اشتهرت قرية "السوسة" بمحاصيلها الزراعية وبساتينها التي تثمر الفواكه بأنواعها وأهمها الرمان وعرق السوس، إضافة لموقعها الهام الذي يربط كل القرى التي تقع في شرق نهر الفرات.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 20/2/2013 الأستاذ "حسين المحمد" من أهالي القرية فتحدث عنها بالقول: «تقع قرية السوسة في محافظة "دير الزور" وتبعد عنها حوالي 140 كم، وتتبع إدارياً لناحية "البوكمال" التي تبعد عنها حوالي 15 كم، حيث كان يربط بينها وبين المدينة جسر خشبي، أما الآن فأصبح هذا الجسر جسراً كبيراً واسمنتياً. يحدها من الشمال قرية "الشعفة"، ومن الغرب نهر الفرات، ومن الجنوب قرية "الباغوز"، ومن الشرق الصحراء والحدود العراقية، وتبلغ مساحتها 820 هكتاراً».

تقع قرية السوسة في محافظة "دير الزور" وتبعد عنها حوالي 140 كم، وتتبع إدارياً لناحية "البوكمال" التي تبعد عنها حوالي 15 كم، حيث كان يربط بينها وبين المدينة جسر خشبي، أما الآن فأصبح هذا الجسر جسراً كبيراً واسمنتياً. يحدها من الشمال قرية "الشعفة"، ومن الغرب نهر الفرات، ومن الجنوب قرية "الباغوز"، ومن الشرق الصحراء والحدود العراقية، وتبلغ مساحتها 820 هكتاراً

يتابع: «يتجاوز عدد سكان القرية العشرين ألف نسمة، وسكانها من عدة قبائل وهذا ما جعلها نموذجاً للتعايش الجميل، والأغلب هم من قبيلة "الحسون" وقبيلة "المراشدة"، وفيها قليل من قبائل "المشاهدة" و"البوبدران" و"الدليم" و"البوخاطر" و"السفافنة"، وقدمت القرية التضحيات في سبيل تحررها من الاحتلال البريطاني والفرنسي بمعارك كبيرة مشهورة، وتم أسر "فارس المحمد" خلالها، واستطاع المجاهدون من القرية الإفراج عنه بقوة السلاح والعزيمة، ومنهم أول من رفع العلم السوري فوق الثكنة العسكرية فوق مدينة البوكمال وهو المختار "عبد الفارس المحمد" من "الحسون" بمشاركة مجاهدي المدينة، وهو ابن الشيخ "فارس المحمد"، الذي كان في سنة الجوع 1920م يقدم الطعام للقاصي والداني».

قرية السوسة

وعن سبب التسمية يقول "المحمد": «يعود تسمية قرية "السوسة" لما تحويه من أشجار السوس الشهيرة، فقد كانت مصدر رزق لأهل القرية بشكل كبير، وحتى اليوم يوجد عرق السوس بمناطق معينة من القرية، كما يوجد أيضاً عرق "الشوك الأحمر" القاتم الذي يقوم السكان بتجفيفه ومن ثم غليه بالماء ليصبح نوعاً من أنواع الأصباغ الثابتة التي تستعمل لصبغ المنسوجات والجلود، وتعتبر من أجمل قرى محافظة دير الزور لقربها من نهر الفرات وخصوبة أراضيها، فقد اشتهرت القرية بمحاصيلها الزراعية وبساتينها التي تثمر الفواكه بأنواعها ومن أهمها بساتين الرمان التي انتشرت وتوسعت، وأصبح رمان السوسة علامة مميزة وصنفاً شهيراً في عالم الرمان بسبب شكله وطعمه المعروف وقد ذكره الأقدمون من حضارة ماري في معاملاتهم الزراعية والتجارية ورسوماتهم الجدارية».

المزارع "جاسم ملا حميد" يقول: «إن الجو الحار والتربة الطينية التي تتمتع بها قرية السوسة ساعد على زراعة أشجار الرمان، وتنتج القرية ما يقارب 10 آلاف طن من الرمان سنوياً حيث تنتشر بساتين الرمان على مساحة تقدر بثلاثة آلاف دونم يزرع فيها حوالي150 ألف شجرة رمان، ورمان السوسة يتحمل الجفاف والعطش وطريقة الري هي بالغمر، ويفضل عدم الري الزائد خلال فترة النضج لأن ذلك يؤدي إلى تشقق الثمرة وتلفها. يوجد أيضاً القمح والشعير والذرة والسمسم والقطن والشوندر السكري والفول وبعض الخضراوات اللازمة كالبصل والبقدونس والفجل والسبانخ، ويقوم أيضاً أهل القرية بتربية الحيوانات ومنها الأبقار والأغنام التي يستفاد من صوفها ولحومها وحليبها، كما يربي أهل القرية الطيور بأنواعها من دجاج وبط وإوز، ويمتلك أهالي القرية الخيول العربية الأصيلة "الصقلاوية" و"الكحيلة" و"الدهمي" "المعنقية"».

عرق السوس

"عبد الله الخلف" من أبناء القرية يقول: «تقسم قرية السوسة إلى خمس قرى إدارية وهي "مزرعة المراشدة"، و"موزان العالي" و"البوبدران" و"السوسة" و"الحي الغربي" و"الحي الشرقي"، وذلك من قبل الإدارة المحلية عام 1990، وتتوافر في القرية كافة الخدمات الصحية والتعليمية والخدمية، فقد تأسس فيها العديد من المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية وفيها مستوصف صحي ومصلحة زراعية واتحاد عام نسائي وفيها بلدية وبريد وهاتف، وقد ساعد قرب القرية من نهر الفرات ليكون مورد رزق لأهلها من خلال صيد الأسماك، حيث يتوافر العديد من الأنواع مثل "الشبوط" و"الكرب" و"أبو الزنير" و"أبو خاشوقة" و"الجرية" و"الشبربطة"، وفي القرية الكثير من الحرف اليدوية كصناعة التنور الفراتي حيث يوجد بعض النساء الخبيرات بهذه الصناعة ويتقنون عمله بأشكال جميلة وأحجام مختلفة، وهناك صناعة النسيج حيث يتم صناعة البسط والسوح والمفارش وبيوت الشعر ومستلزماتها. ويوجد معمل حديث لصناعة عصير الرمان ودبس الرمان اللذين يتميزان بنكهة مميزة وتبلغ نسبة الحموضة فيه 50 بالمئة ولونه هو نفس اللون الأصلي لحب الرمان أي الأحمر الوردي كما أن كثافته عالية وهو غير قابل للأكسدة».

موقع القرية على الخارطة