي" بأنها تسمى "حصن زنوبيا". وأضاف الباحث في الآثار "رامز علوان" بالقول: «يذكر المؤرخون أن فيضان نهر "الفرات" هدم قسماً من السور الشرقي فقام الإمبراطور البيزنطي "جوستيان" بإصلاح المواقع الحصينة منه وجهز المدينة بثكنات عسكرية وحمامات وكنيسة جديدة للجنود وساحة رياضية قرب الحمامات ومساكن في السور الجنوبي، وإلى الشمال من رأس القلعة تظهر آثار مقابر رومانية قديمة وقفت عليها وشاهدت لصوص الآثار قد نبشوا كثيراً منها وسرقوا محتوياتها، فقد كانت المدينة محط أنظار الغزاة من فرس وروم فقد دمرها "خسرو الأول" سنة /540/ م بعد استيلائه عليها فلما استرجعها "جوستيانوس" البيزنطي /565/ م أعاد بناء ما تهدم منها، وفي شهر آب من عام /610/ م، وفي أيام القيصر "فوقاس" هاجمها "خسرو الثاني" بقيادة قائده "شهر براز" فدمرها وقضى عليها، ثم هجرت المدينة فلم يذكر التاريخ عنها شيئاً بعد ذلك، فلما دخلها المسلمون بنوا فيها مسجداً، ثم أهملت فأصبحت خراباً وقد عثر على خزفيات إسلامية في الخزانات البيزنطية».