حين تسير في شوارعها ستجد بساطة الحياة التي سرقتها حركة التطور من القرى المجاورة، والحس الجماعي الذي تميز به أبناء الريف، بالإضافة إلى الوداعة والكرم، يضاف إلى ذلك الجمال الذي وهبها إياه الخالق عز وجل من خلال مجاورتها "للفرات".

إنها قرية "الطوب" والتي تقع كما حدد موقعها الباحث "مازن شاهين": «شرق "دير الزور" على بعد 30 كم، يحدها شرقاً نهر "الفرات" وشمالاً بلدة قطعة "البوليل" وجنوباً بلدة "سعلو"».

شرق "دير الزور" على بعد 30 كم، يحدها شرقاً نهر "الفرات" وشمالاً بلدة قطعة "البوليل" وجنوباً بلدة "سعلو"

أما حول سبب التسمية فقد تحدث عنه السيد "ظاهر العكلة" وهو من أهالي قرية "الطوب" بالقول: «ترجع التسمية إلى بداية القرن الماضي وتحديداً إلى زمن الاحتلال الفرنسي حيث كان عامة الناس يسمون القذائف التي تلقي بها المدافع الفرنسية بـ"الطوب" وبما أن المنطقة لها تاريخ مع الثورة والثوار ضد المحتل فقد كانت تضرب بـ"الطوب" ومن هنا جاءت التسمية».

السيد تركي علي الحسين

وللتعرف أكثر هذه القرية الهادئة التقينا السيد "تركي علي الحسين" رئيس مجلس قرية "الطوب" الذي تحدث إلينا قائلاً: «تبلغ المساحة الإجمالية لقرية "الطوب" 350 هكتاراً أما الأراضي القابلة للزراعة فتبلغ حوالي 300 هكتار، بينما عدد سكانها فيبلغ حوالي 7862 نسمة، وتعتمد القرية في مدخولها الاقتصادي بالدرجة الأولى على الزراعة وبالأخص على زراعة "القمح والقطن والذرة والشوندر السكري والخضراوات الصيفية والشتوية والأشجار المثمرة وكذلك على تربية المواشي من "أبقار وأغنام وخيول"».

وحول أهم الانجازات التي تمت في القرية خلال السنوات الماضية أضاف: «أهم الانجازات في القرية كانت عبارة عن فتح مشاريع طرق ضمن المخطط التنظيمي في عدة مناطق في القرية، وتحويل أعمدة التوتر متوسط عن مسار شوارع ضمن المخطط أيضاً، فتح وتعبيد وتزفيت شوارع خارج المخطط، بناء مدرسة ابتدائية بالحي الجنوبي جاهزة للتسليم، فتح طريق للمقبرة في "الطوب"، استبدال كافة شبكات (الأترنيت) القديمة بشبكات حديثة، تمديد شبكة فرعية بحيث تصل المياه إلى كافة الشوارع والمنازل في القرية، تمديد شبكات كهرباء بحيث تشمل أيضاً كافة منازل القرية وهناك مشاريع أخرى قيد الانجاز».

مجلس قرية الطوب

وعن أهم ما تتميز به بقرية "الطوب" تابع قائلاً: «قرية "الطوب" قرية هادئة وأهم ما تتميز به هو النسيج الشعبي المتين الذي يربط بين أبنائها، حيث نشعر في قريتنا بذات الشعور الذي كان يحس به الفلاح قبل أن يؤدي التطور إلى تغير العلاقات الاجتماعية في الريف، كما لا تمر بقريتنا الخلافات التي يمكن أن تمر بالقرى المجاورة وذلك رغم تعدد الانتماءات القبلية ففي القرية نجد عشيرة "البوعيسى" وعشيرة "البوحسن" وعشيرة "البو خلف" وعشيرة "البو جامل" وعشيرة "الظريفات"».

أما فيما يتعلق بالحالة التعليمية وبالأنشطة الثقافية فتحدث قائلاً: «يوجد في القرية ثلاث مدارس ابتدائية ومدرسة إعدادية بالإضافة إلى مدرسة ثانوية، وتشهد مدارس القرية إقبالاً كبيراً من الطلبة على العلم، وإصراراً من الأهالي على تعليم أبنائهم، وقد شجع افتتاح جامعة "الفرات" في "دير الزور" الطلبة على مواصلة الدراسة الجامعية والالتحاق بصفوفها، أما فيما يتعلق بالنشاط الثقافي فلا يوجد في قرية "الطوب" مركز ثقافي ولكننا نحاول أن نعوض ذلك بشكل دائم وفي مختلف مناحي الحياة وخاصة فيما يتعلق بالصحة العامة والتوعية التي تتطلبها من خلال التنسيق مع المركز الصحي في القرية».

وفيما يخص الأماكن السياحية في قرية الطوب فتابع بالقول: «قرية "الطوب" تقع على نهر "الفرات" الذي لا يخلو شبر من الأرض الممتدة على ضفافه من آثار حضارات قديمة، ويتبع لقرية "الطوب" تل أثري كبير المساحة وغير مرتفع، كما تحتوي القرية على "حويجة - جزيرة نهرية" متسعة فائقة الجمال تعيش فيها أنواع متعددة من الطيور والأشجار الحراجية، وهي معلم سياحي يمكن استثماره بصورة جيدة تسهم في تنشيط السياحة».