تعتبر تربية نباتات الزينة من الهوايات الراقية والتي تعطي مؤشر جمالي للمهتمين بها، ولكن لهؤلاء المربين ما ينغص عليهم هوايتهم في "دير الزور"، بسبب عوامل تتعلق بالظروف البيئية وأخرى تتعلق بجهل البعض منهم بمتطلبات هذه الهواية.

eSyria حاول أن يجيب عن هذه الأسئلة من خلال لقائه أحد أهم الفنيين العاملين في هذا المجال منذ عام 1980 وهو المهندس الزراعي "حسين عثمان" الذي يمتلك محلاً لأزهار ونباتات الزينة، فحدثنا بداية كيف بدأت علاقته بنباتات الزينة: «أنا من مواليد 1959، بعد تخرجي في كلية الزراعة مارست هذه الهواية في المنزل وكان لدي مجموعة مميزة من نباتات الزينة، تتجاوز الخمسين نوعاً، وقد استفدت في تطوير خبراتي من خلال زياراتي المتكررة للبيوت البلاستيكية في محافظات "حلب وطرطوس واللاذقية"، وقد توجت هذه الهواية بتأسيس محل خاص بي وذلك سنة 1996 ، وبقيت أبيع نباتات الزينة لمدة خمس سنوات ثم توقفت وركزت اهتمامي على جلب نباتات متأقلمة مع "دير الزور" مثل "قلب عبد الوهاب"، "اليوغا"، "الكوشوكا" واسمها اللاتيني "Ficus Elastica" وغيرها بالإضافة إلى نباتات أخرى غريبة عن هذه المنطقة جلبتها للمختصين ومن لديه خلفية علمية عن نبتات الزينة مثل "الديفنباخيا" والكروتونيا" والأوركاريا" وكان الإقبال عليها بشكل ممتاز، وخاصة أني كنت أعطي تعليمات لتربيتها بشكل مفصل، ومن ألاحظه غير مدرك لأهمية العناية بالنبتات الحساسة لا أبيعه، وكانت تقدم في المناسبات والحدائق والبيوت».

بالإمكان زراعة الكثير من المسطحات الخضراء بالأزهار ولكن يجب مراعاة موسم زراعتها المناسب

أما العوامل التي تجعل هذه الهواية في "دير الزور" في تراجع فهي حسب رأي "العثمان": «أول نقطة إشكالية هي عدم تقيد مشتري هذه النباتات بالملاحظات التي نعطيها لهم، كما أن البيئة القاسية وتغيرات الطقس نحو الأسوأ ساهم في منع ازدهار هذه الهواية فالحرارة العالية فوق 35 درجة مئوية تقتل أغلب نباتات الزينة، وفي "دير الزور" تصل الحرارة فوق الأربعين درجة مئوية لفترت طويلة، بينما الظروف المثالية لنمو هذه النباتات بشكل عام تتراوح بين 22 إلى 28 درجة مئوية، والرطوبة الجوية تصل في "دير الزور" حتى 15% صيفاً بينما نباتات الزينة تحتاج لرطوبة نموذجية تكون حوالي 70% ما يسبب موت أغلب النباتات في الصيف، فيقوم بعض المربين بإدخال بعض النباتات إلى غرف مكيفة مغلقة النوافذ أو معدومة الإضاءة ظناً منه أن ضوء مصباح النيون يكفي هذه النباتات، علماً أننا إذا اعتمدنا على إضاءة النيون فيجب ألا يبعد عن النبات مسافة 60 سم وإضاءة لمدة ست ساعات على الأقل يومياً.

المهندس حسين عثمان

لا تسقى نباتات الزينة عشوائياً أو بشكل دوري إنما حسب جفاف التربة الذي يختلف حسب النبتة والفصل فأحياناً تدخل معظم نباتات الزينة في الشتاء في طور سكون تقريباً لعدم توافر الظروف للنمو كالتي توجد في البيوت البلاستيكية المخصصة لذلك والري الزائد يؤدي إلى تعفن الجذور وتبقع الأوراق ببقع سوداء أو أطراف الأوراق، وكذلك التسميد يجب ألا يتم في الشتاء أو في طور عدم النمو، ويتم التسميد أثناء تفتح الأوراق، أي بطور النمو.

كما ننصح بعدم استخدام ملمعات نباتات الزينة في "دير الزور" لكيلا يلتصق الغبار وخصوصاً غبار العجاج بالنباتات، لأنه سيغلق المسامات ويصعب تنظيفه.

أثناء الستماع لحديث المهندس حسين عثمان

وننصح بعدم نقل النبتة من غرفة إلى أخرى بسبب اختلاف الشروط بين مكان وآخر بعد أن تأقلمت مع المكان الأول، ويقال بالعامية أن النبتة "زعلت" أو "انصابت بالعين" وهذا أمر مثير للضحك.

كذلك فإن بعض النباتات حساسة للبرودة شتاءً كنبات "الكروتون" تتساقط أوراقها عند تعرضها للبرودة.

أما تربة "دير الزور" فهي غير صالحة لزراعة نباتات الزينة، نباتات الزينة تهوى التربة المعتدلة، وأغلب نباتات الزينة التي تستزرع يتم استنباتها في تورب وطني مأخوذ من غابات "الفرنلق" أما الشتول والأزهار فبالملاحظة وجدت أنها تحتاج لتربة حمراء مخلوطة بسماد عضوي متخمر.

وقد أجريت تجارب عديدة على ترب "دير الزور" ولكنها لم تكن بجودة التراب الأحمر الحلبي، وهذا ما يؤكد شراء أهالي "دير الزور" شتول الأزهار وورد "الجوري" ونباتات الزينة من محافظات أخرى».

كما ينصح "العثمان" مربي نباتات الزينة الذين يملكون حدائق بالتالي: «أنصحهم بأن يقيموا بيتاً بلاستيكياً في الحديقة لتشتيل وإنبات البذور، وإعادة تنشيط النباتات المتدهورة ضمن غرف المنزل».

ويضيف "عثمان" ملاحظة مفادها: «بالإمكان زراعة الكثير من المسطحات الخضراء بالأزهار ولكن يجب مراعاة موسم زراعتها المناسب».

وكان لابد لنا من وقفة مع أحد هواة نباتات الزينة فالتقينا المهندسة الزراعية "رغداء العبد الله" والتي حدثتنا بالقول: «تعاني نباتات الزينة من العوامل الجوية مثل درجة الحرارة والغبار، لأنه عدا منعه النباتات من التنفس فهو يحمل المواد الضارة للنبات، وقد استفدت من التجربة الشخصية في العناية بالنبات، وقد استطعت تصنيع التورب من العناصر التالية 66% تربة زراعية، و34% سماد عضوي وتختلف هذه النسبة حسب نوع التربة، ثم أضعها بأصيص لمدة سنة كاملة، وفي كل أسبوع أقوم بتقليب التربة بكامل الأصيص، وإزالة الأعشاب الضارة، ثم أضع على وجه الأصيص بمقدار 3سم من التورب الصناعي».