عند مدخل "دير الزور" الغربي تقع قرية "البغيلة"، أو كما يسمى رسمياً حي "القدس"، وتتبع إدارياً لمدينة "دير الزور"؛ حيث تعد المتنفس لأبناء المدينة للتمتع بالسباحة ومناظر حوائجها النهرية الجميلة.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 28 آب 2014، التقت الإعلامي "فؤاد الخلف" من أبناء قرية "البغيلية" لنتعرف من خلاله على هذه القرية: «هي مدخل "دير الزور" الغربي باتجاه "الرقة، حلب"، يحدها من الشرق حي "الجورة"، ومن الجنوب نهر الفرات ومن الغرب "البرية" وقرية "عياش"، ويشقها من المنتصف الأوتوستراد الدولي.

يتجاوز عدد سكان قرية "البغيلية" سبعة آلاف نسمة، يعمل معظمهم في الزراعة، إضافة إلى توجه عدد كبير من أبنائها للعمل الحر والعمل الوظيفي، تعليمياً يوجد فيها خمس مدارس ابتدائية وواحدة مدمجة إعدادية وثانوية، ويبلغ عدد التلاميذ فيها أكثر من ألفي تلميذ يدوامون بنظام الفوجين، ويتم التدريس بهذه المدارس بكادر معظمه من أبناء "البغيلية" التي شهدت تطوراً ملحوظاً في مسألة التعليم وخاصة على مستوى الفتيات، حيث باتت الفتاة في "البغيلية" طالبة جامعية ومدرسة، وخاصة في السنوات الأخيرة

وتتميز "البغيلية" بأنها ذات تطور اجتماعي وتطور عمراني ملحوظ، حيث تقسم كتسميات فيها إلى "الجدمة، الرواد، طب البغيلية"، وتطغى صبغة الشباب عليها بنسبة كبيرة تكاد تتجاوز السبعين بالمئة، وبحسب كبار السن فيها؛ فإن سبب تسميتها بهذا الاسم يعود إلى أنها وفي أربعينيات القرن الماضي؛ كانت عبارة عن أرض ذات عشب وماء وفير، فكانت ملجأ (للبغال) ترعى بها وبأعداد كثيرة، أما رسمياً وبحسب المخطط التنظيمي وسجلاته فاسمها حي "القدس"».

من أحياء البغيلية

ما بين القرية والحي؛ وما بين الخدمات والزراعة ضاع عنوان "البغيلية"، هل هي قرية أم حي؟

فهي إدارياً تتبع لمدينة "دير الزور"، حيث تبعد نحو 4 كيلو متر عن مركز المدينة، وتعد المتنفس الرئيسي لأبناء المدينة حالياً من خلال خروجهم إليها، وبشكل خاص في فصل الصيف بهدف التمتع بالسباحة وقضاء وقت ممتع مع الأهل والأصدقاء عند حوائجها النهرية التي تتميز بمناظرها الجميلة ومياهها الصافية».

مدخل بلدة البغيلية

وعن الواقع الخدمي يضيف: «يتجاوز عدد سكان قرية "البغيلية" سبعة آلاف نسمة، يعمل معظمهم في الزراعة، إضافة إلى توجه عدد كبير من أبنائها للعمل الحر والعمل الوظيفي، تعليمياً يوجد فيها خمس مدارس ابتدائية وواحدة مدمجة إعدادية وثانوية، ويبلغ عدد التلاميذ فيها أكثر من ألفي تلميذ يدوامون بنظام الفوجين، ويتم التدريس بهذه المدارس بكادر معظمه من أبناء "البغيلية" التي شهدت تطوراً ملحوظاً في مسألة التعليم وخاصة على مستوى الفتيات، حيث باتت الفتاة في "البغيلية" طالبة جامعية ومدرسة، وخاصة في السنوات الأخيرة».

ويتابع: «ما يزال هناك اهتمام بالزراعة، إذ تزيد مساحة الأراضي المزروعة فيها على خمسة ألاف دونم، تزرع بجميع أنواع المحاصيل الزراعية، إضافة للخضراوات؛ نظراً لقربها من مركز المدينة (أقل من 4كم)؛ وسهولة تصريفها، وتعتمد الزراعة فيها على الري من نهر الفرات الذي تتكئ عليه زراعة القطن والقمح والذرة الصفراء، إضافة للخضار كالبندورة والكوسا وغيرها، وعلى الرغم من تبعية "البغيلية" لمجلس مدينة "دير الزور"؛ إلا أنها تعاني من سوء الخدمات وخاصة في مجال النظافة التي تكاد تكون معدومة بسبب إهمال مجلس المدينة، كما يعاني الأهالي من قلة وسائل النقل الخاصة، إذ تكاد تنعدم هذه الوسيلة للوصول إلى المدينة لولا وجود عدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة من الحافلات الصغيرة».

في عام 2009 أنهى فريق عمل "مشروع تحديث الإدارة البلدية" الذي نفذ بالتعاون بين مجلس مدينة "دير الزور" و"الاتحاد الأوروبي" (mam)؛ دراسة منطقة التوسع في "حاوي البغيلية" البالغة مساحتها 1100 هكتار، والواقعة في الجهة الغربية لمدينة "دير الزور"، ليتم إدخالها ضمن المخطط التنظيمي، وعن ذلك تحدث السيد "إياد علوني" لجريدة "الفرات"، وهو أحد أعضاء فريق العمل: «إن الهدف من هذه الدراسة هو إيجاد منطقة توسع جديدة، باعتبار أن نسبة الملاءمة في المخطط التنظيمي لمدينة "دير الزور" تجاوزت 90 بالمئة من المساحة الكلية، وبالتالي بات من الضروري إيجاد مناطق توسع جديدة تساهم في تخفيف الضغط والكثافة السكانية على مركز المدينة، وإيجاد مناطق استثمارية مثالية، ومنطقة جذب عمرانية تساعد على توفير موارد مالية ومادية جديدة للمجلس، وكذلك رفد المدينة بمناطق حيوية وخدمية وتجارية حديثة لتعويض النقص في المخطط التنظيمي لمدينة "دير الزور"، وإحداث مناطق بيئية تتوافر فيها جميع المقومات البيئية الحديثة "طاقة بديلة، ممرات مشاة، ممرات دراجات"، كما يساهم هذا التوسع في خلق فرص عمل نتيجة توافر المشاريع الاستثمارية الجديدة، والحفاظ على الأراضي الزراعية داخل المخطط التنظيمي».‏

ويضيف "العلوني": «تم اختيار منطقة "حاوي البغيلية" لهذه الدراسة، نظراً لأهميتها ولكونها الواجهة الغربية للمدينة، كما أنها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالمخطط التنظيمي، كما تعد امتداداً طبيعياً للمدينة ولإطلالتها على الأراضي الزراعية ونهر الفرات؛ ما يعطي المنطقة بعداً إضافياً ولمسة جمالية متميزة، وإمكانيات كبيرة وآفاقاً لتنظيمها واستثمارها، كما تحوي أول وأكبر جمعية سكن واصطياف في المحافظة؛ جمعية "الرواد"؛ وتعد منطقة توسع طبيعية في المدينة، هذا إضافة إلى وجود جامعة خاصة جامعة "الجزيرة" في المنطقة، ومشروع العقدة الطرقية الكبرى المحيطة بمدينة "دير الزور"، وقربها من جسر "الصداقة" الذي يربطها بمنطقة الجزيرة».‏