بلدة عرفت بأنها مركز للثقافة وعلم والأدب منذ القدم، فمازال تاريخها يتحدث عنها، ومن زارها الآن يدهشه التطور الكبير الذي حققته المدينة والنهضة العمرانية اللافتة للنظر.

تقع منطقة "الصور" شمال شرق محافظة "دير الزور" وتبعد عن مركز المدينة حوالي 55 كم ويبلغ عدد سكانها من فلاحين وأسرهم خمسين ألف نسمة، وتضم نحو ثلاثين قرية ويحدها شمالاً "مركدة" ومن الجنوب "البصيرة" ومن الغرب بادية مفتوحة تمتد لمحافظة "دير الزور" ومن الشرق بادية ممتدة حتى الحدود العراقية.

سكنت هذه المنطقة من قبل شعوب قديمة كالآشوريين والآراميين والعموريين ومر منها غزاة كثر مثل الفرس والمقدونيين والبيزنطيين وحكمت من قبل الرومان وبقيت حتى الفتوحات الإسلامية التي أرسلت بقيادة "عبد الله ابن غسان" و"عياض ابن غنم" وكان لأبناء هذه المنطقة مواقف أسلامية عظيمة مثل تحطيمهم لأسوار المدينة وخروجهم تلبية لنداء الإسلام والمسلمين والفتوحات الإسلامية

السيد "عبد المنعم خليل" وهو مدرس من أبناء القرية تحدث لمدونة وطن "eSyria" عن المنطقة بالقول: «منطقة "الصور" أو ما تعرف بمنطقة الخابور كانت مركز أدب وعلم وثقافة منذ القدم وخاصة في العصور الآرامية والعربية والعصر العباسي، ومن زار مدينة الصور قبل ثلاثة عقود ويعود إلى زيارتها الآن يجد أنها قد شهدت حركة وتطوراً عمرانياً كبيراً، حيث أصبحت تتضمن مركزاً ثقافياً ومركزاً للبريد ومصرفاً زراعياً ومركز كهرباء ومركز مرور وأربع فرق حزبية، ومجمعاً تربوياً ومدارس للتعليم الأساسي وأربع ثانويات ومستوصفاً وداراً للتوليد، فهناك تطور في مناحي الحياة كافة».

صوامع الحبوب

تذكر المصادر التاريخية أن ما يطلق عليه اسم "الصور" يعود لثلاث روايات وذلك حسب ما ذكره الباحث التاريخي السيد "فراس محمد" بالقول: «تفيد الرواية الأولى بأن منطقة "الصور" هي مدينة ذات سور عظيم ومميز أما الروايات الأخرى فهي روايات عرفية متعارف عليها ما بين سكان المنطقة: الأولى تفيد بأن المدينة كانت ذات سور عظيم وهذا ما يتفق مع الرواية السابقة، بينما الرواية الثانية تقول إن أهل المدينة كانوا يلفظون حرف السين صاداً وبذلك تحولت من كلمة سور إلى صور، في حين تفيد الرواية الثالثة أن البلدة كان فيها شخص معروف بشيمه وخصاله الحميدة يسمى "محمد الصور" لذلك أخذت البلدة الاسم الثاني من اسمه».

يتابع حديثه بالقول: «سكنت هذه المنطقة من قبل شعوب قديمة كالآشوريين والآراميين والعموريين ومر منها غزاة كثر مثل الفرس والمقدونيين والبيزنطيين وحكمت من قبل الرومان وبقيت حتى الفتوحات الإسلامية التي أرسلت بقيادة "عبد الله ابن غسان" و"عياض ابن غنم" وكان لأبناء هذه المنطقة مواقف أسلامية عظيمة مثل تحطيمهم لأسوار المدينة وخروجهم تلبية لنداء الإسلام والمسلمين والفتوحات الإسلامية».

مركز البريد

أما السيد "حسن العواد" فلاح يعمل بالزراعة وتربية الأغنام ومن أهالي المنطقة فأشار بالقول: «يوجد في بادية "الصور" الكثير من الآبار وأراضيها تزرع بالقمح والقطن والشوندر السكري والذرة، وتمتد الأراضي الزراعية على ضفتي نهر الفرات ولكن بسب الجفاف الذي شهدته المنطقة في الأعوام الماضية وانخفاض مستوى النهر هجر البعض أراضيهم وانتقلوا للعمل في المدينة بهدف البحث عن مورد رزق جديد ولكن الجهد الذي تقوم به الدولة لاستجرار المياه أعاد الحياة من جديد للمنطقة، كما يوجد أيضاً في البلدة سوق يفتح صباح كل ثلاثاء ويتوافر فيه كل الحاجيات ما يغني عن الذهاب للمدينة للتسوق».