أدت عمليات التنقيب المتعددة في مدينة "ترقا" الواقعة على نهر الفرات إلى العثور على عدد كبير من الأواني الفخارية، تعود إلى الألف الثاني ق.م، بينت تلك الأدوات أهمية الفخار وتعدد استخداماته في "ترقا".
للتعرف بداية على مواصفات تلك الأواني التقينا أولاً الآثاري "يعرب العبد الله" والذي أفادنا بالقول: «تميزت الأواني التي عثر عليها في "ترقا" أنها مشوية في فرن منخفض الحرارة، كما أن أغلبها مصنوع بوساطة العجلة، أما فيما يتعلق بألوانها فهي متفاوتة وغالباً هي ذات لون أبيض يميل نوعاً ما إلى الاصفرار، وهذا بالطبع يتبع إلى درجة الحرارة التي تعرضت لها، وقد تتغير درجة اللون في بعض الأواني التي وجدت في منازل تعرضت للاحتراق.
استخدم القار بكثرة في "ترقا" وذلك بسبب استخدامه بشكل أساسي لترميم بعض الكسور التي قد تلحق بالأواني الفخارية، كما أن له استخدام آخر يتعلق باحكام إغلاق بعض الأواني
وتعد الأواني المصنوعة من الفخار من أكثر الأواني انتشاراً في "ترقا" وذلك لسهولة الحصول على موادها الأساسية وسهولة تشكيل تلك المواد، بحيث تتحول بقليل من الجهد إلى أواني قابلة للاستخدام وتعيش طويلاً وبأحجام وأشكال مختلفة وبالتالي باستخدامات متنوعة فنجد الكؤوس والجرار بكل أشكالها الصغيرة والكبيرة والأواني التي تستخدم في الطبخ».
ومن أهم النماذج التي عثر عليها في مدينة "ترقا" ما عرضه الباحث "لؤي شعبان أحمد" في كتابه "النصوص المسمارية المكتشفة في "ترقا" بالقول:
«جرة كبيرة الحجم، تم اكتشاف هذه الجرة في موسم التنقيب الثاني، وهي محفوظة حالياً في متحف "دير الزور" بالرقم المتحفي DeZ 969، ويعود تاريخها إلى منتصف الألف الثاني ق.م، أبعادها الارتفاع 70سم، القطر 42،4 سم، لون الجرة أصفر شاحب، والشفة مزينة بشكل مضلع وبلون أسود.
جرة متوسطة الحجم، تم اكتشاف هذه الجرة في موسم التنقيب الثاني، وهي محفوظة حالياً في متحف "دير الزور" بالرقم المتحفي DeZ 932، وتعود إلى منتصف الألف الثاني ق.م. أبعادها الارتفاع 29،5سم، القطر 19،5سم، لون الجرة أبيض مصفرّ، وهي متصدعة نتيجة تعرضها للحريق في القديم، حيث تظهر علامات الترميم باستعمال القار، تتشابه الجرة في شكلها مع جرار دفن الأطفال، ولكن لم يُعثر فيها على هياكل لذلك يبدو أن وظيفتها لم تكن للدفن.
جرة متوسطة الحجم، تم اكتشـاف هذه الجرة في موسم التنقيب الثاني، وهي محفوظة حالياً في متحف "دير الزور" بالرقم المتحفي DeZ 986، وتعود إلى منتصف الألف الثاني ق.م أبعادها الارتفاع 20،7سم، القطر 15سم، لون الجرة وردي مصفرّ، وهي ثخينة وثقيلة بالنسبة لحجمها، وقد زُينت بحزوز وخطوط متموجة.
قِدْر، تم اكتشاف هذا القِدْر في موسم التنقيب الثاني، وهو محفوظ حالياً في متحف" دير الزور" بالرقم المتحفي DeZ 929، ويعود تاريخه إلى منتصف الألف الثاني ق.م. أبعاده الارتفاع 20سم،القطر 26سم، لون القِدْر رمادي فاتح مائل للاصفرار، وقد تعرض للتصدع والتكسير نتيجة تعرضه للحريق في القديم، ما أدى إلى فقدان الشفة.
قارورة فخارية، تم اكتشاف هذه القارورة في موسم التنقيب الثاني، وهي محفوظة حالياً في متحف "دير الزور" بالرقم المتحفي DeZ 982، ويعود تاريخها إلى الربع الثاني من الألف الثاني ق.م أبعادها الارتفاع 16،4سم، القطر 5،5سم، لونها بني شاحب، وقد زُينت بخطين متوازيين على قاعدة العنق.
-كأس، تم اكتشاف هذا الكأس في موسم التنقيب الثاني، وهو محفوظ حالياً في متحف "دير الزور" بالرقم المتحفي DeZ 1062، وتعود إلى منتصف الألف الثاني ق.م أبعاده الارتفاع 16،4سم، القطر 8،9سم، لونه أبيض مصفرّ، ويوجد طلاء من القار على جسم الكأس بشكل منعزل، وهو مزين بخطوط متوازية على الكتف».
ومن الجدير بالذكر أن من المواد المرافقة للفخار والتي وجدت بكثرة في مدينة "ترقا" هي مادة "القار" وعن ذلك حدثنا الأستاذ "أمير حيو" المدير السابق لدائرة الآثار والمتاحف في "دير الزور" والذي أفادنا بالقول:
«استخدم القار بكثرة في "ترقا" وذلك بسبب استخدامه بشكل أساسي لترميم بعض الكسور التي قد تلحق بالأواني الفخارية، كما أن له استخدام آخر يتعلق باحكام إغلاق بعض الأواني».