هو عبارة عن أسواق داخل سوق واحد كلها مقبية وتتاقطع مع بعضها بطريقة تتيح لمرتادها أن يتنقل بسهولة، كل واحد منها يمتاز بتخصصه، فواحد للقصابين وآخر للحدادين وثالث للصاغة، ويعد هذا السوق أحد معالم "دير الزور" التراثية.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 19 كانون الأول 2014، "عمار هزاع" أحد مرتادي السوق المقبي الذي قال: «يعد السوق القديم (المقبي)، أوالسوق "المظلم" كما يدعوه بعضهم في "دير الزور" مركزاً تجارياً مهماً؛ حيث تجد كل ما ترغب به في مكان واحد، وهناك عدة أسواق تتوزع في المدينة، حيث أصبح لكل سوق اسم خاص به، فمنه ما حمل اسم بعض المدن التي كانت تصل منها البضائع إلى "دير الزور" لتواجد علاقات تجارية قوية معها مثل "سوق بيره جيك"، أو "سوق حلب"، أما أغلب أهالي "دير الزور" فيطلقون اسماً ثانياً بحسب المهن التي يعمل بها أصحاب الدكاكين ومنها: "سوق التجار"، و"سوق "الحدادة"، و"سوق النحاسين"، و"سوق الصياغ"‏».

هذه الأسواق المتخصصة هي الأفضل لأنك تعرف إلى أين تذهب وتوفر على نفسك عناء التعب والوقت، كما أن الأسعار فيها مختلفة عن أسعار الأسواق التجارية الأخرى المنتشرة في المدينة، فقد ترى أن هنالك انخفاضاً كبيراً وتفاوتاً في السعر، عدا أن البضائع المتوافرة جميلة ومشغولة بدقة وحرفية

ويضيف قائلاً: «هذه الأسواق المتخصصة هي الأفضل لأنك تعرف إلى أين تذهب وتوفر على نفسك عناء التعب والوقت، كما أن الأسعار فيها مختلفة عن أسعار الأسواق التجارية الأخرى المنتشرة في المدينة، فقد ترى أن هنالك انخفاضاً كبيراً وتفاوتاً في السعر، عدا أن البضائع المتوافرة جميلة ومشغولة بدقة وحرفية».

سوق الألبسة والمهن اليدوية

"محمد علوش" صاحب محل في السوق المقبي يقول: «يعد هذا السوق من الآثار التي بقيت من فترة الاحتلال العثماني، وكان يعد العصب التجاري لمدينة "دير الزور"، وبني أواخر فترة الاحتلال سنة 1865م، ويتكون السوق المقبي من عدة أسواق مرتبطة بعضها ببعض، وكل سوق متخصص ببضاعة وصنعة معينة فسوق "الحدادين" مثلاً أغلب عماله من عائلة واحدة متخصصة بالحدادة، وكذلك الأمر بالنسبة لسوق الصوف، وتقع في الجهة الشرقية لدير العتيق قديماً، وتشغل الأسواق إضافة إلى الخانات مساحة ما يعادل 10% من مساحة المركز التجاري الحالي لمدينة "دير الزور"».

ويضيف "علوش" قائلاً: «يتميز السوق بالتكامل في بنائه فالوحدة العمرانية غاية في الدقة والتكامل والتنظيم، وتمتد الأسواق باتجاه (شرق - غرب)، (شمال - جنوب) ويتألف كل سوق من الأسواق من محور وسطي يشغل حركة الزبائن، مسقوفاً بسقف "نص"، وتصطف المحال التجارية إلى جانبي المدخل لتطل عليه بواجهة حجرية من المرمر ذات قوس نصف حجرية نصف دائرية، وهذه الواجهة بسيطة تخلو من النحتية أو الزخرفة إلا أنها غاية في الجمال، أما سقوف المحال فهي استمرارية للقوس على قبو سريري نصف أسطواني.

سوق النجارة

ويتابع حديثه قائلاً: «أملك المحل قبل خمسين عاماً، وقد كان النموذج القديم لجميع هذه المحال مختلفاً عما هو عليه الآن فواجهاتها كانت على شكل قوس وأبوابها كانت من الخشب، وتتألف من قسمين: قسم يفتح من الجنب، والآخر يرفع إلى الأعلى ويصبح مثل مظلة للمحل، وعند الإغلاق ينزل إلى الأسفل ويقفل بمرفق معدني محكم، ويعد هذا السوق مقصداً لأغلب سكان المدينة وريفها، إذ يجد المتبضع كل ما يحتاجه من لوازم، وقد أخبرني والدي نقلاً عن جدي أن هذا السوق كان مخصصاً لبيع الأقمشة فقط ومع الأيام تنوعت البضاعة حتى أصبح كل محل مختصاً بنوع محدد، والمميز فيه هو الأسعار الرخيصة للبضائع».

السيد "مالك يازجي" صاحب محل بيع "المجوهرات" يقول: «كنت أتردد إلى هنا منذ أن كان عمري عشر سنوات، وهذا المحل ورثته عن والدي قبل 20 عاماً ومن ذلك الوقت وحتى اليوم طرأت بعض التغييرات على هيكل هذه المحال بعد أن تسلمها جيل الشباب قبل سنوات مضت، فأغلب أصحاب المحال الحاليين أزالوا جزءاً من البنية الهيكلية لها وأعادوا بناءها من جديد وفق طراز حديث، فقد كانت في الماضي مؤلفة من جدران مبنية من الحجر والجص، وسوق "الصاغة" مخصص لبيع الذهب والجواهر؛ فيوجد فيه أكثر من 100 محل وجميعها تعمل في صياغة الذهب، ومنهم من يعمل في الفضة أيضاً».

محمد علوش