على بعد 15 كم غرب مدينة "دير الزور" تقع آثار "عين أبو جمعة"، والتي تعتبر الدلالة الأولى للحس الفني والجمالي للأدوات التي عثر عليها فيها.

مدونة وطن eSyria التقت بتاريخ 20/4/2013 الآثاري "عمار كمور" الذي تحدث عن تل "عين ابو جمعة" بالقول: «بالقرب من آثار عين "طابوس" غرب "دير الزور" تقع عين تسمى "عين أبو جمعة"، في قرية "أبو جمعة" نسبة إلى التل الأثري الموجود فيها، والذي يرجع إلى عصر ما قبل التاريخ، وقد سمى علماء الآثار تلك الفترة بالعصر المطير الثاني أو عصر "عين أبو جمعة"، وقد عثر في الموقع على نوع واحد من الفؤوس يشبه اللوزة أو القلب في شكله، ترافقه أدوات أخرى "كالمخارز"، و"المكاشط" و"السكاكين" بلغت القمة في الدقة، إلى حد يتجاوز الحاجة الفعلية والوظيفية المخصصة لها، وتعتبر هذه الأدوات حسب رأي الباحثين الدلالة الأولى على نمو الحس الفني والجمالي لدى تلك المجتمعات التي تناقلت تصنيع أدواتها من جيل إلى آخر».

تعود آثار "عين أبو جمعة" إلى العصر الروماني، وقد قامت دائرة الآثار "بدير الزور" بمسح طبوغرافي وشبه سبر اختباري وتحديد السويات الأثرية وتبين من خلال الكشف المبدئي على وجود كسر فخارية على التل وتحليل نوعية التربة والنباتات المنتشرة فيه تثبت وجود تل أثري يعود إلى العصر الروماني، لكون آثار تلك المنطقة تعود إلى العصر الروماني

وأضاف: «تعود آثار "عين أبو جمعة" إلى العصر الروماني، وقد قامت دائرة الآثار "بدير الزور" بمسح طبوغرافي وشبه سبر اختباري وتحديد السويات الأثرية وتبين من خلال الكشف المبدئي على وجود كسر فخارية على التل وتحليل نوعية التربة والنباتات المنتشرة فيه تثبت وجود تل أثري يعود إلى العصر الروماني، لكون آثار تلك المنطقة تعود إلى العصر الروماني».

ويشير الباحث الآثاري "ياسر شوحان" عن آثار المنطقة بالقول: «أنهت البعثة الأثرية الفنلندية أعمال المسح الأثري في تلك المنطقة، ولمواسم متعددة برئاسة الدكتورة "مينا لونكفيست" والدكتور "كيني لونكفيست" من جامعة هيلسنكي، حيث وضعت البعثة المخططات الأثرية للمنطقة خلال قيامها بأعمال المسح التي تمت في المواسم السابقة وخاصة فيما يتعلق بالطرق الأثرية في تلك المنطقة، وان هدف تلك المخططات بالإضافة إلى مخططات "بواديبارد" التي وضعت في الثلاثينيات من القرن الماضي، إلى إعداد دراسة أثرية شاملة للمنطقة».

وأضاف: «تركزت أعمال البعثة الأثرية على مسوحات الطرق القديمة بين قريتي عين أبو جمعة والخريطة التي تبعد عن مركز مدينة دير الزور بحدود 15 كم على الطريق الواصلة بين "حلب ـ دير الزور" وذلك بمساعدة الصور المأخوذة من القمر الصناعي /Corona/ والصور المستخرجة في عام 1960 وتبين أن "منطقة أبو جمعة" هي عبارة عن واد سيلي في البادية الشرقية إلى الشرق من جبل البشري على بعد 28 كم جنوب غرب مدينة دير الزور طوله 20 كم ويبدأ من السفح الشرقي للجبل على ارتفاع 300م ويتجه شرقاً ثم شمالاً لينتهي في وادي الفرات على ارتفاع 207م، يحفر في طبقات الجبس والكلس الحواري الثلاثي حيث إن جوانبه شديدة الانحدار ومجراه ضيق وعميق يصل لغاية 50م، وتكثر في قاعه الصخور الحطامية الكبيرة حيث تم العثور من قبل البعثة في هذه المنطقة على أدوات صوانية تعود لفترة الباليوليتيك والعصر الروماني».‏