على بعد /2/ كم من مدينة "البوكمال" يغفو تل "الباغوز" الأثري الذي يعود إلى الفترة الكلاسيكية، والذي يعتقد أنه خط الدفاع الأول لمملكة "ماري" بأبراجه المتباعدة وموقعه الاستراتيجي.

مدونة وطن eSyria التقت بتاريخ 29/11/2012 الآثاري "عمار كمور" ليحدثنا عن "تل الباغوز" بالقول: «على قمة هضبة الباغوز يقع حصن يعود تاريخه إلى عهد مدينة "ماري" القريبة من "الباغوز" يفصل بينها نهر "الفرات"، ويعتقد علماء الآثار أنه كان من خطوط دفاع "ماري" على ضفة "الفرات" الشرقية، ويتألف هذا الحصن من ثلاثة أبراج متباعدة بعضها عن بعض وهي أبراج جنائزية».

على قمة هضبة الباغوز يقع حصن يعود تاريخه إلى عهد مدينة "ماري" القريبة من "الباغوز" يفصل بينها نهر "الفرات"، ويعتقد علماء الآثار أنه كان من خطوط دفاع "ماري" على ضفة "الفرات" الشرقية، ويتألف هذا الحصن من ثلاثة أبراج متباعدة بعضها عن بعض وهي أبراج جنائزية

وعن سبب تسميته "بالباغوز" أضاف بالقول: «أتى لفظ "الباغوز" من باخوس والذي يعني إله "الخمر"، وربما كانت السهول المتصلة بالتل تزرع كروماً ومنها يعتصر الخمر، وهناك رواية أخرى والتي تعني "المضيق" حيث إن وادي نهر "الفرات" يضيق عند بداية البوكمال حيث تتصل حواف البادية بمجرى النهر يقابله جرف "الباغوز" المسمى جبل "العرسي"».

الزراعة في الباغوز

ويشير الباحث "وليد مشوح" في كتابه "حضارة وادي الفرات" عن التل بالقول: «اكتشف في عام 1944 م في قاعدة الأبراج على مقابر تشبه المقابر الروماينة، وأدراج سليمة، ربما كان مرقباً أو "زقورة" وهي عبارة عن مباني ضخمة قام ببنائها القدماء، وتكون على شكل الهرم المدرج ويقال إن "الزقورة" كانت جزءاً من معبد كبير يضم العديد من المباني، وإلى جنوب البرج توجد مقبرة في بطن الأرض تشبه المغارة حفرت قبورها في جوانبها».

كثيراً ما يجهل أبناء المنطقة نهر "دورين" هذا النهر الذي أمرت بشقه ملكة "الباغوز" والذي تحدث عنه "مشوح" بالقول: «لعب نهر "دورين" الذي شق من الخابور دوراً أساسياً في حياة إنسان الباغوز القديم، إلا أن جفافه لم يشكل أي أثر على حياة السكان الحاليين لأن قرار شقه منذ البداية كان سياسياً بحتاً، حيث أمرت بحفره ملكة "الباغوز" فقط لأن ملكة ماري كانت تغتسل بمياه الفرات قبلها وهي لا تريد أن تشرب في المنطقة التي تليها، وما زالت بقايا المجرى قائمة حتى الآن أسفل كهف "الباغوز"».

ما يُعرف عن هذه البلدة هو احتضانها لتلٍ أثري جعل منها مكاناً تاريخياً بناها "العموريون" بناة "ماري" منذ الألف الثانية قبل الميلاد، فقد جاء في كتاب (تاريخ محافظة دير الزور) للمؤلف "مازن الشاهين" «أن تل "الباغوز" هو عبارة عن مجموعة من المدافن البرجية التي تعود للفترة الكلاسيكية؛ وتقوم على تلٍ مطل على مدينة القائم العراقية، أجريت فيه أسبار اختبارية من قِبل البعثة الأثرية العاملة في موقع "دورا أوروبوس" أو "الصالحية" فدلت على مقابر رومانية بالإضافة إلى وجود أجزاء مرقب قديم وكهوف جميلة متناثرة يطلق عليها الأهالي اسم "دور الكفر"، حيث كانوا يجمعوا منها بقايا الخزف الملون، وقد أسموا إحداها مغارة التيس نسبة لحكاية شعبية معروفة في تاريخ المنطقة تقول: "إن تيساً شرد داخل هذه المغارة فتبعه الراعي وكان شاباً ولم يخرج منها إلا وهو أشيب الرأس».

من الجدير بالذكر أن بلدة "الباغوز" تقع على الضفة اليسرى لنهر "الفرات" تبعد عن مركز محافظة "دير الزور" نحو /125/كم وعن مدينة "البوكمال" /2/كم، يحدها من الشرق الحدود العراقية ومن الجنوب "البوكمال" ومن الغرب نهر "الفرات" ومن الشمال بلدة "السوسة".

موقع تل الباغوز.. شرق مملكة ماري