على الضفة اليسرى من نهر "الفرات" يقع تل "أبو فهد" الأثري، في القرية التي تحمل نفس الاسم "أبو فهد" وتتبع لبلدية "الهرموشية"، ويبعد التل عن مركز مدينة "دير الزور" حوالي 50 كم ويتم الوصول إليه عن طريق عام "دير الزور- الرقة" جزيرة، ويعتبر ذو موقع هام لكونه واقع عند مخرج خانوقة "حلبية".

وللتعرف على هذا الموقع وكيف تم اكتشافه، التقى مراسل موقع eDeiralzor السيد "أمير حيو" مدير الآثار في "دير الزور" والذي حدثنا قائلاً:

وصف الموقع بوضوح من قبل العسكري الفرنسي "بيير هملين" Pierre Hamelin الذي مسح الموقع جوياً في عام 1940، وذكر بأن هناك منشآت مختلفة وأبنية من الحجر البازلتي، وقد قام بزيارة الموقع أيضاً المعماري الفرنسي "لوفريه" Lauffray حيث قام بمسح الموقع، واستنتج بأن الفخار الموجود على سطح التل ينتمي إلى الفترات "الرومانية" و"الإسلامية"

«أثناء عمليات المسح التي كانت تجريها البعثة الأثرية "السورية الإسبانية" المشتركة بين عامي 2005 – 2007 برئاسة الآثاري "شاكر شبيب" عن الجانب "السوري" و"خوان لويس مونتيرو" عن الجانب "الأسباني" عند مدخل ومخرج خانوقة "الحلبية" الأثرية، تم مسح موقع تل "أبو فهد" الأثري، بهدف ربط المواقع الأثرية الموجودة في المناطق المتفرقة ومنطقة الجزيرة مع المواقع الأثرية الواقعة على الضفة اليمنى لنهر "الفرات"، وقد أظهرت هذه المسوحات أن أهالي القرية قاموا بتشييد العديد من الأبنية المخالفة فوق التل، ونقوم في الوقت الحاضر بدراسة كيفية معالجة هذا الإشكالية ليتسنى للبعثات الأثرية في الأعوام القادمة التنقيب في هذا التل بشكل أفضل».

بعثة التنقيب

ولمعرفة البنية التكوينية للتل التقى الموقع الباحث الأثري "يعرب العبد الله" عضو البعثة "السورية – الاسبانية" التي شاركت باكتشاف ومسح الموقع والذي حدثنا قائلاً:

«من خلال المسوحات التي قامت بها البعثة المشتركة تكشف لنا وجود جدار مهدم يحيط بموقع التل وفيه بقايا تجريف من الأتربة، يبعد عن نهر "الفرات" من الجهة اليسرى قليلاً، وقد تم بناؤه من حجر "البازلت"، بسماكه /3 م/، وهو أحد جدران برج كبير ذي مخطط مستطيل أبعاده /18×10م/، أبعاد حجارة "البازلت" المبني منها /30×50 سم و 50×70 سم/، ونلاحظ بأن الجدار قد حفظ على ارتفاع 2.5م.

أثناء مسح التل

أما تقنية البناء في "البرج"، فتميزت بطريقة "الدبش" من أحجار "البازلت"، ومن جهة أخرى لوحظ في القطاع الجنوبي الغربي من التل انخفاض خفيف، وهو عبارة عن خندق قديم.

أما فيما يتعلق بتأريخ الموقع، نستطيع أن نؤكد أن معظم الكسر الفخارية – آوان ٍ وجرار فخارية- الملتقطة من سطح التل والكسر المأخوذة من أعمال تنظيف مجرى الماء الموجود في جنوب شرق التل، تعود لفترة نهاية "البرونز الوسيط"، وهذا الفخار له مثيل واضح في سويات القطاع E في موقع "ماري" الأثري، وفي السويات العائدة لفترة lim في "الأكروبول" الذي عثر عليها في آثار قرية "الباغوز" الواقعة على الحدود "العراقية" والتي تبعد عن موقع تل "أبو فهد" حوالي 170 كم شرقاً، وأيضاً في تل "الحديدي" الموجود في القطر "العراقي".

من اللقى

وفي جميع الأحوال فإن العمل في موقع تل "أبو فهد" لم يتنه بعد، وسيتم خلال الأعوام القادمة مسح الموقع من قبل بعض البعثات الأثرية، للكشف عن مكوناته والغاية التي أنشئ من أجلها».

أما عن ذكر هذا الموقع عبر التاريخ قال الباحث "العبد الله":

«وصف الموقع بوضوح من قبل العسكري الفرنسي "بيير هملين" Pierre Hamelin الذي مسح الموقع جوياً في عام 1940، وذكر بأن هناك منشآت مختلفة وأبنية من الحجر البازلتي، وقد قام بزيارة الموقع أيضاً المعماري الفرنسي "لوفريه" Lauffray حيث قام بمسح الموقع، واستنتج بأن الفخار الموجود على سطح التل ينتمي إلى الفترات "الرومانية" و"الإسلامية"».

ولابد من الإشارة أن موقع تل "أبوفهد" يقع وسط قرية "الهرموشية" الممتدة على ضفة نهر "الفرات" من جهة "الجزيرة السورية"، وأشارت الدراسات الجيولوجية التي قامت بها الدولة مؤخراً إلى أن القرية تقع على جبل من الملح الصخري، وهو مصنف من أجود أنواع الملح في العالم.

كما لابد من أن نذكر أن أعمال المسوحات والسبور التي أجريت في منطقة تل "أبو فهد" الأثري ممولة من قبل وزارة الثقافة "الأسبانية" ووزارة الثقافة "السورية" وبرعاية مؤسسة "العائدي" للتراث والثقافة.