مدينة قديمة عاشت بين حضارات عريقة أحاطت بها من كل جانب، وعلى ضفاف نهر الفرات الذي يخترق المحافظة، هذا ما أثبتته اللقى الأثرية التي وجدت فيها، لتصبح من أهم المحافظات التي تضم عدداً كبيراً من الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية.

للحديث عن محافظة "دير الزور" التقت مدونة وطن "eSyria" في 15/4/2013 الأستاذ "إسماعيل العثمان"، الذي تحدث بالقول: «تتوسط المحافظة أهم المراكز الأثرية في "سورية"، فقد قامت في هذه المنطقة أوائل الحضارات ووجدت فيها لقى أثرية لتجمعات بشرية قديمة ترجع لمرحلة ما قبل الحضارة، كما وجدت مناطق تعود لفجر الحضارة البشرية مثل آثار "بقرص" في الألف السابع قبل الميلاد و"دورختليمو" الألف الرابع قبل الميلاد و"ماري" والكثير من الممالك والمدن الأشورية والبابلية.

تقع محافظة "دير الزور" في الشرق من الجمهورية العربية السورية تجاورها محافظة الحسكة من الشمال، والعراق من الشرق والجنوب الشرقي، ومحافظة حمص من الجنوب الغربي، ومحافظة الرقة من الغرب والشمال الغربي، وتبلغ المساحة الكلية للمحافظة /33600/ كم مربع وتعد ثاني اكبر محافظة بعد محافظة حمص وتقسم المحافظة إلى ثلاث مناطق "دير الزور والميادين والبوكمال" وتضم النواحي (الكسرة والتبني والصور والبصيرة والموحسن وذيبان وهجين والعشارة) و128 قرية، يبلغ عدد السكان /1600000/ نسمة حسب إحصائية 2007، وهم خليط من عدة عشائر لا يزالون محافظين على عاداتهم وتقاليدهم في الأفراح والأتراح سواء في المدينة أو الريف

فعلى مسافة 40 كم من مركز المحافظة تقع مدينة البصيرة "قرقيسيا" وهي اكبر تل اثري يعود للعصر الروماني والإغريقي ويوجد أيضاً بين بلدتي الميادين والبوكمال حضارة "دوروا اوربس" على ضفاف نهر الفرات والمسماة "صالحية الفرات"، وفي هذا الموقع يقع المتحف الميداني "البيت الروماني" الذي يضم اللقى الأثرية المكتشفة في هذا الموقع من قبل البعثات الأثرية السورية والفرنسية والأوروبية».

جسر الكنامات

يضيف: «هناك أيضاً عين طابوس "تبساك" المدينة القديمة التي ذكرها "بطليموس" و"أبراج الباغوز" عند قرية الباغوز في "البوكمال" والعشارة "تيرقا" شرقي مدينة الميادين 15 كم، و"تل السن" على الطرف الشمالي من الفرات، وعلى بعد 10 كم جنوب شرقي "دير الزور"، و"حلبية وزلبية" على ضفاف نهر الفرات، وتحتضن المدينة متحفاً ضخماً هو الأكبر في شرق "سورية" يضم ما يقارب خمسة وعشرين ألف قطعة أثرية بأحجامها الطبيعية بالإضافة إلى التماثيل والتمائم والمنحوتات والنقوش والهياكل العظمية واللقى الفخارية والأواني الزجاجية المتنوعة التي تدل على الحضارات المختلفة التي عاشت في هذه المنطقة وعلى ضفاف نهر الفرات الذي يخترق المحافظة».

وعن الموقع والسكان يحدثنا المحامي "محمد صبحي": «تقع محافظة "دير الزور" في الشرق من الجمهورية العربية السورية تجاورها محافظة الحسكة من الشمال، والعراق من الشرق والجنوب الشرقي، ومحافظة حمص من الجنوب الغربي، ومحافظة الرقة من الغرب والشمال الغربي، وتبلغ المساحة الكلية للمحافظة /33600/ كم مربع وتعد ثاني اكبر محافظة بعد محافظة حمص وتقسم المحافظة إلى ثلاث مناطق "دير الزور والميادين والبوكمال" وتضم النواحي (الكسرة والتبني والصور والبصيرة والموحسن وذيبان وهجين والعشارة) و128 قرية، يبلغ عدد السكان /1600000/ نسمة حسب إحصائية 2007، وهم خليط من عدة عشائر لا يزالون محافظين على عاداتهم وتقاليدهم في الأفراح والأتراح سواء في المدينة أو الريف».

مدخل مدينة دير الزور

وعن الأعمال التي يمارسها أهالي المحافظة ذكر: «يعمل سكان المدينة بالتجارة والصناعة إضافة لعملهم في الدوائر الحكومية أما سكان القرى فيعتمد أغلبيتهم على الزراعة وتربية المواشي كمورد رزق لهم، ومن المحاصيل الزراعية القمح والقطن والسمسم والأشجار المثمرة كما تنتشر في المحافظة الكثير من الزراعات الهامة، ويوجد العديد من المنشآت الصناعية والمعامل ومواقع للتعدين وصخور وعروق ملحية يستخرج منها الملح الصخري عبر منجم التبني والذي يبعد 40 كم عن مركز المحافظة على الضفة الغربية من نهر الفرات، كما يستخرج الملح من السبخ على الحدود العراقية- السورية، وهناك صناعات مختلفة مثل النسيج والآلات الزراعية وقطع الغيار والسجاد والصناعات التحويلية وأحدثت فيها مدينة صناعية للنهوض بالصناعة بالمنطقة، وتحتوي المحافظة على عدد من حقول النفط والغاز ومحطات تجميع النفط ومعالجة وضخ الغاز عبر شبكة الأنابيب الوطنية».

وعن الواقع الخدمي يحدثنا الشاب "عايد العلي": «يوجد في "دير الزور" مطار يرتبط مع المطارات السورية والخارجية، ومحطة قطار للركاب والشحن تربط المحافظة بكافة المحافظات، وشبكة من الطرق البرية، إضافة للعديد من الدوائر الحكومية: التربية والصحة والشؤون الاجتماعية والتموين والثقافة وفرع لاتحاد كتاب العرب.

محافظة "دير الزور" من غوغل إرث

وفي مركز المدينة يوجد مقر جامعة الفرات وجامعة الجزيرة الخاصة ومعاهد فنية ومهنية متخصصة، وتصدر في المحافظة جريدة محلية يومية باسم "الفرات" بالإضافة للعديد من الدوريات الخاصة المحلية الانتشار كمجلة "منارة الفرات" وهي شهرية الصدور، ولا تخلو قرية من قرى المحافظة من مدارس بكافة مستوياتها الأساسية والثانوية والفنية والمهنية والصناعية وأيضاً من مراكز للبريد ومراكز ثقافية ومراكز صحية، وتتميز المحافظة بالمطاعم النهرية المعروفة محلياً باسم "الجرداق" وتكثر فيها المقاهي.

وهناك العديد من الأسواق وأشهرها "ستة إلا ربع" كما يوجد العديد من الأماكن التاريخية والمواقع الجميلة والتي تعتبر متنفساً لأهالي المحافظة كالجسر المعلق والجسر العتيق ومتحف دير الزور والجزر النهرية "الحوايج" كحويجة "صكر" وحويجة "كاطع" ودوار السيوف والحديقة المركزية، ويقام سنوياً مهرجان للسياحة والتسوق في الكورنيش يمتد لشهر بدءاً من أيلول يستقطب العديد من الزوار والسياح من داخل المحافظة وخارجها».