على مدار ثلاثة أعوام من التنفيذ وبمشاركة مجموعة من الشركاء "الفرنسيين والسوريين" افتتح "بدير الزور" بتاريخ 30/10/2010 مركز الزوار في موقع "ماري" الأثري الذي يعد الأول من نوعه في سورية، ويوفر الخدمات اللائقة للسياح وزوار "ماري" والمواقع الأثرية المجاورة.

موقع eSyria استمع إلى كلمة السفير الفرنسي في "سورية" "اريك شوفالييه" والذي قال: «يمثل المشروع نجاحاً رمزياً، ومثالياً ونموذجياً، وذلك يعود إلى كثافة الجهود بين الشركاء "السوريين والفرنسيين" إضافة إلى حرص العديد من الباحثين والعلماء "الفرنسيين" على المشاركة في إنجاز المركز كونه سيعمل على إبراز قيمة الموقع، ونشر المعرفة حوله، والعمل على إبراز الخبرات في مجال العمارة الطينية وأخيراً الترويج للسياحة في "سورية"،خاصة السياحة التي تحترم البيئة».

إن المساهمة في إنجاز المركز هو مرحلة أولى ضمن مجهود جماعي للترويج للتراث "السوري" الذي يعد جزءا أساسيا وهاما من التراث العالمي المشترك

المهندس "حسين عرنوس" محافظ دير الزور ألقى كلمة أشار فيها قائلاً: «أهمية مدينة "ماري" حسب الرقم والمراجع القديمة تكمن بكونها كانت مركزاً للطرق التقليدية للتجارة العالمية، ومركزاً حضارياً ومدنياً هاماً حيث انتشر مبعوثو "ماري" وسفراؤها لينشروا الحضارة إلى جميع الممالك القريبة منها والبعيدة».

صالة العرض في المركز

وأضاف عرنوس بالقول: «أهمية المركز المفتتح تكمن في التعريف بالمكانة التي لعبتها "ماري" قديماً وتأمين موقع ملائم لخدمة السياح والزوار كما تكمن أهمية المشروع لكونه يمثل ثمرة حقيقية للشراكة بين الحكومة والجهات والمنظمات المهتمة بالإرث الإنساني العالمي».

مدير المعهد الفرنسي للشرق الأدنى "فرانسو بورغا" قال: «تعد "ماري" أشهر وأقدم مدرسة للبناء بالطين تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد، ويعد مركز الزوار الذي تم افتتاحه امتداداً لتلك المدرسة، وقد تم إصدار كتيب عن عمارة الطين باللغتين العربية والفرنسية وسيتم إضافة اللغة الإنكليزية قريباً، كما سيتم ترجمة اللوحات التعريفية في المركز إلى اللغة الإنكليزية إضافة إلى اللغتين العربية والفرنسية الموجودة، كما يدرس المعهد إعداد موقع الكتروني خاص "بماري" لإبراز قيمة المعلومات الأثرية التي دلت عليها بجهود الخبراء وعلماء الآثار السوريين والفرنسيين».

السفير الفرنسي

وأشار "بورغا" قائلاً: «إن المساهمة في إنجاز المركز هو مرحلة أولى ضمن مجهود جماعي للترويج للتراث "السوري" الذي يعد جزءا أساسيا وهاما من التراث العالمي المشترك».

المهندس "محمود بن داكير" المشرف على المشروع من معهد "كراتيير" حدّث eSyria عن هدف المشروع قائلا: "التعريف بعمارة الطين والترويج لها عبر إصدار مؤلف خاص بها وبثلاث لغات، كما يهدف المشروع إلى إثبات أن الخبرات الخاصة بعمارة الطين ما تزال موجودة، مشيراً أن المشروع يعد نموذجاً لتعزيز القدرات في مجال البناء بالطين حيث تم استخدام مواد بناء محلية تحاكي المواد التي استخدمت في عمارة "ماري"».

بسام جاموس

وأضاف "بن داكير" قائلاً: «الهدف من إنشاء المركز هو تحديد نقطة ثابتة للزوار والسياح من أجل إعطائهم المعلومات الضرورية عن موقع "ماري" والمواقع الأثرية القريبة عبر صالة العرض الموجودة والوسائط المتوفرة فيها، وكذلك تخديم السياح بقاعات وبنى تحتية تتضمن كافتيريا ومطعم ونزل للإقامة، لافتاً إلى أن خصائص المبنى مستلهمة من خصائص البناء في "ماري"، وهو نتيجة التزاوج بين المعارف من خلال ما وجدناه من استكشافات في ماري وصفات البناء الحديث واستخدام مواد البناء المحلية مع محافظتنا على طبيعة البناء التي تكفل عزل الحرارة والبرودة والوصول إلى بناء ذو نوعية عالية».

"باسكال بترلان" مدير البعثة الفرنسية في "ماري" قال: «افتتاح مركز الزوار يأتي مع احتفال البعثة بمرور /75/ عاماً على عملها في "ماري"، وكذلك إطلاق الحملة رقم 47 لتنقيب والترميم في الموقع مؤكداً بأن البعثات الأثرية التي بدأت منذ عام /1933/ عن طريق "أندريه بارو" وحتى اليوم تثبت مدى الصداقة بين الشعبين "السوري والفرنسي".

وأضاف بترلان قائلاً: «العمل في "ماري" فرصة فريدة ومختبر حقيقي من أجل تطوير العمارة الطينية واكتشاف تاريخ مدينة "ماري" التي تخص التراث العالمي، وكذلك ستكون معهد لتأهيل علماء الآثار السوريين والفرنسيين والعاملين في مجال التنقيب حيث سيتم تأهيل /40/ عاملاً يعملون في مجال البناء الطيني».

"بسام جاموس" مدير عام الآثار والمتاحف في سورية قال: «تمثل "سورية" متحفاً في الهواء الطلق وهي جنة العلماء، فكل يوم يحتفل باكتشافات جديدة في المواقع الأثرية المنتشرة في كل محافظات القطر حيث وصل عدد بعاث التنقيب في "سورية" إلى /140/ بعثة أثرية و إستراتيجية المديرية تنصب في تأهيل المواقع الأثرية».

مدير عام شركة "توتال" للاستكشاف والإنتاج في "سورية" "جان لوي بارجول" قال: «شراكة "توتال" في إنشاء المركز تعد أحد نشاطاتاتها ومسؤوليتها اتجاه المجتمع المحلي في مجال التنمية المستدامة، وهذا ما تسعى إليه الشركة بالتعاون مع الحكومة السورية والمجتمع المحلي والمنظمات الدولية، مشيراً إلى أن اختيار الشركة لدعم المشروع جاء لسببين الأول كون "ماري" قريبة من موقع العمليات النفطية، وكذلك كونها تأتي ضمن الراكة المتميزة في سبيل تنشيط السياحة في ماري وباقي المواقع الأثرية».

وأشار "بارجول"قائلاً: «يشكل المشروع الذي أطلق عام /2007/ نموذجاَ فريداً حيث يرتبط التاريخ بالتنمية والاقتصاد والمحافظة على البيئة ويعمل على توثيق التجربة السورية العريقة بمجال عمارة الطين، وبناء نموذج أولي عبر استخدام المواد الطينية، وأكد "بارجول" بالقول: «حرص الشركة على بناء المركز من الطين يعد خياراً بيئياً واقتصادياً ويبرهن على نية الشركة في الحفاظ على البيئة وحرصها على العمل المستقبلي وفق هذا المقياس».