يتشابه "العيد" في أغلب المحافظات السورية، من حيث عاداته وتقاليده، المتمثلة بزيارة الأقارب لتبادل التهاني، وخروج الأطفال للهو واللعب… الخ، إلا أن لـ"ديرالزور"، أو بالأحرى شبابها طقوساً خاصة للاستمتاع بهذا العيد، فيمضون اليوم الثاني أو الثالث منه في المخيمات البرية أو النهرية، بحسب طبيعة الفصل الذي يرافق هذه المناسبة، ولأن الجو جميلة ولا تزال درجات الحارة مرتفعة بعض الشيء، فقد كانت وجهة الشباب في عيد الفطر لهذا العام (2009)، إلى شواطئ "الفرات" وحوائجه النهرية.

وقد كان موقع eDair-alzor ضيفاً على إحدى تلك المخيمات، التي قامت بها مجموعة من الأصدقاء (13 شخصاً)، والذين خرجوا في ثالث أيام العيد لتمضية أوقات جميلة في إحدى الحوائج النهرية، وكانت الانطلاقة في الساعة العاشرة صباحاً على متن سفينة السيد "رائد السالم" (أول سفينة تصمم في دير الزور للسير في الأنهار) من أمام استراحة "العرسان" الواقعة على كورنيش "السيد الرئيس"، إلى منطقة يتم اكتشافها خلال سير الرحلة.

لقد أخرجتنا عن روتين وضغط العمل، وقد كانت وجبات الطعام (الإفطار والغداء) على متن السفينة العائمة على نهر "الفرات"، شيئاً رائعاً، وتشعرك بأنك في إحدى العوامات "المصرية" التي تسير في نهر "النيل"

وعن فكرة الرحلة والتحضيرات لها، تحدث للموقع من على سفينة (أبو رضوان) السيد "مؤيد عبد الكريم" (منظم الرحلة) والذي قال:

السباحة وسط النهر

«هذه الطلعات يمارسها الشباب منذ زمن طويل، حيث يقومون بتخصيص اليوم الأول وأحياناً الثاني ليمارسوا طقوسهم الاجتماعية، والتي هي في الغالب متبعة في أكثر المحافظات السورية، من زيارة الأقارب والجيران والمقابر... الخ، ثم يبدؤون بالتفرغ للأصدقاء في هذه المخيمات، والتي يكونون قد أعدوا لها العدة سابقاً، أما بالنسبة لهذه الطلعة، فقمنا بالإعداد لها في الأيام الأخيرة من شهر "رمضان"، بعد أن تم التنسيق مع "أبو رضوان" (صاحب السفينة) والذي تربطنا به صداقة قديمة، حيث تم تكليف بعض المشاركين في هذه الرحلة، بتأمين حاجيات الطلعة من طعام وشراب وباقي اللوازم الضرورية».

وفي أثناء حديثنا مع السيد "مؤيد" كنا قد قطعنا مسافة حوالي 20 كم غرب مدينة "دير الزور"، وكانت الوجهة منطقة آثار "حلبية وزلبية" (45 كم)، ولأسباب فنية تتعلق بضحالة المياه في بعض مناطق النهر، إضافة إلى أن السفينة كانت محملة بالشيء الكثير، اضطررنا للاستقرار في "حويجة عياش" الواقعة على الضفة اليسرى لمجرى النهر، وفور رسو السفينة على شاطئ هذه "الحويجة"، بدأ الجميع بممارسة هوايتهم المفضلة، حيث بدأت مجموعة بالسباحة في "النهر"، ومجموعة أخرى بلعب "الشدة"، وخرجت مجموعة ثالثة باستكشاف "الحويجة"، فيما أكتفى البعض بتبادل الأحاديث الجانبية وشرب "الأركيلة"، أما السيد "أبو علي" (المكلف بتأمين عدة الطعام وطبخة الطوايه) فقال للموقع وهو يقوم بفرم البندورة والبصل لزوم (الطوايه):

الشدة الشاطئية

«أحببت أن أخرج الشباب عن نمط الطعام التقليدي (المشاوي) في مثال هذه الطلعات، فقمت بتأمين عدة "الطوايه"، طبعاً مع تأمين كميات من المشاوي (شقف وشيش)، أما بالنسبة لطريقة إعداد "الطواية" فقد تعلمت إعدادها خلال فترة إقامتي في "السعودية"، والتي استمرت حوالي 18 عاماً، وكما شهدت فقد حرصت أيضاً على أن تكون وجبة الإفطار جيدة لكي تمنح الشباب طاقة كبيرة، على اعتبارهم سيبذلون جهداً كبيراً في السباحة والرياضة، لذلك وجدت أن "المأمونية" (سميد مطبوخ مع السمنة والسكر) و"الفول" هي الأنسب لمثل هذه الطلعات، والحمد لله كان الجميع راضياً عن الطعام».

أما السيد "هاني الرداوي" والذي كان يتولى مهمة الشواء على المنقل، قال:

مراسل الموقع يقود السفينة

«هي الأجمل في حياتي، فقد شاركت في الكثير من رحلات "الجول" وطلعات "المي"، إلا أن هذه الطلعة كانت مميزة بشكل كبير، وربما كان للسفينة الدور الكبير في هذا التميز، فكافة المناطق والمواقع التي زرناها خلال هذه الرحلة جميلة لدرجة لا تتوقع أنك ما زلت في "دير الزور"، حيث كان الجميع يجهل هذه المناطق والمواقع الرائعة»

أما المهندس "سليمان الرداوي" فقال:

«صدقاً.. يوجد الكثير من المواقع الجميلة في محافظتنا، غير المستغلة بالشكل الأمثل، فتشاهد جمعيات الاصطياف التي تحدث في مدينة "دير الزور"، توضع في مواقع غير مناسبة، في حين يوجد الكثير من المواقع المطلة على النهر، وهي مواقع غاية في الجمال لكنها غير مخدمة، أو مستثمرة سياحياً، علما أن استثمارها يساعد في تأمين موارد مالية وعائدات جيدة للجهات المعنية»

كما سألنا السيد "أبو شريف" (أحد المشاركين) عن رأيه في هذه الرحلة فقال:

«لقد أخرجتنا عن روتين وضغط العمل، وقد كانت وجبات الطعام (الإفطار والغداء) على متن السفينة العائمة على نهر "الفرات"، شيئاً رائعاً، وتشعرك بأنك في إحدى العوامات "المصرية" التي تسير في نهر "النيل"».