بين سفوح الجبال والسهول الخصبة، تتربع بلدة "القصبي" الممتدة على شكل شريط بطول 20 كم يحاذي سرير "الفرات"، وعلى بعد كيلومترات قلة منها تتربع قلعتاها الشامختان على ضفتي النهر.

وللتعرف على هذه البلدة الجميلة التقى موقع eDeiralzor السيد "مسلط العيسى" رئيس البلدية والذي حدثنا عنها قائلاً:

على الرغم من توضع آثار "حلبية وزلبية" الشهيرة في بداية البلدة إلا أن الطريق العام المؤدي إليها سيئ لأبعد الحدود، والذي يتسبب بالعديد من الحوادث المرورية، كما أن الصرف الصحي في البلدة شبه منعدم، ولا تزال أغلب مناطق البلدة غير محددة ومحررة، الأمر الذي يتسبب بالكثير من الإشكاليات في عمليات تراخيص البناء، كما لا تزال البلدة غير مخدمة بالهاتف الثابت حيث تلقينا العديد من الوعود لكنها لم تسمن أو تغني من جوع حتى هذا التاريخ

«تقع البلدة على الضفة اليمنى لنهر "الفرات"، على بعد 60 كم غرب مدينة "دير الزور"، وتعتبر الحدود الفاصلة بين محافظتي "دير الزور والرقة"، وتبدأ البلدة من آثار "حلبية وزلبية" شرقاً، حتى حدود قرية "معدان عتيق" غرباً، وتصل مساحة مخططها التنظيمي حوالي 800 هكتار، وتمتلك البلدة طبيعة جميلة خلابة، تتعانق فيها جبالها الشامخة مع السهول والحوائج النهرية الخصبة، كما تقع البلدة بين سلسلة جبلية تحاذي بشكل مباشر سرير "الفرات"، فترى سهولها تتسع تارة فتعطي الفلاحين حقولاً خصبة وتضيق تارة أخرى لتوصل الصحراء بالنهر، وتشتهر البلدة بزراعة قصب السكر منذ القديم، لهذا باتت تعرف ببلدة "القصبي".

مسلط العيسى

ويبلغ عدد سكان البلدة حوالي سبعة آلاف نسمة، يعمل أغلبهم بالزراعة وتربية المواشي، وتصل مساحة الأراضي القابلة للزراعة فيها 413 هكتاراً، كما تمتلك ثروة حيوانية قوامها 105آلاف رأس من الأغنام، و5200 من الماعز نظراً لطبيعة البلدة الجبلية التي تناسب هذا النوع من المواشي، إضافة لأكثر من 300 بقرة.

ويتوفر في البلدة بعض الخدمات، كمحطة تصفية مياه، جمعية فلاحية، وست مدارس للتعليم الأساسي، كما تضم البلدة مسجدين هي "العبادة"، "الدندل".

حلبية وزلبية

وللبلدة تاريخها الذي سطره شهداؤها الأبرار نذكر منهم: الشهيد "حمود جمال الهمال"، والشهيد "سيف علي المحمد"، كما يتصف سكانها بتمسكهم بالعادات والتقاليد العربية الأصيلة والصفات التي يتميز بها الإنسان العربي كالنخوة والمروءة والكرم والشجاعة».

ويضيف السيد "العيسى" قائلاَ: «يقابل البلدة في وسط النهر حويجة "القصبي"، حيث تقع على مساحة 650 دونماً، وتعتبر تربتها من أغنى وأخصب الترب، فهي ترب متجددة باستمرار بفضل فيضان نهر "الفرات"، وتحوي أشجار "الغرب"، و"الطرفاء"، و"الصفصاف"، كما يوجد فيها بعض النباتات العشبية مثل "الشوفان"، "النعناع"، "البابونج"، "الخردل البري".

نبع ماء

ويسكن هذه الحوائج العديد من الحيوانات والطيور مثل "العصفور الدوري"، "الدراج"، "الغراب"، "القطا"، "الفري"، إضافة إلى بعض الجوارح ومنها "العقاب" و"الباشق" و"الباز" و"الصقر"».

أما عن الواقع الخدمي والصعوبات التي تعاني منها البلدة فقد تحدث عنها للموقع السيد "خالد الناصر" مدير مدرسة "القصبي" الشرقية قائلاَ: «على الرغم من توضع آثار "حلبية وزلبية" الشهيرة في بداية البلدة إلا أن الطريق العام المؤدي إليها سيئ لأبعد الحدود، والذي يتسبب بالعديد من الحوادث المرورية، كما أن الصرف الصحي في البلدة شبه منعدم، ولا تزال أغلب مناطق البلدة غير محددة ومحررة، الأمر الذي يتسبب بالكثير من الإشكاليات في عمليات تراخيص البناء، كما لا تزال البلدة غير مخدمة بالهاتف الثابت حيث تلقينا العديد من الوعود لكنها لم تسمن أو تغني من جوع حتى هذا التاريخ».

أما عن المعالم والأوابد الأثرية في هذه البلدة فقد حدثنا عنها الباحث الأثري "يعرب العبد الله" قائلا: «تتربع في بداية البلدة من جهة الشرق أشهر آثار في محافظة "دير الزور"، وهي قلعة "حلبية" من الجهة الجنوبية للفرات، وترتفع عن سطح البحر في أعلى نقطة بها بمقدار 376 متراً، وقد تم بناؤها بشكل محكم، حيث تقع القلعة على قمة الجبل وتنحدر من جانبيها أسوار على طول السفحين وصولاً إلى أدنى نقطة على الأرض، عند سرير النهر، وتقابلها من الجهة الشمالية قلعة "زلبية"، وقد بنيت جل أبنية هاتين القلعتين من الصخر الأسود، وذلك لوقوعهما على سفح جبل "الحمة".

وجاء ذكر هاتين القلعتين عبر التاريخ في العديد من المراجع، حيث عرف "ياقوت الحموي" في معجمه "معجم البلدان"، قلعة "حلبية" على أنها قلعة "الزباء" (نائلة العمليقي) صاحبة "جذيمة الأبرش"، وذكر أنها معقل في عنان السماء ومدينة قديمة حسنة الآثار، ولعل أقدم ذكر ورد لقلعة "حلبية" هو ما يراه "موسل" على أنها مدينة "دور كرباتي" الآشورية التي بنيت بأمر من "آشور نصر بال" عام 877 ق.م».