كانت وما تزال المكان الذي أشرقت فيه الشمس على سكانها والتي لم يغادرها أبناؤها، فبقوا أوفياء لها وكذلك هي وفية لهم، تتربع على الضفة اليسرى من نهر الفرات وتشتهر بالزراعة وتربية المواشي.

إنها قرية "الصبحة" التي تبعد 35 كم عن مركز مدينة دير الزور، مدونة وطن "eSyria" زارت القرية بتاريخ 16/11/2012 والتقت الحاجة "شمسة التمر" من إحدى معمرات القرية فقالت: «إن تسميتها تعود إلى مئات السنين، حيث جاءت مجموعة من رعاة الغنم إلى المكان في وقت متأخر من الليل وعند شروق الشمس سأل أحدهم عن اسم المكان الذي حطوا رحالهم فيه ولكن أحداً منهم لم يعرفه فسموه "الصبحة" أي المكان الذي أشرقت الشمس فيه عليهم، ثم سكنوا المكان لوجود الماء والمرعى فيه، وبات الاسم المتوارث للمكان "الصبحة" منذ ذلك الحين.

يوجد مشروع حيوي في القرية وهو قناة جر مياه "الصبحة – الصور"، والذي يعتبر من أكبر المشاريع في القرية والمنطقة، وقد ساهم في الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي لأهالي المنطقة، فهو عبارة عن قناة لجر المياه من قرية الصبحة باتجاه بلدة الصور، ويمر بالعديد من القرى والبلدات بطول 43 كم وسرعة تدفقه 15م3/ ثا، وقد بدأ بالخدمة في العام 2002 ، كما أن الجمعية الفلاحية في القرية تقوم بتأمين كل ما يحتاجه الفلاح سواء من أسمدة أو بذور أو أعلاف

وطبيعة المكان وموقع القرية على نهر الفرات ساهم في استقرارها والحد من نسبة هجرة الشباب منها، حيث يعتمد معظم الأهالي على الزراعة وتربية المواشي كوسيلة للعيش».

صور للقرية

أما رئيس الجمعية الفلاحية في القرية السيد "مرشد الحمدان" فأشار بالقول: «يوجد مشروع حيوي في القرية وهو قناة جر مياه "الصبحة – الصور"، والذي يعتبر من أكبر المشاريع في القرية والمنطقة، وقد ساهم في الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي لأهالي المنطقة، فهو عبارة عن قناة لجر المياه من قرية الصبحة باتجاه بلدة الصور، ويمر بالعديد من القرى والبلدات بطول 43 كم وسرعة تدفقه 15م3/ ثا، وقد بدأ بالخدمة في العام 2002 ، كما أن الجمعية الفلاحية في القرية تقوم بتأمين كل ما يحتاجه الفلاح سواء من أسمدة أو بذور أو أعلاف».

رئيس البلدية السيد "عبد اللطيف الحمد" ذكر: «تقع قرية الصبحة شرق مدينة دير الزور وتبعد عنها /35/ كم، وعدد سكانها حوالي /11000/ نسمة، يخترقها طريق البصيرة ومساحة مخططها التنظيمي /200/ هكتار، ويتركز معظم نشاط سكان القرية في العمل الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، ومن المحاصيل الزراعية التي تنتج في القرية القمح والقطن والشوندر السكري والذرة والخضار الموسمية، وفي إطارها يقوم بعض المزارعين بتربية المواشي والأبقار وتسمينها للاستفادة ما أمكن من مخلفات الإنتاج الزراعي‏.

الحاجة شمسة التمر

يوجد في القرية مركز صحي وشبكة طرق، وهناك شبكة مياه ووحدة إرشادية ومركز للثروة السمكية ومخفر حراجي وفرن وغيرها الكثير من الخدمات الأخرى، أما مقسم الهاتف فلا يزال قيد الانجاز ولم يوضع بعد بالخدمة وهو مجهز بحوالي 1000 خط علماً أن حوالي /200/ منزل مخدم بالهاتف في القرية عن طريق مقسم البصيرة».

وعن الواقع التعليمي يقول الأستاذ "ياسر عيادة" وهو أحد المعلمين في القرية: «تشهد القرية تطوراً ملحوظاً من الناحية التعليمية، حيث يوجد فيها أربعة مدراس للتعليم الأساسي ومدرستان للمرحلة الإعدادية وثانوية للبنات وثانوية للذكور، ووصل عدد الطلاب الجامعيين فيها إلى أكثر من 450 طالباً وطالبة من مختلف الاختصاصات، هذا عدا الخريجين الذين رفدوا المدارس، وتعتبر هذه النسبة جيدة بالنظر إلى عدد الطلاب في القرية.

صبحة بين البصيرة والموحسن

كما تمتاز القرية بوجود تل التواليل الأثري الذي يعود إلى آلاف السنين والذي يعتبر معلماً سياحياً، إضافة إلى أن القرية شهدت تطوراً عمرانياً ملحوظاً في الآونة الأخيرة عبر الأبنية الطابقية والمطاعم التي شيدت على ضفة نهر الفرات وهذا كله يزيد من جمالية القرية».