الخضرة، البساتين، الطبيعة الجميلة، هذا ما يمكن أن يمنحه الفرات للقرى والبلدات التي تقع على ضفتيه، ولكنه في بعض الأماكن لا يكتفي بذلك بل قد يهب المنطقة اسماً يتوافق مع موضعها الجغرافي بالنسبة إليه، وهذا تماماً ما حدث في بلدة "الكسرة" البلدة الوادعة... الواقعة على ضفته اليسرى.

وللتعرف أكثر على هذه القرية التقينا السيد "علي حسين البطي" رئيس المجلس البلدي الذي حدثنا قائلاً: «تقع بلدة "الكسرة"على الضفة اليسرى لنهر الفرات وتبعد عن مركز مدينة "دير الزور" حوالي 45 كم إلى الغرب منها، بينما تبلغ مساحة المخطط التنفيذي 225 هكتاراً ويبلغ عدد السكان حوالي 11 ألف نسمة، ومساحة الأراضي القابلة للزراعة حوالي 2700 هكتار».

تقع بلدة "الكسرة"على الضفة اليسرى لنهر الفرات وتبعد عن مركز مدينة "دير الزور" حوالي 45 كم إلى الغرب منها، بينما تبلغ مساحة المخطط التنفيذي 225 هكتاراً ويبلغ عدد السكان حوالي 11 ألف نسمة، ومساحة الأراضي القابلة للزراعة حوالي 2700 هكتار

وفيما يتعلق بسبب التسمية حدثنا السيد "علي محمود المحيمد" مجاز لغة عربية، من أهالي بلدة "الكسرة": «هناك العديد من الروايات التي تتعلق بتسمية المنطقة ومعظم تلك الروايات تستند إلى أساس تاريخي، ولكن الرواية الأرجح والتي يتفق عليها أغلبية أهالي المنطقة هي أن البدو وقبل استيطان العشائر في المنطقة كانوا يردون إلى نهر الفرات من هذه المنطقة التي ينحرف فيها النهر، أي يغير مساره أو كما يقال بالعامية "ينكسر ويقال عن منطقة الانحراف كسر" و على هذا فالغالب أن قبائل البدو أسمت هذه المنطقة بالكسرة بإيحاء من نهر الفرات».

الأستاذ راغب الحطاب

وحول الحالة الاجتماعية والعشيرة التي ينتسب إليها أهالي المنطقة التقينا من أهالي المنطقة السيد"مراد محمد السعدون" الذي أفادنا قائلاً: «ينتسب أهالي "الكسرة" إلى عشيرة "المناصرة" والتي تتفرع منها عدة عشائر منها عشيرة "العلاوي" وعشيرة "الحمد العلي" وعشيرة "الدريعات"، ولا تزال البلدة تحتفظ بالطابع الريفي البسيط بما يتميز به من تواصل اجتماعي بين الأهالي والتعاضد بينهم في المواسم الزراعية والاجتماعية في الفرح والحزن».

وحول الخدمات المتوافرة في البلدة تحدث السيد "البطي": «تعتمد البلدة بشكل أساسي على الزراعة وتربية الحيوان بالإضافة إلى العمالة المهاجرة، وتضم البلدة مشفى عاما يخدم المنطقة بالإضافة إلى مصرف زراعي ومركز صحي يؤمن الخدمات الطبية مع كافة اللقاحات الضرورية، كما أن لدينا مركز طوارئ كهرباء ومركز اتصالات، ومصلحة وقاية المزروعات وثلاث جمعيات زراعية وخمس جمعيات غنامية، بالإضافة إلى مجمع تربوي، ومحكمة صلح، وفي البلدة خمس مدارس ابتدائية وثلاث مدارس إعدادية وثانوية واحدة، كما أن افتتاح جامعة الفرات في "ديرالزور" أعطى حافزاً لكثير من الشباب من أجل مواصلة التعليم العالي».

الأستاذ علي المحيمد

وعن الحالة الثقافية في البلدة التقينا السيد "راغب الحطاب" مدير المركز الثقافي في "الكسرة" الذي حدثنا بالقول: «نستطيع أن نقول إن النشاط الثقافي في "الكسرة" يعتمد بشكل أساسي على عمل المركز الثقافي ما يضاعف المسؤولية التي نشعر بها وإصرارنا على محاولة استقطاب العدد الأكبر من الأهالي لمتابعة أنشطتنا من خلال الدعاية وإقامة محاضرات نوعية واستقطاب أدباء مميزين من "دير الزور" أو من خارجها، كما نحاول أن نركز على شريحة الأطفال ومحاولة جذبهم إلى القراءة وذلك بالتعاون مع المدارس الحكومية، حيث أن لدينا مكتبة خاصة بكتب الأطفال الأدبية والعلمية تتم استعارة بعض هذه الكتب بالتنسيق مع الإدارة، وعموماً فإن النشاط الثقافي في الشتاء أميز منه في الصيف».

وحول الآثار الموجودة في "الكسرة" حدثنا الباحث "مازن شاهين" بالقول: «يوجد في بلدة "الكسرة" ثلاث تلال أثرية هي:

الأستاذ مراد السعدون

-تل "الكسرة" يبعد قليلاً عن مجرى نهر الفرات وهو تل كبير المساحة مختلف الطبوغرافيا لوجود أودية، ومؤلف من عدة تلال، يحيط بالموقع سور ويعود تاريخ المدينة إلى الفترة الرومانية، تجري فيه تنقيبات أثرية.

-تل أبو ردان : تل يقع على الضفة اليسرى لنهر لفرات ويبتعد عنه في منطقة الجزيرة، يتبع لناحية "الكسرة" لم تجر فيه تنقيبات أثرية.

-تل كليب الحمة: تل صغير يقع شمالي "الكسرة" ببادية الجزيرة قليل الإرتفاع يتبع لناحية "الكسرة"، لم تجر فيه تنقيبات أثرية».