اشتهرت بدوالي العنب فيها فسميت قديماً "الدالية"، ذاع صيت عين الماء التي تفجرت فيها فصارت مقصداً للسياح، أبدع أهلها بصناعة السجاد اليدوي فتطور فيها واشتهرت به، إنها مدينة "القورية" إحدى مدن محافظة "دير الزور" والتي تقع وفق تحديد الأستاذ "مازن شاهين" لموقعها: «على الضفة اليمنى لنهر "الفرات" على بعد 62 كم جنوب شرق "دير الزور" فيها 4000 هكتار أراضٍ قابلة للزراعة بينما يبلغ عدد سكانها قرابة 36 ألف نسمة».

وللتعرف أكثر على مدينة "القورية" التقينا بالسيد "حسن الحميد" من أهالي مدينة "القورية" الذي بدأ بالتعريف بها بالقول:«"القورية" كما تؤكد الدراسات والمكتشفات الأثرية كانت تسمى "الدالية" وتعود إلى الألف الخامسة قبل الميلاد وعرفت "بالدالية" بسبب كثرة دوالي العنب فيها، ذكرها "ياقوت الحموي" في معجم البلدان بالقول: تقع "الدالية" بين "رحبة مالك بن طوق" وعانة على الضفة الغربية لنهر الفرات وتشتهر بكثرة دوالي العنب والأشجار المثمرة وطرق الري المتعددة ومنها الأقنية الرومانية، كما يؤكد ذلك وجود النواعير».

إنشاء شعبة السجل المدني، بناء حديث للمركز الثقافي، مشروع صرف صحي في منطقة "الزوية"، شوارع رئيسية وفرعية، تعبيد وتزفيت الطرق الرئيسية وعددها 4 طرق، افتتاح دار للتوليد، افتتاح عدة مدارس ابتدائية وإعدادية بالاضافة إلى مدرسة ثانوية، افتتاح محطتين لتصفية المياه، بناء مرآب لآليات مجلس المدينة، النافذة الواحدة لمجلس المدينة

وحول أهم ما تتميز به المدينة التقينا برئيس المجلس البلدي فيها السيد"محمد سلامة محمد الأحمد" الذي أفادنا قائلاً :«تتميز "القورية" بالسجاد اليدوي ففيها مصنع من أهم مصانع السجاد اليدوي الذي اشتهرت به المدينة.

بقايا النواعير في مدينة القورية

كما تتميز "القورية" بالخضراوات وجودتها وخاصة "الخيار والبندورة والبطيخ" وبكثرة الدوالي وجودة العنب، والاعتماد الأساسي لأبناء المدينة على الزراعة وتربية المواشي وتأتي في المرتبة الثانية -من حيث المدخول الإقتصادي- العمالة المهاجرة.

هذا بالإضافة إلى شهرتها الكبيرة في مجال حفظ القرآن الكريم عند أبنائها ففيها أكثر من 350 حافظ للقرآن 150 نساء و200 رجال وهناك ظاهرة سنوية تتعلق بتخريج الحفظة في كل عام وذلك بإشراف لجان مختصة من محافظات أخرى وبالتنسيق مع مديرية الأوقاف في "دير الزور".

السيد محمد سلامة الأحمد

كما تتميز بطبيعتها الجميلة ووجود نبع ماء "عين علي" الذي يؤمه السياح من مختلف المناطق لجماله وقيمته الدينية المرتبطة بالإمام "علي" كرم الله وجهه».

وفيما يتعلق بأهم الانجازات التي تمت في المدينة في السنوات الأخيرة فقد تابع بالقول : «إنشاء شعبة السجل المدني، بناء حديث للمركز الثقافي، مشروع صرف صحي في منطقة "الزوية"، شوارع رئيسية وفرعية، تعبيد وتزفيت الطرق الرئيسية وعددها 4 طرق، افتتاح دار للتوليد، افتتاح عدة مدارس ابتدائية وإعدادية بالاضافة إلى مدرسة ثانوية، افتتاح محطتين لتصفية المياه، بناء مرآب لآليات مجلس المدينة، النافذة الواحدة لمجلس المدينة».

وعن الخدمات التعليمية والخدمات الأخرى المتوفرة في المدينة أضاف: «بالنسبة للوضع التعليمي يوجد في القورية 23 مدرسة منها 6 مدارس إعدادية و3 ثانوية ومدرسة للمهن النسوية.

عدد طلاب "القورية" في الصف الأول الابتدائي وحده 1650 طالب بينما العدد الإجمالي للطلاب فيها 7266 طالب في مرحلتي التعليم الأساسي والثانوي، كما وتتميز مدينتنا بوجود نسبة كبيرة من أبنائها معظمهم حاصل على درجات علمية عالية خارج القطر».

أما عن الحالة الثقافية في القورية فقد التقينا بالسيد "غازي كمال البرازي" مدير المركز الثقافي الذي تحدث إلينا قائلاً : «نحن نبذل قصارى جهدنا لدعم الحركة الثقافية ولدينا عدد كبير من الأدباء من أبناء المدينة مثل "كاسر الهارون" و"هادي الندوان" و"إبراهيم العلي" و"غانم الساير" ونعمل على التنسيق مع كافة الجهات من أجل تطوير عمل المركز بما يخدم الأدب والثقافة عموماً.

وبالنسبة للسياحة لدينا منطقة سياحية هي "عين علي" التي تستقطب الكثير من السياح وعين "علي" تقع على بعد 5 كم تقريباً عن مركز مدينة القورية ولها مكانة دينية واجتماعية وهي عبارة عن منارة ماتزال قائمة و يتوسط هذه المنارة درج دائري كان يستخدم في الصعود من أجل تأدية الأذان وهذه المنارة بنيت مع تجديد بناء "الرحبة" في العهد العباسي بالقرب من نبع "عين علي" التي تذكر السير السير الشعبية بأن ماءها انفجر تماماً في موضع حافر فرس الإمام "علي بن أبي طالب" كرم الله وجهه».