تأسست في عام /1960/، ومنذ ذاك الحين استطاعت أن تجمع مثقفي "دير الزور" وطلابها وأطباءها ومدرسيها، ففي الوقت الذي لم يكن لوسائل الإعلام والاتصال الإلكتروني أي وجود بعد، كانت "مكتبة المركز الثقافي" في "دير الزور" تضم على مقاعدها جميع شرائح المجتمع "الديري"، فكانت بوابتهم المعرفية ونافذتهم إلى الأبحاث.

اليوم اقتصر رواد "مكتبة المركز الثقافي" على طلبة الجامعات لإعداد حلقات البحث، وبعض باحثي ومثقفي المحافظة، فزوار مكتبة المركز الثقافي "بدير الزور" يعكسون المستوى الثقافي الذي وصل إليه أبناء المحافظة، فهي المعني بشكل مباشر بكل ما يحتاجه أبناؤها من مراجع ومصادر وكتب تنمي ميولهم الثقافية، وذلك لافتقاد المحافظة إلى مكتبات خاصة تهتم بالكتاب وتوفره إن لم يتواجد في مكتبة المركز الثقافي.

تشتري المكتبة سنوياً ما يقارب 500 عنوان، وهناك قسم تهديه وزارة الثقافة إلى كافة المراكز الثقافية، إضافة إلى ما يهديه مؤلفو المحافظة للمكتبة

"eSyria" زار المكتبة بتاريخ 28/1/2012 والتقى الطالب "مهند قنبر" الذي قال عن سبب مجيئه إلى المكتبة: «أقصدها في أوقات معينة من السنة، خاصة في الفترة التي نكلف فيها بتحضير حلقات البحث في الجامعة، أما في الأوقات الأخرى فلا أقصدها لكون الانترنت يساعدنا في كثير من الأمور ومنها الدراسية».

زوار المكتبة من الطلاب

تصادف وجودنا مع وجود الباحث "عباس طبال" الذي قال عن سبب مجيئه: «تعتبر مكتبة المركز الثقافي مرجع الباحثين لاستكمال بعض المعلومات التي تهمهم، ولكوني أقوم بتأليف كتاب عن المحافظة، فإنني أقصد المكتبة ليكون كتابي موثقاً ودقيقاً بشكل صحيح وسليم».

وعما تضمه المكتبة من عناوين وعدد الزوار حدثنا السيد "أحمد العلي" مدير المركز الثقافي "بدير الزور" إذ قال: «أغلبية زوار المكتبة هم من طلبة الجامعة وذلك من أجل الإعداد لحلقات بحثهم، إضافة إلى زيارة عدد قليل من المفكرين والمثقفين الذين يقصدونها، إما لقراءة الكتب الجديدة التي ضمتها المكتبة، أو لزيادة معرفتهم الثقافية، أو لاهتمامهم بالبحث العلمي».

أمين المكتبة محمد الشاهر

وأضاف "العلي" بالقول: «يرتاد المكتبة يومياً ما يقارب 400 زائر معظمهم من الطلاب، وبعد انتهاء فترة الدراسة الجامعية، تمر أحياناً عدة أيام ولا أحد يقصدها والسبب عزوف كثير من المثقفين والطلاب عن القراءة لوجود البديل وهو التلفاز والانترنت».

وبين أمين المكتبة "محمد الشاهر" بالقول: «في عام 2011 قصد مكتبة المركز الثقافي "بدير الزور" ما يقارب 8 آلاف زائر معظمهم من الطلاب، حيث تضم المكتبة \25\ ألف عنوان، تم أتمتة ما يقارب \24\ ألف عنوان تسهيلاً لخدمة القارئ، فهي تأخذ بعين الاعتبار مختلف الاهتمامات لمختلف قطاعات المجتمع ولبعض المستويات الثقافية».

مكتبة الطفل

وعن كيفية تزويد المكتبة بالكتب قال "الشاهر": «في كل عام نحدد احتياجات الطلبة من المراجع والعناوين والكتب كما نقوم بمخاطبة "جامعة الفرات" لتزودينا بالعناوين التي يرغبها أساتذة الجامعة من أجل إعداد الطلبة لحلقات البحث، ومن ثم نقوم بشرائها من معارض الكتب عندما تقام، علماً أن المركز الثقافي يأخذ 3 آلاف ليرة سورية عن كل معرض يقام فيه».

وأشار "الشاهر" بالقول: «تشتري المكتبة سنوياً ما يقارب 500 عنوان، وهناك قسم تهديه وزارة الثقافة إلى كافة المراكز الثقافية، إضافة إلى ما يهديه مؤلفو المحافظة للمكتبة».

وشرح أمين سر المكتبة السيد "أحمد الأشرم" عن آليات التقسيم التي يعتمدونها فقال: «تقسم المكتبة إلى عشرة أقسام حسب التصنيف العشري والتي تبدأ من (0 -99) معارف عامة، ومن (100- 199) فلسفة عامة، ومن (200- 299) كتب دينية، ومن (300- 399) علوم اجتماعية، ومن (400- 499) علم اللغات، ومن (500-600) علوم، و700 فنون، و800 آداب، و900 للتاريخ، وضمن كل قسم يتم تسلسل الأرقام والرموز بحسب الأحرف الأبجدية، كما يضم المركز مكتبة خاصة بالطفل تضم 1100 عنوان تتميز بشكلها وألوانها التي تناسب الأطفال».