رغم تميز "دير الزور" في هذه الرياضة التي تجاوز عمرها الربع قرن إلا أن هناك صعوبات تعاني منها هذه الرياضة ليعطى لاعبوها المزيد من المراكز والميداليات.

موقع eSyria حاول الوقوف على حال رياضة المصارعة من خلال لقائه بأبناء هذه اللعبة، وكانت البداية مع اللاعب "أحمد سليمان" وهو بطل من أبطال الجمهورية بالمصارعة فقد سبق أن فاز بالمركز الأول على مستوى الجمهورية لفئة الأشبال، كما فاز أيضاً بالمركز الأول لفئة الناشئين عام 2008، والذي حدثنا بداية عما حققته "ديرالزور" في هذه اللعبة: «تأسست هذه اللعبة في "دير الزور" عام 1986 على يد المدرب الوطني "عبد الكريم رحمة"، وذلك من خلال إخضاع مجموعة من المتدربين لدورة تعرفهم بهذه اللعبة، ومن المتدربين كان "محمد عسكر" مدرب كمال الأجسام الشهير، و"نمار الشامي" الذي أصبح فيما بعد مدرباً للمصارعة، و"مالك حاج حمد" وكان في الدورة بعض الأطفال مثل "فراس الحاج حمد" مثلاً، وبعد فترة من انتهاء هذه الدورة تم تسليم مهمة التدريب للسيد "نمّار الشامي" لكون ظرفه هو الأكثر ملاءمة بين ممارسي هذه الرياضة في المحافظة، وشاركت المحافظة بأول بطولة جمهورية للناشئين عام 1989، حيث خرجت العديد من الأبطال على مستوى القطر منهم "مالك حاج حمد" و"كمال حمزة" و"بلال ميزر" و"أحمد خزام" و"هيثم السيد" و"أحمد الحسن" و"أيمن المحمد" و"عروة الدولاني" و"بشار العمر" و"مهند حمام" و"أحمد سليمان"».

تعاني من عدم وجود فرص للاحتكاك مع منتخبات خارجية من خلال المعسكرات المغلقة والتي تشكل كذلك معسكراً ترفيهياً أيضاً، مما يرفع من معنويات اللاعب ويجعله عارفاً بمستواه الحقيقي فيدفعه ذلك لبذل قصارى جهده في البطولات الرسمية

وللحديث عن هموم المصارعة في "دير الزور" التقى eSyria عددا من لاعبي المحافظة...

اللاعب محمد الأحمد وهو ثالث شباب الجمهورية بالمصارعة لعام 2010.

** غياب فرص الاحتكاك:

اللاعب احمد الحسن

اللاعب "محمد الأحمد" وهو ثالث شباب الجمهورية بالمصارعة لعام 2010، أكد أن المصارعة في "دير الزور": «تعاني من عدم وجود فرص للاحتكاك مع منتخبات خارجية من خلال المعسكرات المغلقة والتي تشكل كذلك معسكراً ترفيهياً أيضاً، مما يرفع من معنويات اللاعب ويجعله عارفاً بمستواه الحقيقي فيدفعه ذلك لبذل قصارى جهده في البطولات الرسمية».

** عدم توافر اللباس الخاص باللعبة..

لقطة من مباراة للاعب محمد الأحمد في بطولة الجمهورية الأخيرة في دير الزور

وضح لنا هذه النقطة اللاعب "حامد سليمان" وهو أول أشبال الجمهورية سابقاً، وكذلك أول ناشئي الجمهورية سنة 2008 في هذه اللعبة، "دير الزور" بقوله:

«ليس لدى اللاعبين لباس خاص، (يبلغ سعر مايو اللعب حوالي 1000ل.س) فنعتمد على الاستعارة من محافظات أخرى لتغطية احتياجنا وقت البطولات، وبعد كل بطولة نعيدها لهم، أما الحذاء فلا يوجد حذاء خاص لكل لاعب علماً أن حذاء اللعب يصل سعره إلى3000ل.س».

** الحاجة لبساط لعب بمقاييس دولية، ومعدات للتدريب:

لتبيان ذلك التقينا اللاعب "أحمد الحسن" وهو مدرب منتخب "دير الزور" سابقاً حدثنا بقوله: «لعبة المصارعة من ألعاب القوة وتحتاج إلى مزيد من الجهد والتعب لإنتاج لاعب مميز وقادر على المنافسة في البطولات، فاللاعب بحاجة إلى صالة لعب مناسبة وبقياساتها النظامية 12×12 مترا، "يتجاوز سعر بساط اللعب الدولي مبلغ 300000ل.س" ، وبحاجة أيضاً إلى وجود صالة حديد من أجل تدريب اللاعبين وصقلهم، مع وجود غرفة ساونا للتحكم بأوزان اللاعبين لأن لعبة المصارعة لها أوزان ثابتة محددة دولياً.

أما في مصارعة "دير الزور" فلا يوجد أي من هذه المقومات السابقة، فالصالة عبارة عن ممر صغير لا يتجاوز 4×5 أمتار فقد أخذوا من مساحة بساط اللعب مترين لأجل ممر، فعندما ينزل بعض لاعبي "دير الزور" إلى بساط اللعب النظامي في البطولة يفاجأ بكبر البساط لكونه يعتقد أن البساط الذي تدرب عليه نظامياً، وهذا سبب رئيسي لخسارة أغلب اللاعبين».

** عدم وجود تعويض للإصابات..

يتابع "الحسن" كلامه ملخصاً ذلك بالقول: «كذلك تتسم لعبة المصارعة بخطورتها ولا يوجد لدينا أي تأمين أو ضمان للاعبين في حال إصابتهم، فتتم معالجة اللاعبين على نفقتهم الخاصة رغم أن إصاباتهم كثيرة وخطيرة أحياناً.

كذلك نحرم من موضوع المعسكرات الخارجية بالوقت أن بعض الفرق المحلية تعسكر بالخارج كفريق الجيش الذي يلعب مع أندية تركية أو منتخب حلب الذي يعسكر مع أندية قبرصية».

** مشكلة المدربين:

إذ يقول المدرب "الحسن" شارحاً هذا التفصيل: «أيضاً نعاني من عدم إرسال المدربين لإتباع دورات خارجية والاستفادة من آخر التطورات والتحديثات في هذه اللعبة واكتساب الخبرات من المدربين والمحاضرين الدوليين كما كان الأمر في السابق كإرسال مدربين إلى معهد "لايبزغ" في ألمانيا وإلى دول أخرى متقدمة في هذه الرياضة، وهذا يعود بالإيجاب ليس على المصارعة في "دير الزور" بل في القطر ككل.

ونعاني من عدم وجود مدرب مفرغ لهذه اللعبة ليساعد في تطويرها بحيث تكون شغله الشاغل، لأن أغلب المدربين الحاليين يعملون في مهن حرة وتتطلب منهم بذل جهد مما يحول دون الالتزام بالتمارين.

ليس هناك دعم مادي للاعبين أو المدربين تشجيعاً لهم، الأمر الذي ينعكس على استمرار اللعبة وتطويرها».

** الحلول العالقة..

ولبحث إمكانية حل هذه الأمور العالقة التي تعاني منها لعبة المصارعة في محافظتنا التقينا السيد "تموز الهجر" رئيس مكتب ألعاب القوى في الاتحاد الرياضي العام في "دير الزور"، فأجابنا قائلاً: «نعمل على حل كل العقبات التي تعاني منها لعبة المصارعة، بكل ما نستطيع من إمكانية، فبالنسبة لمشكلة البساط قمنا بمخاطبة رئاسة الاتحاد السوري للمصارعة لإعطاء محافظتنا بساطاً بمقاسات دولية بديلاً عن هذا البساط، إضافة لمحاولتنا تأمين بساط من المبالغ التي تخصص لدعم المصارعة في هذه المحافظة، أما الألبسة كذلك قمنا ومن خلال الاعتماد المادية التي تقدمها الإدارة المحلية في "دير الزور" لدعم الألعاب الرياضية المختلفة على تأمين احتياجات كل لعبة أولاً بأول فقد وفرنا للعبة الملاكمة ما تحتاجه، والمصارعة من هذه الألعاب وسنعمل قريباً على سد ما يحتاجه اللاعبون من الألبسة الضرورية لهذه الرياضة.

كذلك نطلب من اللاعبين في حال إصابتهم أثناء اللعب أو التدريب تزويدنا بالفواتير التي يدفعونها للعلاج لصرفها لهم إن أمكن، إضافة لتقديم مبلغ نقدي للمصاب كهدية مادية بغرض مساعدته، أما فرصة الاحتكاك الخارجي فالإمكانيات المتاحة لا تسمح بذلك، ونحن نغتنم فرصة أي دعوة للمشاركة الخارجية لنحقق هذه الرغبة للاعبي المحافظة».