دلت الأبحاث الأثرية المكتشفة في مملكة "ماري" * على وجود باحة تعرف بـ"باحة النخلة" مصنوعة من الذهب الخالص، وأما عناقيد التمر الموجودة فمصنوعة من الأحجار الكريمة.

مدونة وطن eSyria التقت بتاريخ 18/2/2013 الآثاري "عمار كمور" فقال عن "باحة النخلة": «عرفت "ماري" منذ القديم، وهي الآن من أبرز المعالم الأثرية المكتشفة، فقد نالت شهرتها قديماً وذاع صيت معالمها الأثرية حديثاً، وأهمها القصر الذي يعرف باسم قصر "زمري- ليم" فهو أحد اكبر وأجمل الاكتشافات التي أتحفنا بها تل الحرير، وإن كان يدل على شيء فهو يدل على تطور فنون العمارة خلال الربع الأول من الألف الثاني قبل الميلاد».

عرفت "ماري" منذ القديم، وهي الآن من أبرز المعالم الأثرية المكتشفة، فقد نالت شهرتها قديماً وذاع صيت معالمها الأثرية حديثاً، وأهمها القصر الذي يعرف باسم قصر "زمري- ليم" فهو أحد اكبر وأجمل الاكتشافات التي أتحفنا بها تل الحرير، وإن كان يدل على شيء فهو يدل على تطور فنون العمارة خلال الربع الأول من الألف الثاني قبل الميلاد

وأضاف بالقول: «يضم القصر باحات عديدة أهمها باحة سماوية سميت باحة "النخيل"، عثر بداخلها على نخلة من الذهب الخالص، وعناقيد التمر من الأحجار الكريمة، وزينت جدران الباحة برسوم جدارية ملونة، منها لوحة تمثل مشهد تنصيب الملك "زمري ليم" وهو ممسك بالعصا. وتعتبر قاعة جلوس الملك أهم القاعات حيث تحتوي على منصة منخفضة تدل على موضع عرش الملك، تقابلها مصطبة يتوضع عليها عرش الإله، في إشارة إلى أن الملك يستمد وجوده من الإله، حتى إن الزائر للقاعة ينحني لكي لا يقطع التواصل بين الملك والإله، وزينت القاعة برسوم جداريه ملونة، وسقف القصر مزين بطريقة هندسية فريدة اعتمدت نموذج الجملون المزدوج».

الأثاري عمار كمور

الباحث "أسعد الفارس" تحدث بالقول: «كشفت التنقيبات الأثرية خلال هذه الفترة أوابد معمارية هامة وأرشيفاً ملكياً تجاوز الخمسة والعشرين ألف رُقُم أعطى معلومات هامة عن تاريخ سورية والمشرق القديم. وقد كتب الأب "فنسان" عن قصر زمري ليم بأنه درة العمارة الشرقية القديمة، لذلك تذكر النصوص بان ملك اوغاريت أرسل ابنه لزيارة هذا القصر واعتبره الباحثون المثل الأفضل للقصور الرافدية، تبلغ مساحة القصر حوالي هكتارين ونصف، ويضم حوالي / 300 / غرفة وباحة كان يؤلف مدينة داخل مدينة محاطة بسور ضخم، ويتألف القصر من قسمين شرقي وغربي وتقع المكاتب والإدارة في قسمه الشمالي الغربي حيث يوجد سكن الملك وعائلته، أما مدخل القصر فهو الوحيد في جداره الشمالي ويتألف من غرفة واحدة، يرتفع على جانبيها برجان دفاعيان يتقدمها مدرج مبلط بالحجارة، ثم تليها غرف متتالية وممرات متعرجة يصل المرء من خلالها إلى باحة سماوية هي اكبر باحات القصر أطلق عليها اسم "باحة النخيل" وتبلغ مساحتها /49 - 33 م/ مبلطة بآجر مربع، ومن خلال هذه الباحة يتم الوصول إلى مختلف أقسام القصر كما خصصت قاعات لجلسات الملك تطل من خلال باب عريض على غرفة يوجد فيها منصة منخفضة تدل على موضع العرش وهناك قاعات أخرى للاحتفالات الدينية».

وأنهى حديثه: «أما الباحة التالية فاعتبرت من أفخم باحات القصر لكونها مزينة بتكوينات تصويرية، وفيها منصة تستند على مذبح ثم إلى قاعات هامة تابعة للعرش متطاولة أبعادها 6,35 م - 11,70 م/ يوجد داخلها موضع للعرش، ويؤدي إليها درج مؤلف من إحدى عشرة درجة كلها من الأجر المطلي، وفي أسفل السدة عثر على أروع التماثيل تمثال /أيلوم/ حاكم ماري وتمثال ربة الينبوع، كذلك عثر في قصر زمري ليم على الرسوم الجدارية التي دلت على إتقان رفيع المستوى وتميز باستخدام اللون الأبيض والأسود والأحمر».

  • الصورة الرئيسية لمملكة ماري من الجو