تتميز بلدة "الشميطية" بجوها الساحر وطبيعتها الخلابة وذلك لكثرة المزروعات والبساتين فيها، فتمتد مساحة هذه البلدة بين نهر الفرات الذي يحتويها من جهة الشمال وهضبة مرتفعة تطل عليها من جهة الجنوب، فعندما تنظر إليها من فوق تلك الهضبة المرتفعة، يخيل إليك وكأنها لوحة فنية غاية في الجمالية.

فبلدة "الشميطية" واكبت التطور في مختلف المجالات وتسعى لتتحول من بلدة إلى مجلس مدينة، وهي مسقط رأس الثائر البطل "رمضان الشلاش" الذي أطبق على صدر الإنكليز والفرنسيين لسنوات.

قرية "الشميطية" من أجمل المناطق في مدينة "ديرالزو ر" فهي عبارة عن رقعة خضراء مرسومة على الأرض ويمكنك رؤية جمالها أكثر عند صعودك للجبل المحاذي لهذه القرية من ناحية الجنوب فهي بالفعل تسحر العيون

وللتحدث عن هذه البلدة التقى موقع eSyria الأستاذ "أحمد سلامة الناصر" رئيس مجلس البلدة وهو من مواليد الشميطية 1970 الذي تحدث لنا بالقول: «تقع بلدة "الشميطية" على طريق "دير الزور"- "حلب" وعلى الضفة اليمنى لنهر الفرات وتبعد عن مدينة "دير الزور" حوالي 30كم، ويسكنها أبناء عشيرة "البوسرايا"، وسميت بهذا الاسم لأن أبناءها انتزعوها من البدو بالقوة، أي شمطوها فسميت على هذا الغرار، تبلغ مساحتها الإجمالية 2500 هكتار ومساحة المخطط التنظيمي 285 هكتاراً، عدد سكانها 21700 نسمة وأغلبية سكانها يعملون بالزراعة وتربية المواشي وهناك شريحة واسعة من المتعلمين ويوجد في البلدة عدد من مدارس التعليم الأساسي والثانوي، فمن الثانويات فيها ثانوية للذكور، وأخرى للإناث، وثانوية مهنية وكذلك يوجد فيها مركز صحي يقدم كافة الخدمات الصحية واللقاحات لأبناء البلدة ومركز هاتف يخدم القرية بخطوط آلية، وكذلك يوجد فيها مركز طوارئ كهرباء ويوجد أيضاً محطة لتصفية المياه وضخها إلى المنازل عبر شبكة مياه جديدة، ويوجد في البلدة وحدتان إرشاديتان تقدمان كافة الخدمات والإرشادات للإخوة الفلاحين ويوجد في البلدة أطباء من مختلف الاختصاصات وخمس صيدليات، أحدثت البلدة عام 1987، ومن الانجازات الهامة في البلدة من الناحية الخدمية والتي تهم مصلحة المواطنين وسكان هذه البلدة، تعبيد عدد كبير من الشوارع ضمن المخطط التنظيمي للبلدة وتوسعة الطريق الرئيسي والتي كان أهالي البلدة يعانون منه معاناة كبيرة جداً وخصوصاً في فصل الشتاء ونتيجة هطول الأمطار حيث تصبح الشوارع عبارة عن مستنقعات، ولكن وبعد جهد كبير تم تزفيت نسبة كبيرة من الشوارع وتخلصنا من تلك المعاناة، وكذلك تم تجهيز الحدائق الرئيسية للبلدة وانجاز مشروع مداخل البلدة وفتح وتسوية شوارع جديدة ضمن المخطط التنظيمي وإفراز المخططات في توسعات التنظيم وبيع مقاسم سكنية للإخوة المواطنين وكذلك بناء مواقف للباصات على الطريق الرئيسي الذي يربط البلدة بمدينة "دير الزور" وذلك للتخفيف من قسوة الظروف الجوية من حر الصيف وبرودة الشتاء وتساقط الأمطار بالنسبة لطلاب المدارس والإخوة المواطنين الراغبين بالذهاب إلى المدينة ومن الأعمال المنجزة كذلك توسعة المخطط التنظيمي واستملاك بعض العقارات لتسهيل عمل المواطن وخدمة لأهالي البلدة».

وأضاف رئيس مجلس البلدة بالقول: «يوجد في البلدة تل أثري هام هو تل "طابوس"، وهو يقوم على هضبة طبيعية، محاط بأودية وانهدام تظهر عليه بعض الجدران المشيدة بالحجارة، وهو موقع روماني، ويحتوي على بعض المدافن، أجريت فيه أسبار اختبارية من قبل بعثة "تل عياش" في عام 2003، وهذا التل تم تخديمه من قبل مجلس البلدة بطريق خاص به لسهولة الوصول إليه من قبل السياح وبعثات التنقيب عن الآثار».

وبلدة "الشميطية" مسقط رأس المجاهد "رمضان الشلاش" الذي جاهد ضد الأنكليز والفرنسيين لسنوات طويلة مسجلاً أروع الانتصارات على صفحات التاريخ، حيث ذكر في كتاب رجل من الفرات لمؤلفه المهندس "شادي سلوم" متحدثاً عن الثائر البطل "رمضان شلاش" بالقول: «ولد "رمضان شلاش" عام 1882 في قرية "الشميطية" الواقعة على الفرات غربي مدينة "دير الزور"، وهو ينتمي إلى عشيرة العقيدات، التي تعد من أكبر العشائر الريفية في بلاد الشام عدداً وأوسعها منازل ومزارع وأبعدها في باب الوثوب والمقارعة أثراً، تدرج "رمضان" في المناصب العسكرية في الجيش التركي، ولكنه انضم إلى الجيش العربي عام 1916 وتسلم منصب حاكم الرقة العسكري عام 1919 بأمر من "فيصل بن الحسين"، وبدأ "شلاش" بقتال الإنكليز لتحرير "دير الزور"، وإجبارهم على إخلاء مواقعهم، والرضوخ لشروط الثوار، وشارك "رمضان شلاش" في الثورة السورية الكبرى ضد الفرنسيين، وتابع نضاله متنقلاً في غوطة دمشق، ثم حاول توسيع نطاق ثورته في جهات "حمص وحماة"، فقبض عليه الفرنسيون عام 1926 ووضعوه في الإقامة الجبرية في "بيروت" حتى عام 1937، عاد إلى "دير الزور" بعد العفو الفرنسي عن جميع الثوار الذين شاركوا بالثورة ضد فرنسا، أعلن الثورة في منطقة "البصيرة" بدير الزور عام 1941، فقبض الفرنسيون عليه ووضع تحت الإقامة الجبرية في "بيروت" حتى عام 1946، توفي "رمضان شلاش" عام 1961 في "دمشق" ودفن في مقبرة "الكفل"، ومن بين الأقوال التي تشير إلى خطورة هذا المناضل وقيمته في التاريخ السوري، هو ما قاله "ونستون تشرشل": «عدونا في الشرق اثنان أحدهما هو "لينين" في الشمال، والآخر هو "رمضان شلاش" في الجنوب».‏

"أحمد الحمادي" قال: «قرية "الشميطية" من أجمل المناطق في مدينة "ديرالزو ر" فهي عبارة عن رقعة خضراء مرسومة على الأرض ويمكنك رؤية جمالها أكثر عند صعودك للجبل المحاذي لهذه القرية من ناحية الجنوب فهي بالفعل تسحر العيون».

** مصادر تم الرجوع إليها:

  • كتاب "رمضان شلاش"، رجل من الفرات، من تأليف المهندس شادي فوزات سلوم.