لا تخلو الساحات والشوارع الرئيسية في دير الزور من "الجاي خانة" والتي تقدم الشاي للمارة بطاولة صغيرة على الرصيف وتعتبر من مقاهي العابرين ويجلس فيها من ينتظر موعداً أو من يطلب الراحة.

وللحديث عن "الجاي خانة" التقت مدونة وطن "eSyria" في 24/4/2013 السيد "كحيط الفياض" من قرية "الصبحة" ويقول: «"الجاي خانة" هي مقهى صغير ولكنها تختلف عن المقاهي الأخرى بالكثير من الأشياء، أهمها أن الجلوس فيها لا يتعدى الربع ساعة أو النصف ساعة والطاولة التي يجلس عليها لا تتسع إلا لشخصين وتخلو من وسائل الرفاهية التي تتوافر في غيرها من المقاهي الكبيرة كورق اللعب وطاولة الزهر والاراكيل، وتكثر في الساحات العامة والشوارع المزدحمة ومراكز انطلاق الحافلات للقرى المجاورة التابعة لدير الزور».

كما تعتبر "الجاي خانة" مكاناً للتواصل والتعارف أيضاً، فكثيراً ما يجلس لشرب الشاي على هذه الطاولة الصغيرة التي لا تتسع إلا لاثنين فقط، شخصان لا يعرف أحدهما الآخر ويتبادلان أطراف الحديث ويتم التعارف فيما بينهما وقد ينتهي الأمر ليدفع أحدهما الحساب عن الآخر، وقد حدث هذا الأمر معي أكثر من مرة عندما كنت انتظر موعد الباص الذاهب إلى قرية "الصبحة"

ويتابع: «كما تعتبر "الجاي خانة" مكاناً للتواصل والتعارف أيضاً، فكثيراً ما يجلس لشرب الشاي على هذه الطاولة الصغيرة التي لا تتسع إلا لاثنين فقط، شخصان لا يعرف أحدهما الآخر ويتبادلان أطراف الحديث ويتم التعارف فيما بينهما وقد ينتهي الأمر ليدفع أحدهما الحساب عن الآخر، وقد حدث هذا الأمر معي أكثر من مرة عندما كنت انتظر موعد الباص الذاهب إلى قرية "الصبحة"».

خالد اسماعيل

أما الأستاذ "إسماعيل العثمان" فيقول: «لا يمكن تصنيف "الجاي خانة" بأنها مقهى فهي عبارة عن دكان صغير على الرصيف يقدم الشاي ومن اسمها الواضح "فالجاي" تعني الشاي ويلفظ أبناء المحافظة بدل الشين الجيم المثقلة، و"الخانة" كلمة تركية تعني المكان، كما تختلف من حيث المواصفات عن المقاهي الكبيرة وفقاً لطريقة الجلوس وأيضاً الشكل الخارجي لها، حتى إن الدكان الذي يقدم الشاي قد لا يتسع لأحد في الداخل للجلوس سوى للأدوات التي يتم من خلالها صنع الشاي والرجل الذي يصنعه فقط، والطاولات معدنية صغيرة الحجم وهي مربعة الشكل أو مستديرة والكراسي خشبية من الخيزران والبعض يضع بدلاً من الكراسي دكة خشبية، والهدف من كل ذلك الجلوس لانتظار أحد ما أو لطلب الراحة مع شرب كوب من الشاي، وأحياناً تجد داخل الدكان بعض الصور القديمة التي تذكر بحضارة الفرات كالمناطق الأثرية والجسر المعلق وغيرها الكثير من المناطق المميزة في دير الزور، وهي بأغلبيتها صور بالأسود والأبيض وأيضاً تجد صوراً لبعض الشخصيات الدينية والتاريخية والسياسية التي كان لها تأثيرها على المنطقة أمثال "الشيخ حسين الأزهري" أو العلامة "محمد سعيد العرفي" أو القائد "رمضان شلاش" وغيرها من الشخصيات المعروفة».

الشاب "خالد إسماعيل" يقول: «كثيراً ما اجلس "بالجاي خانة" للراحة وشرب كوب من الشاي أو انتظار صديق لي واعرف انه لن يتأخر أكثر من نصف ساعة، ويكون طعم الشاي مميزاً لأنه يصنع بطريقة خاصة والتي تسمى "الخمير" أي هناك "سماور" يغلى فيه الماء ويوضع فوقه أبريق من الشاي المخمر ويتم صب الشاي في الكوب ومن بعدها إضافة الماء المغلي، وحسب طلب الزبون يكون كوب الشاي إما ثقيلاً أو خفيفاً أو وسطاً ما بين الاثنين إضافة مع العلم أن الأسعار معقولة وليست غالية، وهذا ما يشجع على الجلوس وتناول كوب من الشاي الديري».

اسماعيل العثمان