حين تسير في الطريق الممتدة من "دير الزور" إلى "الميادين"، تستقبلك قرية "المريعية" فاتحة ذراعيها، متميزةً بطبيعتها الخلابة والتي تأسر الأنظار، وطيبة أهلها وترحيبهم بالضيوف، العادة التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم، كيف لا وهم أبناء عشيرة "البوخابور" العريقة؟!.

ولتسليط الضوء على هذه القرية التقى eSyria السيد "فوزي الهندي" مختار القرية والذي بدأ حديثه معنا بالقول:

تبلغ مساحة الأراضي القابلة للزراعة /710/ هكتارات تزرع بالمحاصيل الاقتصادية كالقطن والشوندر والقمح والشعير، بالإضافة للخضار الصيفية والشتوية، وهي تسقى عن طريق الجمعية الفلاحية للأراضي القريبة من النهر، وكذلك قسم من الأراضي تتم سقايتها من مشروع ري القطاع الثالث لحوض الفرات، ويبلغ عدد رؤوس الأغنام /36/ ألفا، والماعز /485/ رأسا، ومن الأبقار /2100 / والتي تساهم في زيادة المنتجات الحيوانية من الحليب ومشتقاته واللحوم والصوف

«تقع القرية في الجهة الشرقية لمحافظة "ديرالزور"، ويعود سبب تسمية القرية بهذا الاسم نسبة إلى الجد الأول الذي سكنها وكان يدعى "مرعي" وتصغير لهذا الاسم "مريعي"، وهكذا أصبح يطلق عليها "المريعية"، وهي تقع على الضفة اليمنى لنهر الفرات وتبعد مسافة 10كم عن مدينة "دير الزور" من الجهة الشرقية، ويبلغ تعداد السكان حوالي /11/ ألف نسمة، ويقطنها أبناء عشيرة "البومعيط" والذين ينتمون إلى عشيرة "البوخابور" الذين أقاموا ثورة "البوخابور" ضد المستعمر الفرنسي في 28 أيلول عام 1921، ويتصف أبناء القرية بعادات عربية أصيلة كالنخوة والكرم والمروءة والشجاعة».

المختار فوزي الهندي

والقرية مقسمة إلى أربعة تجمعات رئيسية أفادنا عنها بالقول:

« قرية "المريعية" يخترقها طريق "دير الزور"- "الميادين"، وهي مقسمة إلى أربعة تجمعات سكنية أولها التجمع المحاذي لطريق الميادين عن يمين الطريق وشماله ويوجد في هذا التجمع محلات تجارية ومغاسل للسيارات ومحطات الوقود، أما التجمع الثاني فهو "حويجة المريعية" وهي قريبة من نهر الفرات وهي منطقة سياحية هامة لأبناء محافظة "دير الزور" فهي أكثر المناطق التي يرتادها الناس وخاصةً في فصل الصيف بقصد السباحة وصيد الأسماك، والتجمع الثالث ما يسمى الوسط، ويقع في منتصف القرية، أما التجمع السكاني الرابع فهو "المريعية الشرقية" وهو حدود القرية مع قرية العبد المجاورة».

حويجة المريعية

وفيما يخص الواقع الزراعي والثروة الحيوانية حدثنا عنها قائلاً:

«تبلغ مساحة الأراضي القابلة للزراعة /710/ هكتارات تزرع بالمحاصيل الاقتصادية كالقطن والشوندر والقمح والشعير، بالإضافة للخضار الصيفية والشتوية، وهي تسقى عن طريق الجمعية الفلاحية للأراضي القريبة من النهر، وكذلك قسم من الأراضي تتم سقايتها من مشروع ري القطاع الثالث لحوض الفرات، ويبلغ عدد رؤوس الأغنام /36/ ألفا، والماعز /485/ رأسا، ومن الأبقار /2100 / والتي تساهم في زيادة المنتجات الحيوانية من الحليب ومشتقاته واللحوم والصوف».

صيد الاسماك في حويجة المريعية

والقرية قائمة على مجموعة من البنى التحتية، والتي تقدم مختلف الخدمات لأبنائها، حدثنا عن هذه النقطة الهامة بقوله:

«القرية مخدمة بشبكة طرق ضمن المخطط التنظيمي وكذلك يوجد فيها مجموعة من الطرق الزراعية، وأيضاً الكهرباء وضعها جيد وتصل إلى كافة المنازل، والشوارع منارة، ويوجد في القرية مطحنة ومخبز آلي ليوفر الخبز للمواطنين، وكذلك يوجد محطة تصفية مياه تقوم بتنقية مياه النهر وتوزيعها ضمن شبكة من خطوط الضغط العالي إلى كافة مناطق القرية، ويوجد فيها ثلاث مدارس تعليم أساسي للمرحلة الثانية، وخمس مدارس للمرحلة الأولى، وكذلك فيها وحدة إرشادية داعمة توفر الخدمات الإرشادية الزراعية والبيطرية للإخوة الفلاحين، ويوجد فيها مراكز زراعية، منها مركز الفرات الزراعي والذي يقوم بإنتاج غراس الأشجار المثمرة، ومركز الفرات الرعوي، وينتج الغراس الرعوية لإعادة الغطاء النباتي لبادية "دير الزور" الشامية والجزيرة، ومركز بحوث الأراضي، والمركز العربي "أكساد"».

وللقرية شهداؤها الذين حدثنا عنهم "جاسم العاصي" أحد أبناء القرية بالقول:

«كانت بداية قوافل الشهداء أثناء الثورة ضد الاحتلال الفرنسي وكان من زمرة الشهداء في هذه الفترة "هبل المطر" واستشهد عام 1922، "عبد القادر القاطي" 1922، "خلف كرين الرمان "1922، ومنهم من شارك في المعارك ضد الاحتلال الصهيوني في فلسطين الشهيد "محمد البلال" والشهيد "حمادي حشر العواد" 1948، والشهداء الذين شاركوا في حرب تشرين التحريرية عام 1973 "عطية عبود العرسان"، و"حجي العسكر"، و"رشيد خلف الفرج"، و"عطية النامس "، ومن الذين كان لهم شرف المشاركة في رد العدوان الإسرائيلي عن أهلنا في لبنان عام 1982 "حمدو أحمد الحميد"، و"نوري عواد الشاظي"، و"علي حجي المسعود"، و1983 الشهيد "خليل أحمد العاصي».