على بعد تسعين كيلومتراً شرقي محافظة "دير الزور" تقع آثار الصالحية "دورا اوروبس" التي تتميز بتنوع الديانات وممارسة الطقوس الدينية على مسرحها الصغير وذلك لتجسيد الآلهة وقوى الخير والشر والملاحم والأساطير.

للحديث عن المسرح في "دوروا اوروبس" والطقوس الدينية التي كانت تمارس عليه التقت مدونة وطن eSyria في 4/7/2013 الكاتب "صهيب الجابر" الذي حدثنا بالقول: «يمكن القول إن جميع الأنواع الدرامية قد بدأت في صورة طقوس دينية، فجميع العبادات والديانات تحتوي على طقوس معينة تتضح من خلالها الديانة نفسها، والخليط والتنوع بالديانات التي شهدتها مدينة "دورا اوروبس" عبر تاريخها ساعد على انتشار هذه الطقوس على مسرحها الصغير من خلال تجسيد الملاحم والأساطير، وذلك عن طريق تشخيص السرد الأسطوري والتعدد الصوتي والإيقاعي في القصيدة الواحدة ما يسهل إلقائها وأداءها أمام جمهور المعبد المتدين، فالعرض للنص الديني هو شيء محوري وأساسي في معظم الديانات انطلاقا من الديانات القديمة».

كشفت الحفريات عن وجود مسرح في "دورا اوروبس" شأن المدن السورية في العهد الروماني ومسرح "دورا" يختلف عن مسارح المدن الكبيرة، فقد اتصف بناؤه بشيء من الاستقلال في الأسلوب المعماري وهو مخصص للطقوس الدينية وهو صغير المساحة قطره حوالي 14 متراً وليس له منصة، وهو على شكل نصف دائرة ممتد وله أربعة أدراج وثمانية صفوف من المقاعد المغطاة بالقرميد، وربما كان من نوع "الأوديون" للحفلات الموسيقية، ويظهر المسرح كقصر يوناني روماني متحد مع معبد له باحة واسعة من أصل سامي

ويتابع: «تعتبر "دورا اوروبس" ملتقى للأفكار والمبتكرات والمعتقدات والتمازج الثقافي خلال القرون الثلاثة من تأسيسها وامتزجت بها حضارات العالم القديم، وهذا الامتزاج دفع لوجود عدة ديانات بدءاً بالإله "بعل" والآلهة السورية، ومن ثم الآلهة اليونانية والفارسية والرومانية وخلال فترة وجودها كان فيها ما لا يقل عن خمس ديانات في آن واحد وهذه الديانات كانت تمارس طقوسها على مسرح "دورا اوروبس" كلّ بطريقته من خلال بعض اللوحات التمثيلية التي كانت تمجد الآلهة وقوتها وعظمتها وصراعها ما بين الخير والشر».

كنيسة دورااوروبس

وفي كتاب "حضارة وادي الفرات" للعلامة "عبد القادر عياش" يقول: «كشفت الحفريات عن وجود مسرح في "دورا اوروبس" شأن المدن السورية في العهد الروماني ومسرح "دورا" يختلف عن مسارح المدن الكبيرة، فقد اتصف بناؤه بشيء من الاستقلال في الأسلوب المعماري وهو مخصص للطقوس الدينية وهو صغير المساحة قطره حوالي 14 متراً وليس له منصة، وهو على شكل نصف دائرة ممتد وله أربعة أدراج وثمانية صفوف من المقاعد المغطاة بالقرميد، وربما كان من نوع "الأوديون" للحفلات الموسيقية، ويظهر المسرح كقصر يوناني روماني متحد مع معبد له باحة واسعة من أصل سامي».

والجدير بالذكر أن آثار "دورا اوروبس" تقع على بعد تسعين كيلومتراً شرقي دير الزور، واكتشف الموقع عام 1920، ويضم أول كنيسة "منزلية" في العالم، وتمتد حدود المدينة على حوالي 1 كم من الشمال إلى الجنوب، وحوالي 700 متر من مجرى نهر الفرات حتى حائط الصحراء، وبوشر التنقيب الأثري فيها من عام 1928 لغاية 1937 على يد بعثة فرنسية ثم بعثة أخرى فرنسية- أمريكية مشتركة، وقد دلت التنقيبات على أن هذه المدينة تعود إلى العصر الهيلنستي، وقد بناها "سلوقس نيكاتور" 320-280 قبل الميلاد وأسماها "اوروبوس" على اسم المدينة التي ولد فيها في "مكدونيا"».

صهيب الجابر