يعود تاريخ بنائه إلى أواخر القرن التاسع عشر، حيث يقع جنوب مدينة "الميادين" على بعد خمسة كيلومترات، زواره لديهم الكثير من الأماني عسى أن يتحقق جزء منها، فمنهم من يقصده للتبرك ولطرد الحسد عن أطفالهم، أو لتقديم وإيفاء نذر معين.

مدونة وطن eSyria التقت بتاريخ 9/4/2013 السيد "حميد المصطفى" من أهالي المدينة والذي تحدث عن المزارات في "الميادين" بالقول: «ينتشر في "الميادين" ثلاثة مزارات وتقع جميعها على جبل يسمى "الطار"، وأشهر تلك المزارات مزار "الشيخ أنس" وهو يقع على الحافة اليمنى لوادي الفرات، جنوب الميادين بخمسة كيلومترات، يقصده الناس للتبرك وتقديم الطعام وتوزيعه على الموجودين في المزار إن تحققت أمانيهم، ويقصده النساء والأطفال لدفع الحسد والبلاء».

قيل إن المقام ليس سوى مركز للرصد والمراقبة أو مخفر لحراسة قوافل الحجيج والتجار وطريقهم الممتدة باتجاه العراق، وقد بني في العهد العثماني كما توحي بذلك طريقة البناء والإكساء، كما ينكشف أمام المقام والتلة التي بني عليها الوادي والصحراء وسلسلة التلال المتتالية التي بنيت عليها المقامات المماثلة

يضيف: «يعود تاريخ بنائه إلى أواخر القرن التاسع عشر، وتضاربت الأنباء حول الشخص الذي دفن فيه، فالرواية الأولى تقول إن المزار ينسب إلى "أنس بن مالك النضر بن نجم البخاري الخزرجي الأنصاري" صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخادمه، ومن جهة أخرى يقال إن صاحب المقام هو شيخ "ملا" واسمه أنس أوصى بأن يدفن في الموقع فسمي باسمه».

ويشير الباحث "حيدر نعيسة" في كتابه "عين علي" عن مقام "الشيخ أنس" بالقول: «يتألف المقام من مدخل مقنطر ثم بهو للدخول كان مسقوفاً فتهدم، تليه حجرتان وفراغ سماوي وفي الحجرة الثانية محراب وقبة إهليلجية الشكل مشيدة بالحجارة والطين ولها فتحة تهوية في أعلاها، ثم مصطبة في الحجرة الثانية تم ترميمها بالإسمنت والحجارة لتدعيم الجدران فيها، وقد بني المقام وفق النمط المعماري العثماني ونظراً لوقوع المقام في منطقة لا صخور فيها فقد استخدمت في عملية البناء المواد الطينية والغضارية التي تنحل، ولا تدوم مع الزمن حيث تهدمت بعض الجدران والزوايا ولا تظهر على جدران المقام أية كتابات أو زخرفات أو رسوم أو غيرها».

يضيف: «قيل إن المقام ليس سوى مركز للرصد والمراقبة أو مخفر لحراسة قوافل الحجيج والتجار وطريقهم الممتدة باتجاه العراق، وقد بني في العهد العثماني كما توحي بذلك طريقة البناء والإكساء، كما ينكشف أمام المقام والتلة التي بني عليها الوادي والصحراء وسلسلة التلال المتتالية التي بنيت عليها المقامات المماثلة».

المزار ضمن الدائرة المحددة.

يتابع: «يقع على قمة جبل يعرف باسم جبل "الطار" يتألف من غرفة لها قبة مبنية من حجر الفخار المشوي، بطول ستة أمتار وبعرض 3 أمتار، وهناك منبر في الجهة الجنوبية يدل على اتجاه القبلة، وفي جهة الشمال الشرقي منه مدخل على شكل قوس كبير ذي إطار دائري وأبعاده حوالي 70 سم ارتفاعا، بعرض 80سم، ينسب المقام إلى "أنس بن مالك الأنصاري"، ويوجد على القبر قطعة خضراء من القماش لتدل على أنه من السادة الحسينية، كما يوجد على سطح القبر حفرة صغيرة جهة الغرب عند الرأس مملوءة بالملح، اعتاد الناس بعد الدعاء وقراءة الفاتحة على روحه أن يتناولوا قليلاً منه ويسمونه ملح البركة، وهناك مزاران آخران في "الميادين" هما مزار الشيخ "شبلي" والشيخ "سريج"».

ويشير الباحث "عمر صليبي" في كتابه "معالم ونضالات في الجزيرة والفرات" عن مزار الشيخ "شبلي" قائلاً: «يقع جنوب شرق "الميادين" على "جبل الطار"، والمزار مؤلف من غرفتين وصالة في الوسط، فيه ثلاث قباب أعلاها الوسط، ومدخل الضريح الأساسي عبارة عن باب مسقوف بقوس على شكل مدبب في أعلاه وارتفاع الباب عند رأس القوس أكثر من ثلاثة أمتار ويتصل الضريح بالغرفتين المجاورتين بأبواب مقوسة أيضاً كما يظهر باب آخر من جهة الجنوب مقابل الباب الرئيسي.

أما الغرفة الشرقية ففيها أربعة مداخل أحدها الغربي الكبير الذي يطل على الضريح مباشرة، والبناء بشكل عام مطلي بالجص الأبيض والزوايا الأربعة لكل غرفة مبنية على شكل نصف قبة مع وجود فتحات للتهوية والإنارة في كل منها وهي على الجهات الأربعة».