على الضفة اليسرى من نهر الفرات ضمن قرية "جزرة البوحميد" شمال غرب "دير الزور" على بعد 75 كم عن مركز المدينة، يقع "تل الحميضة" عند مدخل الخانوقة وهو عبارة عن هضبة رئيسية يبلغ ارتفاعها 11 متراً.
وللتعرف أكثر على التل التقت مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 10/12/2012 الباحث التاريخي "أحمد الصالح" الذي قال: «يقع تل الحمضية في المنطقة الغريبة من التل الموجود في جزرة البوحميد وتنحدر الهضبة لتشكل منطقة منخفضة منه في الجهة الجنوبية، ويبعد عن سرير نهر الفرات حوالي عشرة أمتار وذكر التل بالمنشورات الأثرية منذ نهاية القرن التاسع عشر حيث كتب عنه الرحالة الألماني "ساشو" في عام 1883، كما ذكره الرحالة البريطاني "جون بيل" في عام 1934، حيث وصف التل بالشكل المثالي وقال: "تنم آثار تل الحميضة عن بقايا مدينة هامة بنيت بأحجار مشذبة ومربعة ويوجد فيها جدران من اللبن المشوي ومدافن حجرية"».
لكن القسم الأكبر من الفخار الملتقط ينتمي إلى فترة أوروك وهذا ما يدفعنا للتفكير أن الفترة الأساسية للاستيطان في تل الحميضة حدثت في النصف الثاني من الألف الرابع قبل الميلاد وذلك حسب ما ذكره الباحث "جاك كوهلمير"
ويتابع "الصالح": « كما ذكر المعماري الفرنسي "لوفريه" الذي قام بالدراسات في موقع حلبية وزلبية والمواقع المحيطة بها في دارسة منجزة عام 1945، ولم يعط أي تاريخ دقيق لهذا التل وفي آخر المسوحات التي أجريت عام 2006/2007، من قبل المشروع السوري- الأسباني في وادي الفرات الأوسط حول خانوقة حلبية وهذه المسوحات سمحت بزيارة التل ومسحه من قبل البعثة السورية- الاسبانية المشتركة ولوحظ من خلال الكسر الفخارية الملتقطة من سطح التل أنها تتوافق مع ثلاث فترات تاريخية مختلفة وهي: بيزنطة ورومانية أوروك حديث– عبيد».
ويضيف "الصالح": «لكن القسم الأكبر من الفخار الملتقط ينتمي إلى فترة أوروك وهذا ما يدفعنا للتفكير أن الفترة الأساسية للاستيطان في تل الحميضة حدثت في النصف الثاني من الألف الرابع قبل الميلاد وذلك حسب ما ذكره الباحث "جاك كوهلمير"».
في حين يقول الأستاذ "غزوان الحسن": «لقد عرف التل منذ أكثر من 230 عاماً على أنه موقع أوروكي، ولكن لم يعطنا حتى الآن أي معلومات حول الثقافة المادية ولا حول طبيعة الموقع كما أن النماذج الفخارية المستخرجة من تل الحميضة خلال المسح بينت أن هذه اللقى الأثرية تعود لفترة أوروك متأخر وذلك استناداً إلى تصنيف النماذج الفخارية العائدة لفترة أوروك وهي عبارة عن أوانٍ ناقوسية وجرار مزخرفة بألوان قطاعات هندسية وجرة ذات تزيين محزز وجرة ذات مثقب».
يضيف "الحسن": «لقد تمت مقارنة هذه اللقى الأثرية بالفخار الموجود مع تل حبوبة كبيرة والتل مازال في طور البحث والتنقيب ويرجع الفضل في ذلك للأستاذ "يعرب العبد الله" مدير التنقيب في دائرة آثار دير الزور، بالإضافة إلى الدكتور البرفسور "خوان لويس مونتير" من جامعة كرينا الأسبانية والبرفسور "فرانشيسكو كرميلو" من جامعة لشبونة من البرتغال وهم الذين ساهموا بشكل فعال في أعمال البحث والتنقيب عن هذا التل الأثري».
