يقصده التجار والزبائن من مختلف المحافظات لشراء الأغنام، فهو يعتبر أحد أهم أوجه النشاط الاقتصادي في "دير الزور"، وتعد مهنة "المربي" و"الدلاَّل" من العناصر الأكثر أهمية في هذه التجارة.

مدونة وطن eSyria قامت بتاريخ 16/4/2013 بجولة في "سوق الغنم" والذي يسمى بلهجة أهالي الدير "الماكف"، والذي يبعد عن الطريق الرئيسي لأسواق "الصالحية" بنحو 200 متر باتجاه الغرب، تقدر مساحته بنحو 20 دونماً، وما يميز السوق أن المربين والدلالين يتوافدون إلى السوق منذ بزوغ الفجر وليأخذ كل شخص مكانه في العمل قبل أن يفتتح السوق في الساعة السادسة صباحاً.

هناك "الدلال" وهو الشخص الذي يدل على الغنم، و"التويجر" وهو تاجر صغير ذو إمكانيات بسيطة "على قد حاله"، وهناك "الصواف" من يقوم بشراء الجلود وبيعها للدباغات، وتاجر التسمين من يشتري الغنم الصغيرة ويقوم بتسمينها لفترة معينة ومن ثم يقوم ببيعها، وأخيراً القصاب من يقوم بشراء الغنم لبيعه

وبيّن الاقتصادي "أديب الخلف" حول سوق الغنم في "دير الزور" حيث قال: «يعتبر "الماكف" محركاً اقتصادياً لباقي الأسواق التجارية فبعد أن ينتهي عمل السوق يذهب المربي والدلال لشراء حاجاته من (أدوية بيطرية، وبذور زراعية ومواد تموينية وغيرها من الحاجات التي يفتقدونها، وسوق "الماكف" يعتبر أكبر الأسواق في المنطقة الشرقية، وهناك تجار يأتون إليه من محافظات أخرى يقومون بشراء الأغنام وبيعها في مدنهم.

أحد الأشخاص يجس الغنم لمعرفة سمنها

عندما تدخل السوق تلاحظ تقسيمات متعددة فهناك قسم مخصص للأغنام وآخر للأبقار والعجول وثالث للقصابة، كما تلاحظ الدلالين منتشرين بكل مكان في السوق يقومون بعرض خدماتهم في المساعدة إن كنت لا تعرف بالشراء لقاء مبلغ يتم الاتفاق عليه مسبقاً.

وأشار السيد "واثق العمر" أحد الدلالين في السوق بالقول: «يقوم الدلاّل عادة بمساعدة الزبائن على اختيار الخراف الجيدة والقليلة الدهون والمكتملة النمو، ويتقاضى مقابل هذه المساعدة مبلغاً يتراوح بين /50-100/ ليرة سورية من المشتري لقاء كل رأس غنم يقوم ببيعه، وتبدأ مهمته باستلام القطيع من تاجر الغنم ويقوم بربطه بواسطة "مرس" وهي عبارة عن خيط عريض يمدّ على الأرض بشكل متشابك بحيث يمنع الخروف من الحركة إلا في نطاق معين».

الماكف

أضاف: «هناك بعض الأشخاص ممن لديهم الخبرة في معرفة إن كان الخروف مملوءاً باللحم من خلال جسه من الظهر، فإذا كان عموده الفقري عريض يعني ذلك أنه مملوء، وهناك الخروف الذي يقال له "نصف لحم" وهو عبارة عن خروف غير مكتمل النمو وهو ليس بخروف سمين، وهناك الخروف "المشمر" وهو الذي تكون ليته صغيرة، بالإضافة إلى الخروف المكتمل النمو وهو الأغلى سعراً وذلك بسبب كثرة اللحم الأحمر فيه».

ويتميز السوق بأن لكل عامل فيه اسم أو لقب خاص به، والذي تحدث عنه القصاب "هادي زغير" قائلاً: «هناك "الدلال" وهو الشخص الذي يدل على الغنم، و"التويجر" وهو تاجر صغير ذو إمكانيات بسيطة "على قد حاله"، وهناك "الصواف" من يقوم بشراء الجلود وبيعها للدباغات، وتاجر التسمين من يشتري الغنم الصغيرة ويقوم بتسمينها لفترة معينة ومن ثم يقوم ببيعها، وأخيراً القصاب من يقوم بشراء الغنم لبيعه».

يتابع: «في الدير عادة وهي عندما يقومون بشراء الغنم لمناسباتهم (أفراح وأحزان) من "الماكف" فإن القصاب يأخذ الجلد لقاء أجر الذبح، باستثناء بعض الحالات "كالنذر"، وعندما يبدأ المزاد يتجمهر عدد من المشترين حول الغنم المراد بيعها ويبدأ فتح المزاد بسعر ويبدأ المشاركون بالمزايدة إلى أن يصل حداً يرضي الطرفين، ويوجد أيضاً العيادات البيطرية التي يقوم الأطباء البيطريون فيها بمعالجة ومتابعة الحالات المرضية التي قد تتواجد لدى بعض رؤوس الأغنام».