بني في أوائل العشرينيات من القرن الماضي لأهداف عسكرية بحتة، ولكن حالما انتهى تشييده أصبح من أهم معالم دير الزور العمرانية والسياحية والاجتماعية على حد سواء.

إنه "الجسر المعلق" الذي يعتبر ثاني جسر معلق في العالم من نوعه بعد جسر يقع في جنوب فرنسا، والذي يكتسب أهمية كبرى عند أهالي دير الزور خاصة أنهم يفتخرون بأن أحد أبناء دير الزور أنقذه من التفجير الذي خطط له الفرنسيون قبيل خروجهم من سورية، يقول المهندس "نادر الحسين" لمدونة وطن "eSyria":

بني في أوائل العشرينيات من القرن الماضي لنقل معدات من وإلى الجزيرة الفراتيه ليكون خط الوصل بين الشامية وهي المنطقة الواقعة إلى يمين نهر الفرات والجزيرة وهي المنطقة الواقعة إلى يساره، ونفذته الشركة الفرنسية للبناء والتعهدات تحت إشراف المهندس الفرنسي "مسيو فيفو" وانتهى العمل به بعد ست سنوات حيث تم تدشين الجسر المعلق في 23/4/1931، وكلف بناؤه في ذلك الوقت مليون وثلث مليون ليرة سورية وهو مبلغ كبير وقتها

«بني في أوائل العشرينيات من القرن الماضي لنقل معدات من وإلى الجزيرة الفراتيه ليكون خط الوصل بين الشامية وهي المنطقة الواقعة إلى يمين نهر الفرات والجزيرة وهي المنطقة الواقعة إلى يساره، ونفذته الشركة الفرنسية للبناء والتعهدات تحت إشراف المهندس الفرنسي "مسيو فيفو" وانتهى العمل به بعد ست سنوات حيث تم تدشين الجسر المعلق في 23/4/1931، وكلف بناؤه في ذلك الوقت مليون وثلث مليون ليرة سورية وهو مبلغ كبير وقتها».

ويتابع المهندس "الحسين": «يتكون الجسر المعلق من ركائز وقواعد حجرية ضخمة في قاع النهر وحديد وفولاذ، ويمتاز بركائزه الأربعة الشاهقة التي يطلق عليها أهل دير الزور "الدنكات" تربطها ببعضها قضبان معدنية فولاذية قاسية ربطت ربطاً محكماً بأسلوب هندسي بديع، ويبلغ طول الجسر /450/ م وعرضه /360/ سم وعرض كل رصيف /40/ سم ليصبح عرض الجسر /440/ سم، وروعي في بنائه الشكل الجمالي وأن يتحمل عبور السيارات فوضعت كميات كبيرة من الحديد المدعم والقوي كما روعي في انجازه الدقة الهندسية وعنصر الأمان بحيث لا يؤثر اهتزازه مطلقاً على عمليات سير السيارات والمشاة عليه وحسب بطريقة علمية هندسية، ويتم صيانة الجسر بشكل دوري من قبل متخصصين وذلك كل سنتين وهم يتميزون بالشجاعة لاعتلائهم "دنكات" الجسر، وتستمر الصيانة حوالي الشهرين من طلاء وإنارة».

أما الموظف "محمد صبحي" فيقول: «عندما حان جلاء الاستعمار الفرنسي عن ارض سورية عمد المستعمرون الفرنسيون إلى تلغيم الجسر بهدف تفجيره وهذه هي طبائع الاستعمار ترك الخراب والدمار قبل وبعد الرحيل إلا أن احد أبناء المدينة الأبطال واسمه "محمد علي ابو محمود" قام بقطع الفتيل وأنقذ الجسر المعلق من التخريب والذي تحول من منشأة عسكرية إلى معلم ورمز سياحي لمدينة دير الزور فعندما تذكر دير الزور يرتسم في مخيلتك مباشرة جسرها المعلق، وقد تم تنوير الجسر بالكهرباء عام /1947/ وفي عام /1955/ صبغ باللون الأخضر وأنير الجسر بأنوار ملونه في غاية الجمال تنعكس ليلاً على مياه النهر.

بقي الجسر يستخدم لعبور المركبات التي كان يقوم بتنظيم عبورها موظفان كل واحد منهما يقف على الضفة المقابلة للجسر وذلك عن طريق الاتصال الهاتفي بينهما وذلك لكيلا تلتقي مركبتان في وسط الجسر وتضطر واحدة منهما للعودة للخلف، وتوقف بعدها عبور المركبات عام /1980/ ومنع السير عليه بالسيارات والدراجات النارية للمحافظة على الجسر كمعلم تاريخي فريد من نوعه واقتصر على المشاة فقط وأطلق عليه الجسر الجديد وذلك للتفريق بينه وبين الجسور الأخرى وعرف بعد ذلك بالجسر المعلق وبدأت تنتشر تحت الجسر المنتزهات والمطاعم والمقاصف».

"حسين حطاب" /أحد سكان حي القصور/ يقول: «إن جدي روى لي أنه بعد الانتهاء من بناء الجسر هناك العديد من الطرائف التي حدثت ويحكى أن أهالي المدينة أدهشهم هذا الجسر الضخم الطويل الذي يهتز تحت قدمي العابر وادخل في قلوبهم الخوف من انه سيقع حتماً وسيقعون معه في النهر وبالتالي قاطعوه ولم يستخدموه ما اضطر الجهة المنفذة للجسر إلى استقدام المهندس المصمم والطلب منه أن يسير مع عائلته جيئة وذهاباً أمام أهالي المدينة ثم قام المهندس بتحد آخر لإقناع الأهالي بالسير على الجسر، إذ جلس في زورق مع أفراد أسرته تحت الجسر وطلب من قافلة سيارات تضم عشر سيارات العبور عليه ولم يسقط الجسر وقتها، وبذلك اقتنع الأهالي أخيراً بأن الجسر متين ويمكن السير فوقه».