تشكل المياه العنصر الأساسي للحياة بالنسبة للأنسان والحيوان والنبات، ومن مصادر المياه الأنهار والبحيرات والينابيع ومياه الأمطار, وللاستفادة من مياه الأمطار والسيول المتشكلة تم إنشاء بعض السدود الترابية السطحية "حفر تجميع مياه الأمطار" ومن هذه السدود سد"البوليل" والذي يعتبر من الأماكن الحيوية في وسط البادية.

وللتعرف على هذا السد وما يقدمه من خدمات لأهالي المنطقة التقتeSyria الأستاذ" تركي علي الحسين"رئيس مجلس قرية "الطوب" والذي حدثنا قائلاً:« سد "البوليل" أومايسمى بسد "سعلو"أوالسد الغربي أو سد "الطوب"، فهو يقع في البادية في مواجهة القرى الثلاث، وهو من السدود السطحية الترابية الهامة من الناحية الخدمية والسياحية، أما من الناحية الخدمية فهو يؤمن مياه الشرب للثروة الحيوانية والطيور والحيوانات البرية التي تعيش في البادية، فكان مربي الأغنام الذين يتواجدون في البادية لرعي أغنامهم يتكبدون خسائر مادية وجهد كبير، نتيجة نزولهم من البادية إلى الزور، أي إلى المناطق القريبة من نهر"الفرات" لملىء خزانات المياه المستخدمة في سقاية الأغنام، من السواقي أو من النهر مباشرةً، أما حالياً وبعد إنشاء هذا السد اختصروا المسافات والزمن والخسائر المادية المترتبة عليهم نتيجة نزولهم وبشكل يومي لتأمين المياه لقطعانهم من المياه الوافرة الموجودة في السد، أما من الناحية السياحية فهو عبارة عن منطقة سياحية في وسط البادية يرتادها المواطنين من كافة المناطق المجاورة لقرية "البوليل "ومن مدينة "دير الزور"، وأحياناً يخيم رواد هذا المكان لعدة أيام خاصةً في العطل، لجمالية هذا المكان فهو يجمع بين البيئة المائية والتي تزينها الطيور المتواجدة في محيط السد، وبيئة البادية التي تكثر فيها النباتات البرية والمسطحات الخضراء خاصةً في فصل الربيع والمنظر الرائع لرعي الأغنام والإبل، ويقع هذا السد في الجهة الشرقية لمدينة "ديرا لزور" بحدود 35كم، والجهة الجنوبية لقرية "البوليل "في عمق البادية أما المصدر الوحيد لمياه هذا السد هو الأمطار الهاطلة على البادية، حيث ونتيجة غزارة بعض الهطولات المطرية تتشكل السيول في الشعاب والوديان وللاستفادة من هذه المياه تم إنشاء السد لكي لاتضيع مياه الأمطار دون الفائدة منها بالشكل الأمثل، وبما يخدم الإنسان والحيوانات البرية والأليفة على حدٍ سواء».

نحن مجموعة من الشباب من قرية "الطوب" ونحن من هواة البادية وطلعات الشول وأكثر مكان يستهوينا في البادية هو منطقة السد لأن لها خصوصية معينة عن باقي المناطق وتكاد تكون منفردة بهذه الميزة وأكثر ماأحب مراقبته هو وقت الغروب فوق هذا "السد" وكذلك وقت الشروق، وأثناء نزول أسراب الطيور لشرب الماء، تحس حينها بارتياح وهدوء للنفس وسعادة لاتوصف بعيداً عن الأصوات المزعجة، فالشباب من حولك كأنهم عائلة واحدة، ونحن نبيت في هذا المكان احيانأ يومين أو ثلاث، مصطحبين معنا متاع الرحلة ومستلزمات المبيت

وأضاف الأستاذ"تركي"بالقول:« هذا السد عبارة عن حلقة من سلسلة سدود سطحية وحفر تجميع مياه الأمطار في نهاية مسيل المياه والتي أحياناً تختلط مع المياه القادمة من وديان وشعاب المدن الأخرى مثل "تدمر" لتشكل بحيرات مصغرة تكون كميات المياه فيها ملايين الأمتار المكعبة، وهذه المياه ثروة ثمينة ويجب المحافظة عليها وعدم هدرها واستخدامها بالشكل الأمثل والصحيح، ومنطقة السد مخدمة بطريق يربطها مع طريق"ديرا لزور" الميادين" القديم ونأمل أن تربط مع طريق"ديرا لزو الميادين البوكمال"الجديد والذي يقع في الجهة الشرقية لمنطقة السد ولتكون عقدة طرقية تخدم أهل البادية ومربي الأغنام بالشكل الأمثل، وهنا لابد أن ننوه أن المياه تبقى في السد إلى الموسم القادم فهي لاتنقطع منه أبداً إلا في سنوات الجفاف القاسية، وهناك مسألة غاية في الأهمية وهي أن منطقة السد خالية تماماً من مخلفات المتنزهين وأكياس النايلون، فهم يتقيدون بالعبارات المكتوبة والتي تحث المواطن المحافظة على النظافة».

رئيس مجلس قرية الطوب

كما التقينا السيد"محمد الجاسم" من قرية "البوليل" وهو من مربي الثروة الحيوانية في البادية والذي أفاد بالقول:«هذا السد أراحنا بشكل كبير فقد كنا في السابق نجهز الجرار والصهاريج للنزول إلى نهر الفرات لتعبئة المياه لقطعان الماشية وأحياناً يتم النزول مرتين في اليوم إذا كان الجو حار، فهنا الأغنام تستهلك ضعف كمية المياه، وعند نزولنا لتعبئة المياه قد يستغرق الأمر نصف النهار تقريباً لبعد المكان، وأما حالياً إما أن تشرب قطعاننا من المياه بشكل مباشر أو نأخذ المياه إليها من السد بواسطة الجرار وهذا الأمر كله لايتجاوز ساعة من الزمن، وكذلك لهذا المكان جمالية ويرتاده الناس بشكل دائم لما له من خصوصية عند أهل القرى المجاورة لمنطقة السد».

وللحديث عن هذا السد أيضاً التقينا أحد رواده وهو السيد "عبد الرحمن الحسن "من قرية "الطوب" والذي حدثنا قائلاً:« نحن مجموعة من الشباب من قرية "الطوب" ونحن من هواة البادية وطلعات الشول وأكثر مكان يستهوينا في البادية هو منطقة السد لأن لها خصوصية معينة عن باقي المناطق وتكاد تكون منفردة بهذه الميزة وأكثر ماأحب مراقبته هو وقت الغروب فوق هذا "السد" وكذلك وقت الشروق، وأثناء نزول أسراب الطيور لشرب الماء، تحس حينها بارتياح وهدوء للنفس وسعادة لاتوصف بعيداً عن الأصوات المزعجة، فالشباب من حولك كأنهم عائلة واحدة، ونحن نبيت في هذا المكان احيانأ يومين أو ثلاث، مصطحبين معنا متاع الرحلة ومستلزمات المبيت».

جانب من السد عند الغروب
الابل ترعى في محيط السد