ما زال البيت الديري العتيق في ذاكرة الكثيرين من أبناء محافظة "دير الزور" لما له من بساطة في التكوين والحنين والألفة للمكان عند اللقاء.

التقت "مدونة وطن" "eSyria" " السيد محمد صبحي" وهو من "حي الرشدية" ومقيم في أحد بيوت الدير العربية القديمة، فتحدث بالقول: «إن جمال هذا البيت وتميزه بقي حاضراً ولم تنل منه السنون وحتى البناء الحديث زاده تألقاً وروعة، فهو يشعرك بالحنين لكل ما هو قديم واعتبره الملاذ الآمن من فضول الآخرين وضجيج الشوارع إضافة إلى أنه ذكرى تختزنها الذاكرة من صور العائلة القديمة، ويخلق جوا من المحبة والألفة والرابطة الأسرية، والضمان للخصوصية التي لا تسمح لأحد أن يشاركك بها وهذا ما نفتقده في زمننا الحاضر».

إن جمال هذا البيت وتميزه بقي حاضراً ولم تنل منه السنون وحتى البناء الحديث زاده تألقاً وروعة، فهو يشعرك بالحنين لكل ما هو قديم واعتبره الملاذ الآمن من فضول الآخرين وضجيج الشوارع إضافة إلى أنه ذكرى تختزنها الذاكرة من صور العائلة القديمة، ويخلق جوا من المحبة والألفة والرابطة الأسرية، والضمان للخصوصية التي لا تسمح لأحد أن يشاركك بها وهذا ما نفتقده في زمننا الحاضر

أما "سامي مزعل" من حي "القصور" فقال: «يعتبر البيت الديري العتيق بمواصفاته الفريدة مذهلاً للمرء في تصميمه ودقة صنعه والبساطة في التكوين والدقة في الإبداع والتوزيع ما يعطيه صورة حية بحيث يحمل قيماً فكرية وتاريخاً مازال مستمراً حتى الآن والجلوس في ارض الحوش والزرع والشجر من حولك وكوب من الشاي "الخمير" ورائحة الرطوبة تعبق في المكان يعطيك الشعور بالارتياح وهذه الحميمية التي يحملها البيت الديري لا تجدها في البيوت الحديثة المشيدة ذات الطوابق العالية فهناك حس وحنين في كل قطعة من قطع البيت الديري العتيق».

كما التقينا السيدة "فريال نوفل" من شارع بورسعيد" والتي تحدثت بالقول: «إن كثيراً من أبناء "دير الزور" وساكنيها واخص الجيل الجديد لم يتمكنوا من اكتشاف هذا التراث الحضاري الكامن في البيت الديري العتيق، فقد تعرضت الكثير من البيوت لعدم الاكتراث والاهتمام فمنها من تعرض للإهمال وعدم الصيانة ما تحول لهيكل خلت منه الحياة، ومنهم من باعوها لينتقلوا للسكن في بيوت الطوابق الحديثة في احد المناطق الراقية، وهناك من هدمه ليبني بدلا منه عمارة إما للتجارة وإما ليسكن مع أفراد عائلته لكبر العائلة مع مرور الزمن ولكن لم يفكر احد باستثمار هذا المنزل العريق كمشروع سياحي يجذب السياح مثلما فعل أهل الشام بتحويل البيوت العربية القديمة لمطاعم ومتاحف تكون قبلة للسياح، وعدم الاهتمام هذا أدى إلى نسخ البيت الديري من ذاكرة الأجيال على انه بيت العائلة ومركز اللقاء».

وقد التقينا المهندس المعماري "نادر جمعة" ليحدثنا عن خصائص البيت العربي الديري، حيث أشار بالقول: «عندما تتجول في أحياء "دير الزور" القديمة وبيوتها التي مازالت تحمل الطابع العربي الأصيل المبنية على البساطة وبمختلف أعمارها والتي تصل أحياناً إلى أكثر من مئة عام وهذا يكون واضحاً من واجهات المنازل فهي تختلف من بيت إلى آخر فمنها العادي ومنها المزخرف بأقواس وقناطر ونوافذ وذلك لتكون الإضاءة والتهوية جيدة، كما تجد على باب البيت ما يسمى (الدكة) وهو مكان لجلوس أهل البيت وعندما تدخل لداخل المنزل تجد ارض (الحوش) وهي الفسحة السماوية الكبيرة التي يتواجد فيها الزرع والشجر وغرف المنزل المكونة من طابقين في أكثر الأحيان فهناك غرفة للاستقبال وتكون قريبة من باب المنزل ليسهل دخول الضيوف إليها وهناك غرف النوم الموزعة في الأسفل والأعلى، ويتواجد في كل غرفة نافذة صغيرة (طاقة) وهو المكان المفرغ في الجدار ويستخدم لوضع الفرش والوسائد، كما أن جميع الأبواب في المنزل من الباب الخارجي إلى أبواب المنزل الداخلية مصنوعة من الخشب المطعم بالمسامير وبإشكال هندسية رائعة والجدران يختلط فيها الطين والحجر الكلسي وهذا سبب الرائحة المنعشة والرطبة التي يعبق فيها البيت العربي القديم والسقف مرتفع عن الأرض قد يصل أحيانا ما بين 3 م إلى 4 م ومكون من أعمدة خشب ولا ننسى أيضا السرداب وهو للمونة والتخزين وحالات الطوارئ ويقال إن أول بيت عربي شيد في "دير الزور" كان بيت "الحاج رشيد"».