تمتاز سلالة الماعز الشامي من غيرها من سلالات الماعز بأنها من أكثرها إنتاجاً للحليب على مستوى العالم (يوجد أكثر من 400 مليون رأس من الماعز المستأنس في العالم)، إضافة لتأقلمها مع ظروفنا المحلية.

حول الماعز الشامي التقى eSyria المهندس الزراعي "أحمد الحنت" رئيس محطة تربية الماعز الشامي في البحوث العلمية الزراعية "بدير الزور" فحدثنا بالقول: «يعيش الماعز الشامي أو الدمشقي في سورية، وهو عرق نقي، نشأ في منطقة غوطة دمشق واكتسب على مدى آلاف السنين صفات إنتاجية جيدة، وخاصة فيما يتعلق بإنتاج الحليب، وإنتاج التوائم ما جعلها سلالة متميزة عالمياً، حيث يبلغ إنتاجها من الحليب في اليوم الواحد كمتوسط حوالي 2,5 كيلوغرام، وتصل حتى 5 كغ، بحيث يبلغ الإنتاج السنوي من الحليب للعنزة الواحدة في موسمها الأول 265كغ و500كغ في الموسم الثاني، كما توجد عنزات يصل إنتاجها إلى 800كغ، وقد يصل الإنتاج إلى 1000كغ خلال الموسم والذي يقدر بـ250 يوماً.

لا نستطيع اقتناء الماعز الشامي بسبب غلاء أثمانه وندرته كذلك فأعداده في تراجع مستمر، وتقتصر تربيتنا على الماعز الجبلي، وجرت العادة أن يكون هناك مع كل قطيع أغنام بضع عنزات ترافقه في مرعاه

أما إنتاج التوائم فتبلغ نسبة التوائم في الماعز الشامي 75% منها ثنائي وثلاثي وأحياناً رباعي.

مجموعة من الماعز الشامي

أما بالنسبة للحم الماعز الشامي فهو جيد، وأفضله لحم الجدي بعمر سنة وبوزن 40 كغ، وتبلغ نسبة التصافي 50% (نسبة التصافي هي النسبة المئوية لوزن الذيبحة، اللحم+العظم، على الوزن القائم للحيوان)، أما المواصفات الشكلية التي تتميز بها هذه السلالة، فاللون الغالب فيها هو العسلي الغامق، كما يوجد بنسبة 1-2% اللون الأسود والأبيض، وكذلك خليط بين الألوان الثلاثة، كما يكون الماعز الشامي هادئ الطباع وسهل القيادة، أغلبه دون قرون، الأنف مقوس والفك السفلي متقدم للأمام عن الفك العلوي بمقدار 1/2سم فقط إذا زاد البعد عن 1/2سم يسمى كزمة، وهذا يسبب لها إعاقة في تناول العلف والرعي بشكل جيد، العيون كبيرة بيضاء اللون تدل على نقاوة الجسم وغزارة إنتاج الحليب، والبؤبؤ كحلي دليل على نقاوة العرق، والآذان طويلة 25-30 سم، أما الرقبة فطويلة ونحيفة مزودة بزائدتين /عنابتين، أو حلق/ بطول 6-9سم، وتدل العنابات الطويلة والرفيعة على إنتاج عال من الحليب، أما العنابات القصيرة والثخينة فتدل على إنتاج جيد من اللحم.

الضرع يكون كبير الحجم مكعباً أو كروياً، والأضلاع واسعة تدل على بطن متسع وتحمل مواليد عديدة.

المهندس أحمد الحنت

وبالنسبة لارتفاع الإناث 60-70 سم، والذكور 75-80سم».

وتابع "الحنت" حديثه شارحاً كيفية التربية والتكاثر عند الماعز الشامي بقوله: «توضع الذكور والإناث في شهري آب وأيلول، وتكون معظم الولادات في شهري كانون الثاني وشباط، وتضع إناث الماعز الشامي مرة واحدة في العام، أما الإناث جيدة التغذية فتلد مرتين في العام، وتلد الأنثى لأول مرة بعمر 2-5 سنة، والجيدة التغذية تلد بعمر سنة، وقد تستمر بالتناسل حتى عمر 10-12 سنة».

ومن مربي الماعز الشامي التقينا السيد "فاخر العلوان" والذي لخص تجربته بتربية هذا الحيوان النادر بقوله: «أعمل على تشكيل نواة لقطيع صغير من الماعز الشامي وذلك بغرض التمتع بجمال منظره، وكذلك بغية الاستفادة المادية حيث يتميز هذا الحيوان بارتفاع أسعاره سواء في السوق المحلية أو في السوق الخارجية وبالذات في منطقة الخليج العربي حيث يقتنى هذا الحيوان لجماله وندرته، كما تنتج إناثه كميات وافرة من الحليب، ولكي تستطيع المحافظة على القطيع من التدهور والتراجع فلا بد أن توليه عناية خاصة بكل شيء سواء بنظافة الحظيرة أو بالعلائق الجيدة، وقد أعمد إلى إيداع بعض رؤوس الماعز عند أحد الأصدقاء في القرى المجاورة عند توافر المرعى الجيد والخصب».

أما الراعي "زياد ربيع الناصر"، فقد برر عدم وجود الماعز الشامي في قطيعه من الأغنام والماعز بقوله: «لا نستطيع اقتناء الماعز الشامي بسبب غلاء أثمانه وندرته كذلك فأعداده في تراجع مستمر، وتقتصر تربيتنا على الماعز الجبلي، وجرت العادة أن يكون هناك مع كل قطيع أغنام بضع عنزات ترافقه في مرعاه».

مصادر تم الرجوع إليها:

الماعز الشامي، إعداد الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية، إدارة بحوث الثروة الحيوانية، المهندس الزراعي "حسان السيد"، النشرة رقم 454، سنة 2002، من إصدار وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي في الجمهورية العربية السورية، مديرية الإرشاد الزراعي، قسم الإعلام.

الموسوعة العربية العالمية، الجهة الناشرة مؤسسة (أعمال الموسوعة)، في المملكة العربية السعودية.