يقع حي "الجورة"، "الثورة" إلى الغرب من مدينة "دير الزور"، ويمثل مع حيي "القصور" و"الموظفين" حالياً ملجأً لمعظم أهل المدينة، وهو أكبر أحياءها، يحده من الغرب "البغيلية" ومن الجنوب "فيلات البلدية"، ومن الشرق "القصور"، و"الكورنيش" من الشمال.

مدونة وطن "eSyria" التقت من أهل الحي السيدة "نورة راكان" بتاريخ 15 شباط 2015، التي قالت: «حي "الجورة" هو من أكبر أحياء مدينة "دير الزور" تقريباً، يمثل الآن الحاضنة التي تستوعب معظم سكانها الذين فضلوا البقاء فيها على مغادرة المدينة إلى سواها، هذا الحي كان في السابق يضم عدداً من السكان يقاربون الخمسة والعشرين ألف نسمة، ومنذ سنوات ثلاث بدأ التدفق نحوه وصولاً إلى رقم مئة وخمسين ألف نسمة، ثم أصبح العدد الآن يقارب المئتين وخمسين ألف نسمة، هذا ما يقدره الناس وليس إحصاءً رسمياً، إذا أضفنا إليه امتداداته في "غازي عياش" و"القصور"، ويعد هذان الحيان الملاصقان لـ"الجورة" حيين مستقلين، نتيجة هذا الوضع امتد الحي بشكل أفقي وعمودي، بناؤه الحديث سمح بزيادة عدد الطوابق في الأبنية، وكذلك المساحات المحيطة تم البناء فيها، وتطور حي "الطب" الفقير الواقع بالقرب منه بحكم الزيادة المذهلة في الطلب على السكن لتتحول أقسام منه إلى بيوت طابقية بعد أن كانت جميع بيوته أرضية (عربية)».

سابقاً، كان الحي أقل ازدحاماً بكثير، ولم يكن الكثيرون من سكان المدينة يميلون إلى السكن داخله، لأنه بعيد عن مركز المدينة، إلا أن من يرى "الجورة" الآن سيتفاجأ بالتطور الذي شهده الحي، خصوصاً "شارع الوادي" الذي أصبح سوقاً طويلاً يمتد إلى كيلومترات عديدة، ويباع فيه كل ما يلزم العائلة، صحيح أن الازدحام بات شديداً، ولكن هذا ظرف طارئ سينقضي إن شاء الله، الآن أصبحت جميع دوائر الدولة والجامعات داخله، وهي قريبة جداً من أي مواطن، حتى أولئك الذين يسكنون في "الموظفين" بعد أن عاد إليها الأمان هي الأخرى

وتضيف السيدة "راكان": «سابقاً، كان الحي أقل ازدحاماً بكثير، ولم يكن الكثيرون من سكان المدينة يميلون إلى السكن داخله، لأنه بعيد عن مركز المدينة، إلا أن من يرى "الجورة" الآن سيتفاجأ بالتطور الذي شهده الحي، خصوصاً "شارع الوادي" الذي أصبح سوقاً طويلاً يمتد إلى كيلومترات عديدة، ويباع فيه كل ما يلزم العائلة، صحيح أن الازدحام بات شديداً، ولكن هذا ظرف طارئ سينقضي إن شاء الله، الآن أصبحت جميع دوائر الدولة والجامعات داخله، وهي قريبة جداً من أي مواطن، حتى أولئك الذين يسكنون في "الموظفين" بعد أن عاد إليها الأمان هي الأخرى».

شارع الوادي

عما اشتهر به الحي يقول الحاج "نديم جاسر": «منذ زمن طويل اشتهر الحي بمحال بيع "الكباب" و"اللحم بعجين"، وهما من الأكلات المفضلة لدى الديريين، حيث يوجد هناك أكثر من مئة محل أشهرها "الظريفي" و"الكبيسي" و"الشيخ"، كما يشتهر الحي بمتنزهاته القريبة من الكورنيش النهري، وبوجود مدينة الملاهي الوحيدة في المدينة، وحالياً تقع فيه جميع الدوائر الخدمية، ورئاسة الجامعة والكليات، وقصر المحافظة، والمحلج، وتعد هواية الصيد قاسماً مشتركاً لدى سكان الحي، ومن عاداتهم أيضاً الجلوس أمام البيوت في الصيف وفي الأيام المشمسة، حيث يتحدث الجيران مع بعضهم بعضاً، ويتبادلون الأفراح والأتراح؛ إذ لا يقام عرس أو عزاء إلا وتجد الرجال والنساء يقومون فيه وكأنهم أصحابه».

ويضيف الحاج "جاسر": «منطقة "الجورة" مستحدثة، وتعود بدايات السكن فيها إلى الستينيات من القرن الماضي، معظم سكانها في البداية كانوا من العائلات التي جاءت من الريف بسبب انتقال عملهم من الريف إلى المدينة، وفيما بعد توسع الحي بعد قدوم عائلات من خارج المحافظة وسكنت فيه.

ومن عوائل هذا الحي المعروفة: "آل الدهموش"، و"آل صفيف"، وآل العويد"، وغيرهم. ويعمل معظم أفراد العائلات كموظفين في الدولة، وثمة قسم عمل منذ تأسيس الحي ببيع الخضار، وقد اشتهر حي "الجورة" بسوق خضاره الذي غدا منافساً لسوق "الهال" رغم بعده عن مركز المدينة، لأن خضاره التي تباع فيه يتم جلبها طازجة من الريف، وفيما بعد عمل قسم من السكان في بيع المفروشات الحديثة أو المستعملة ذات الأسعار الأرخص التي لقيت رواجاً في المدينة».

يذكر أن "الجورة" هي التسمية المحلية للحي، بسبب وقوعه في منخفض عن المدينة، أما التسمية الرسمية فهي "حي الثورة".