تتميز سمكة"الفرخ" أو"البياض" بخصوصية عن سائر"الأسماك الفراتية" بكبر حجمها ولذة لحمها بآن معاً، و نظراً لهذا التميز و لكون هذه"السمكة" مهددة بالانقراض كان لابد من تسليط الضوء عليها، ولإعطاء نظرة أشمل عن"الفرخ" التقى"eSyria" مع الخبير"محمد جمعة الطه"، و هو استشاري استزراع سمكي لأسماك المياه الدافئة فقال لنا:
«يعتبر سمك"الفرخ" من أكبر أسماك المياه العذبة، ويقع في قمة الهرم في السلسلة الغذائية للأسماك النهرية، و ينفرد هذا السمك بخصوصية عن سائر الأنواع الفراتية، إذ أن لحمه يصبح ألذ و أكثر استساغة كلما كبر حجمه، أما وزنه فقد يصل إلى200كغ، وقد شوهد ميدانيا و تمت دراسته من قبل العاملين و الخبراء في المشروع "السوري-الألماني" لتطوير الثروة السمكية و الذي امتد من 1993 وحتى2000، و حين شوهد بأحجام150 كغ في محافظة"الرقة" و من خلال المتابعة الميدانية تبين أنه ينتشر بـ"الفرات الأدنى" و يتمركز في أماكن خاصة يحبذ العيش و التكاثر فيها، و هي المناطق الصخرية البعيدة عن الضوضاء، و مطاردة المجرمين من الصيادين له، حيث تمتاز بعض المناطق بالفرات بهذه الخصوصية في طبوغرافية الموقع و لاسيما كل من منطقة "الباغوز" على الحدود "العراقية-السورية" وكذلك منطقة "حلبيا وزلبيا".
انعدم وجود"الفرخ" بين الأسماك المصطادة من سنوات عديدة، و إن وجد فتكون سمكة لا أكثر كل عدة سنوات تأتي إلينا
هذا و إن كبر حجمه، و قوة حركته في الماء يجعل اصطياده صعباً بالطرق التقليدية باستخدام"الشبك" أو"الصنارة" أو"البلّوع"، مما يجعل المجرمين من الصيادين يستخدمون الطرق الممنوعة في صيده و منها السموم، و الديناميت و الكهرباء، مما سبب بداية انقراض هذا النوع الفريد من"الأسماك"، كما أثر على عملية التركيب النوعي"للأسماك"، وبالتالي حدوث خلل في التوازن البيئي للنهر».
كذلك التقى"eSyria" مع الأخ"أبو فاضل" و هو صاحب المحل الأكبر لبيع السمك و تقريباً يشتري حوالي نصف صيديات الصيادين في"دير الزور" و يبيعها حتى للمحافظات الأخرى، وعن سمك"الفرخ" و مدى توفره قال لنا: «انعدم وجود"الفرخ" بين الأسماك المصطادة من سنوات عديدة، و إن وجد فتكون سمكة لا أكثر كل عدة سنوات تأتي إلينا».
معلومات عامة عن"الفرخ":
«-الاسم العلمي:فَرْخْ :" Cyprinidae – Barbus esocinus "Heckel
سمك"الفرخ" يستوطن حصراً في منظومة نهر"الفرات"، وهو نوع مفترس ويعتبر من أكبر أسماك المياه العذبة يتجاوز المترين طولاً و/200/ كغ وزناً . ينضج جنسياً بعمر /5-6/ سنوات (3 كغ و 65سم). يفرخ في"آذار" و"نيسان" حيث تضع الأم بيضها بين الأحجار الكبيرة في المناطق العميقة من النهر، ندر وجوده في"الخابور" و"الفرات" ومصارف حوضه . وهو مهدد بالانقراض إذ تبدي صيدياته تراجعاً مستمراً, وقد اختفى من بحيرتي"الأسد" و"تشرين".»
"المرجع: أطلس التنوع الحيوي في سورية، من إصدارات وزارة الدولة لشؤون البيئة"
