قرية "الجفرة" من القرى ذات الطبيعة الخلابة، لكثرة البساتين والأراضي الزراعية فيها، وهي من القرى التي تتبع إدارياً لمجلس المدينة، وهي مكان التقاء فرعي نهر الفرات الصغير والكبير، وكأنه يلفها بذراعيه.

وللتعرف على هذه القرية التقى eSyria الأستاذ "ناجي الحمد" ممثل القرية في مجلس المدينة والذي حدثنا بالقول: «تقع قرية "الجفرة" على الضفة اليمنى لنهر الفرات، الفرع الصغير من الجهة الغربية للقرية، وكذلك على الضفة اليمنى لنهر الفرات الفرع الكبير من الجهة الشمالية، فالنهر بفرعيه يمر بالقرية، وسبب تسميتها بهذا الاسم، أنه في زمن الاحتلال الفرنسي كان أهالي مدينة "دير الزور"، يحفرون حفراً في تلك القرية ليخبئوا فيها الحبوب خوفاً من مصادرتها من قبل جنود الاحتلال، وأطلقوا على تلك الحفر كلمة "جفر" وبعدها أصبحوا يسمونها "جفرة"، ويبلغ عدد سكانها 5200 نسمة ويقطنها أبناء عشيرة "الويسات"، ومساحة أرض القرية 34884 دونماً، وتبعد 7 كم عن مركز مدينة "دير الزور"، وأغلبية سكان القرية يعملون بالزراعة، وتربية الحيوانات الزراعية، حيث يوجد فيها 4593 رأساً من الأغنام و1260 رأساً من الأبقار، ونظراً لوجودها على نهر الفرات تعتبر قرية معطاءة في خيراتها ومنتجاتها الزراعية، وتزرع فيها كافة المحاصيل الزراعية سواءً شتوية مثل القمح والشعير، أو صيفية مثل القطن والذرة، كذلك تعتبر القرية من القرى الأولى التي تزرع الخضار الصيفية، كالبندورة والخيار والباذنجان والكوسا، والخضار الشتوية، مثل البصل والثوم والفول والشوندر الأحمر والسلق والسبانخ والبقدونس والخس والفجل والجزر، وهناك مساحة جيدة من بساتين الفاكهة، وتباع الخضار والفواكه في مدينة "دير الزور" بسوق الهال».

ما زال أهالي قرية "الجفرة" يحافظون على العادات العربية الأصيلة، كالكرم والشجاعة وإغاثة الملهوف، وكذلك محافظين على عاداتهم التي ورثوها عن أجدادهم في الأفراح والأتراح، والقرية يحبها أهلها والدليل على ذلك أنه لا يوجد في المغترب من أبناء القرية إلا القليل، وهم يشكلون نسبة ضئيلة لا تكاد تذكر

وأضاف "الحمد" بالقول: «وهناك من رفع لواء الوطن عالياً وشارك في معارك الشرف، وقدم دمه فداءً للوطن، وهم الشهيد "مخلص طلب الحمود" الذي استشهد في حرب تشرين التحريرية أثناء المعركة مع العدو الصهيوني، والشهيد "صبحي العوض" واستشهد في الأراضي اللبنانية عام 1982 أثناء دفع العدوان الصهيوني عن أرض لبنان الشقيق، وأهم المشاريع الخدمية بالقرية في الستينيات تم بناء مدرسة الجفرة الريفية، وفي عام 1981 تم تمديد شبكة الكهرباء، وجددت الشبكة عدة مرات، وفي عام 1990 تم تمديد شبكة مياه الشرب وهي تعمل بشكل جيد لهذا الوقت، والمياه مصدرها محطات تصفية المدينة، وفي عام 2000 تم تخديم القرية بشبكة الهاتف، وكلما ازداد عدد سكان القرية تزداد المشاريع الخدمية، فأصبح في القرية ثلاث مدارس للتعليم الأساسي، وبدأت المحافظة بشق طرق رئيسية وزراعية تخدم أبناء القرية، ويوجد فيها مركز صحي وهو يقدم كافة الخدمات الطبية والعلاجية والاسعافية لأبناء القرية، كذلك يوجد فيها وحدة إرشادية، تعمل على تقديم الإرشادات الزراعية والبيطرية للإخوة الفلاحين، والكشف على الحقول وتقديم اللقاحات للحيوانات الزراعية، والمساعدة في تسويق المحاصيل الزراعية، ويوجد في القرية جمعية فلاحية تقدم المساعدة للفلاح ضمن حدود النظام الداخلي للجمعيات التعاونية، من حيث تأمين مياه السقاية والبذور والأسمدة والأدوية القاتلة للأعشاب الضارة، ويوجد في القرية ثلاثة مساجد، و"الجفرة" يرتادها هواة صيد الأسماك بالسنارة، فهم يأتون إليها من مدينة "دير الزور" لجمالية مكان التقاء نهر الفرات الصغير والكبير، ولقربها من المدينة، وتلتقي قرية "الجفرة" في نهايتها من الجهة الشمالية مع قرية "حويجة المريعية" وهي من المناطق السياحية الهامة في فصل الصيف».

الاستاذ ناجي الحمد

"محمد العبيد" من أهالي "دير الزور" قال: «قرية "الجفرة" من القرى الجميلة والمعروفة على مستوى المحافظة، بجمال طبيعتها، وخاصةً مكان التقاء فرعي نهر الفرات الصغير والكبير، فتقريباً معظم أبناء المدينة يذهبون إليها، خاصةً في أيام العطل لاصطياد الأسماك، ولاحتوائها على مجموعة جيدة من الأشجار التي تنبت بشكل طبيعي وذات الروائح الزكية، وكذلك ما أعطاها ميزة أخرى هو قربها من المدينة فهي تبعد بحدود 7 كم».

السيد "مروان العلي" من أهالي القرية قال: «ما زال أهالي قرية "الجفرة" يحافظون على العادات العربية الأصيلة، كالكرم والشجاعة وإغاثة الملهوف، وكذلك محافظين على عاداتهم التي ورثوها عن أجدادهم في الأفراح والأتراح، والقرية يحبها أهلها والدليل على ذلك أنه لا يوجد في المغترب من أبناء القرية إلا القليل، وهم يشكلون نسبة ضئيلة لا تكاد تذكر».

الغروب في قرية الجفرة قرب النهر
مدرسة الجفرة للتعليم الاساسي