تقع على الضفة اليمنى لنهر الفرات، تبعد عن مدينة "البوكمال" 11 كيلومتراً، وتبلغ مساحتها أكثر من عشرة آلاف هكتار، وتشتهر قرية "السيال" بوجود آثار "ماري" عند مدخلها.

مدونة وطن "eSyria" زارت القرية والتقت بتاريخ 8/4/2013 الحاج "مساعد الخميس" من أهالي القرية والذي تحدث بالقول: «تقسم "السيال" إلى "السيال الشرقي" و"السيال الغربي" و"مزرعة العليوي" ويقدر عدد سكانها بحوالي 22 ألف نسمة، يعمل أغلبية سكانها بالزراعة وتربية المواشي، ومن أهم الزراعات: القمح والقطن، وتعتمد في مواردها بشكل أساسي على أبنائها المغتربين في دول الخليج وعلى سياح مدينة "ماري"، حيث تشكل البلدة حركة سياحية على الصعيد المحلي والأجنبي».

يوجد في القرية تل "أثري" يسمى "تل المدكوك" شكله مخروطي مبني من اللبن، لم يعثر فيه على ما يدل إلى تاريخ بنائه لعدم وجود حفريات أو مخلفات على سطحه، وربما كان قديماً نقطة إنذار "لماري"، وهناك تل "النفاض" والذي يقع على الحافة اليمنى لوادي الفرات على بعد 2كم من قرية السيال وهو تل صغير قليل الارتفاع، وربما يكون مقبرة "لماري"

أضاف: «تشتهر "السيال" بعادة قديمة لا تزال متوارثة بين أبنائها حتى يومنا هذا، وهي التعاون على مساعدة الفقير والمحتاج، وهذه العادة تُسمّى "العانية" وهي جمع مبلغ من المال يقدر بــ 300 ليرة سورية كحد أدنى تؤخذ من كل شخص مغترب في الخليج من أبناء "السيال" فقط وتعطى هذه الأموال إلى المحتاج من أبناء القرية يستطيع أن يسدَّ بها حاجته خاصة عند الوفاة، وهذه العادة أصبحت مرتبطة ومتشعبة».

وأشار الباحث الاجتماعي "عواد الجاسم" حول عادات أهل القرية قائلاً: «لا يزال أهالي "السيال" يربطهم نسيج اجتماعي قوي، فهي بلدة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً ببعضها بعضاً، فخلال تشييع ميت من بلدة "السيال"، فإن الأهالي يذهبون ليحضروا مراسم الدفن، وهناك عادات الأفراح التي يفتخر بها أهل "السيال" مثل ذبح الذبائح الكثيرة، وحضور جميع الرجال إلى الولائم، كذلك مشاركة جميع الأهالي في الدبكات والأعراس وحفلات الزفاف».

يتابع: «لبلدة "السيال" بوابتان: بوابة من جهة بلدة "الغبرة" في الشرق، وبوابة من جهة بلدة "حسرات" في الغرب، حيث تقع هذه البلدة بين بلدتين مرتبطتين بها ارتباطاً وثيقاً من جهة الدم والنسب والمكان والزمان، كما تشتهر بكرم أهلها، خاصة إكرام الضيف والقيام بواجبه على أكمل وجه، تنتمي البلدة إلى عشيرة "البومريح" التي تنتمي إلى قبيلة "العقيدات"، إضافة إلى قسم من العشائر الأخرى كعشيرة الدليج"، وعشيرة "البوشعبان" وعشيرة "الرحبين" وعشيرة "البوليل"».

ويبين الباحث "أحمد شوحان" حول آثار تلك القرية بالقول: «يوجد في القرية تل "أثري" يسمى "تل المدكوك" شكله مخروطي مبني من اللبن، لم يعثر فيه على ما يدل إلى تاريخ بنائه لعدم وجود حفريات أو مخلفات على سطحه، وربما كان قديماً نقطة إنذار "لماري"، وهناك تل "النفاض" والذي يقع على الحافة اليمنى لوادي الفرات على بعد 2كم من قرية السيال وهو تل صغير قليل الارتفاع، وربما يكون مقبرة "لماري"».

وبيَّن المدرس "عبيدة الحسين" الذي تحدث عن القرية قائلاً:‏ «يوجد في القرية محطة مياه نموذجية دخلت الخدمة منذ بداية عام 2003 ويوجد في البلدة "ثلاثة" خزانات للمياه كما توجد في البلدة "تسع" مدارس موزعة على الشكل التالي: "سبع" مدارس حلقة تعليم أساسي، ومدرستان تعليم أساسي حلقة ثانية وتمَّ مؤخراً إحداث شعبتين للصف الأول الثانوي للعام الحالي.

يعتبر مناخها بارداً شتاءً وحاراً صيفاً، ففي الصيف وعند الغروب ترى الشمس بازغة وكأنها لوحة تحكي كرم الضيافة في القرية، فأشعة الغروب تدخل جميع البيوت لتنشر الضوء البرتقالي الغامق فيها، أمَّا الليل فهو ليل العاشقين يتميَّز بالهدوء والسكينة والظلام الجميل».