المدينة الصناعية وجمعية تنظيم الأسرة والاتحاد النسائي تعاونوا فيما بينهم لإطلاق صرخة ضد أكياس البلاستيك واستعمالاتها، وذلك من خلال نشاط أقاموه في الحديقة التشاركية ضم مجموعة من الفعاليات تنوعت بين الكلمات والألعاب والعروض السينمائية.

وقبل التعرف على ما أورده أصحاب النشاط في العروض التي قدموها، التقى موقع eDeiralzor بالمواطن "مجد اسماعيل" وسأله عن المضار التي تسببها أكياس البلاستيك والطريقة المثلى للحد من استخدامها فأجاب:

نعلم جيداً أن لاستخدام أكياس البلاستيك مضاراً عديدة، لكن، ما الذي يستطيع المستهلك فعله وليس لديه أي بديل؟ أكياس البلاستيك هي النوع الوحيد المتوافر في المحال والمؤسسات وكل مرافق البيع والشراء، وعلى الجهات المعنية أن تتخذ إجراءات صارمة لحل هذه المشكلة عن طريق استبدالها بالأكياس الورقية

«نعلم جيداً أن لاستخدام أكياس البلاستيك مضاراً عديدة، لكن، ما الذي يستطيع المستهلك فعله وليس لديه أي بديل؟

العثمان يقدم العرض

أكياس البلاستيك هي النوع الوحيد المتوافر في المحال والمؤسسات وكل مرافق البيع والشراء، وعلى الجهات المعنية أن تتخذ إجراءات صارمة لحل هذه المشكلة عن طريق استبدالها بالأكياس الورقية».

كذلك التقينا المدير العام للمدينة الصناعية المهندس "كاسر العثمان" وسأله عن سبب رعاية المدينة لهذه الفعالية فقال:

ساره الأحمد

«يتم تصنيع أكياس البلاستيك من مادة البولي إثيلين وهذه المادة عبارة عن سلسلة طويلة من ذرّات الكربون والهيدروجين، وتحتاج البيئة إلى مئات السنين لتفكيك هذه الروابط طبيعياً.

وفي كل يوم يتزايد استخدام هذه الأكياس، فبحسب وزارة الصناعة، فإن سورية تنتج ثلاثمئة وسبعة وتسعين طناً يومياً وستة عشر طناً في الساعة من خلال خمسمئة وتسعة وثلاثين معملاً معظمها في "دمشق" وريفها و"حلب"، وأن هنالك ستمئة وستة وسبعين مشروعاً جديداً ستبدأ بالإنتاج، لذا كان لا بد من وقفة تجاه هذا الأمر، ولا بد من توعية المستهلك حول مخاطر استخدام أكياس البلاستيك».

من المشاركين

وتحدث "العثمان" حول بدايات تصنيع أكياس البلاستيك وأسباب انتشار استخدامها بقوله:

«تم تصنيع النايلون لأول مرة عام 1937، وقد حلت أكياس النايلون كبديل لأكياس الورق التي كانت تستخدم في السابق، ولعل من أهم الميزات التي ساهمت بالتحوّل شبه التام إلى استخدام أكياس النايلون هو كلفته الرخيصة وإمكانيات التصنيع المتنوعة، إضافة إلى التوفير في الطاقة أثناء صناعتها، حيث يحتاج صنع أكياس البلاستيك إلى 40% طاقة أقل مما تحتاجه الأكياس المصنوعة من الورق، ومع مرور السنوات حل البلاستيك محل النايلون كمادة لصناعة الأكياس ووسائل التغليف، وهناك نوعان من هذه الأكياس:

أكياس البولي إيثلين المرتفع الكثافة: وهي الأكياس الرقيقة الخفيفة الوزن التي تستخدم في المحلات التجارية والمخابز والأسواق.

وأكياس البولي إيثلين المنخفض الكثافة: وهي الأكياس السميكة التي تستعمل عادة في تغليف المنتجات العالية الجودة، وتقدر الإحصائيات الدولية بأن ما يعادل خمسمئة مليون من أكياس البلاستيك يتم استخدامها سنوياً في كافة دول العالم».

وأضاف: «الوزن الخفيف لأكياس البلاستيك مع الاستهلاك الزائد وبقائها في البيئة لسنوات دون تحلل، جعل منها أهم عامل في تلويث المساحات المفتوحة والميادين العامة والشوارع الرئيسية داخل وخارج المدن وعلى شاطئ البحر وداخل مياهه.

كما أن سهولة تطايرها في الهواء وانتشارها في مساحات شاسعة يُشكل عائقاً أمام إمكانية تجميعها والتخلص منها، إضافة إلى تشويه المظهر العام للأماكن التي يتواجد فيها».

وكان أيضاً للمهندسة "سمية عبد الواحد" من جمعية البيئة محوراً تناول مضار استخدام الأكياس البلاستيكية وخاصة السوداء منها، فقالت:

«إضافة لكل ما سبق، فإن المواشي والأبقار تأكل أكياس البلاستيك التي تصادفها أثناء الرعي وأيضاً المعلقة بالأشجار، ما يؤدي إلى مرض تلك الحيوانات وموتها أحياناً.

كما أن الأتربة تقوم بدفن أكياس البلاستيك التي تؤدي إلى تشكيل طبقة عازلة تفصل التربة وتحجز مياه الأمطار في الجزء العلوي منها وتمنع وصول المياه والمخصبات اللازمة إلى الجزء السفلي من التربة، وفي حالة حرقها في أماكن تجميعها سوف تنطلق منها أكاسيد الكلور والكربون ومركبات غازية أخرى وأحماض ومركبات سامة عديدة ضارة بصحة الإنسان وتسبب الكثير من الأمراض».

وقدم المشاركون مجموعة حلول لمشكلة الأكياس البلاستيكية تلخصت بتشجيع استبدال أكياس البلاستيك بالأكياس الورقية واستخدام الكيس نفسه عدة مرات إن أمكن، لأن ذلك سيخفف من الطلب عليها وبالتالي سيوقف إنتاجها.

تقليل استعمالها من خلال تقنين استخدامها وإنتاجها، ويمكن ذلك من خلال فرض ضرائب أو رسوم مرتفعة على إنتاجها.

إنتاج أكياس بلاستيكية وفق المواصفات والمعايير، بحيث يتم إنتاج أكياس أكثر سماكة ومتانة وقابلة للتحلل في التربة دون أثر سلبي عليها، وإعادة التدوير.

من جهته تكفل مركز الشباب من جمعية تنظيم الأسرة بإقامة مجموعة من الأنشطة مثل المعرض البيئي ضد أكياس النايلون، ومسابقات منوعة، وعن أحد هذه النشاطات، تحدثت للموقع عضو جمعية تنظيم الأسرة- رئيسة لجنة التطوع "ساره الأحمد" التي كانت تقف على مقربة من مجموعة طالبات التعليم الأساسي، فقالت:

«هؤلاء طالبات من الصف الثامن، قدمنا لهن شرحاً وافياً عن الحملة ووزعنا لهن بروشورات تضم معلومات بيئية منوعة عن مضار استخدام الأكياس البلاستيكية وعن فوائد الشجرة وخطوات التصرف الصحيح في حال رؤية أي حالة ضارة بالبيئة.

وبعد أن أعطيناهن وقتاً لقراءة البروشور، قمنا بطرح مجموعة من الأسئلة عليهن، فأبدين تجاوباً كبيراً وإعجاباً بالحملة التي وصفنها بالمفيدة والضرورية لتوعية الطلبة في هذا السن».

جدير بالذكر أن النشاط كان تحت رعاية أمين فرع حزب البعث الدكتور "طه الخليفة" الذي مثله السيدة "بريهان بقجه جي" رئيسة مكتب المنظمات الفرعي، كما مثل رئيسة فرع الاتحاد النسائي السيدة "إيمان حميد الحجي".