"إذا أنت لم تعيّد في الشيخ ياسين فإنك لم تعيّد إذاً"، هذه العبارة يرددها كل الأطفال في "دير الزور" رغم وجود ألعاب أكثر حداثة بكثير في أماكن أخرى، لماذا يرجع الجميع إلى "الشيخ ياسين"، ما خصوصية هذه المنطقة، متى بدأ العيد فيها؟

eSyria التقى السيد "خليل إبراهيم" 55 سنة من أبناء منطقة "الشيخ ياسين" الذي حدثنا عن تاريخها قائلاً: «يعود تاريخ العيد في هذه المنطقة إلى العهد العثماني ولكنك لا تستطيع أن تذكر العام بالتحديد الذي بدأ فيه ولكني أذكر منذ حوالي خمسين سنة أن أطفال "دير الزور" كانوا يتجمهرون هنا ليركبوا "الحنتور" الذي يصيح صاحبه قائلاً: «بفرنك إلى المشنوق أو القبب» وهما منطقتان تقعان في "المنطقة الصناعية" حالياً وبفرنك أيضاً إلى المشفى "الأمريكاني" "الفرات" حالياً، وقد حدثني السيد "رشاد خليل" رحمه الله أحد تجار "السوق المقبي" أن مظاهر العيد كانت تنطلق من هنا منذ أكثر من 80 عاماً حيث كان يعيها تماماً وعمره 5 سنوات، ولا بد أنها بدأت قبل ذلك بكثير».

الألعاب هنا أكثر متعة وأرخص لذلك آتي إليها في كل عيد

أما عن الأسباب التي جعلت العيد يتمركز هنا فأعتقد أن ذلك ينبع من أهمية المنطقة تاريخياً فمن هنا كان يساق الشبان للخدمة في الجيش العثماني "السفر برلك" ومن هنا كان الحجيج ينطلقون بعد اجتماعهم في هذا المكان كما أن هذه المنطقة كانت ملتقى البدو وأهل الريف الذين يأتون إلى المدينة وإلى جانب المكان الذي تنصب فيه المراجيح حالياً وجدت في السابق مقبرة كبيرة، كانت تسمى مقبرة "الغرباء" كما أن هناك كراجان كبيران قديمان يطلان عليها هما "الحرية والرجا" وهما مغلقان حالياً.

لعبة الدويخة من أهم العاب عيد الشيخ ياسين.

وعن الأسباب التي جعلت المنطقة تستمر بإعطاء طابع البهجة في كل عيد رغم توسع المدينة ووجود

أماكن لعب ولهو حديثة أجابنا السيد"رمضان الحسين"قائلاً :«يظل الآباء يحنون إلى الأماكن التي لعبوا فيها في طفولتهم ويحضرون أبناءهم إلى هنا فيعتادون المكان ويرتبط في أذهانهم بالفرح».

"القليبية"

وعن تعامل الأهالي مع هذه الظاهرة ومع ضجة العيد التقينا السيد"أحمد الحسين" الذي أفادنا قائلاً :«أهل المنطقة اعتادوا على صخب الأطفال وألفوه وبالتأكيد لم يعد الأمر مزعجاً بل على العكس أهل المنطقة يفرحون كثيراً بفرح الأطفال».

eSyria استطلع آراء بعض المحتفلين بعيد "الشيخ ياسين":

الطفل أحمد بركات المحمد.

السيدة"سمرة الفلاح" قالت :«المكان هنا أكثر بهجة من أي مكان آخر والألعاب هنا ليست خطرة لذلك أحضر أطفالي إلى هنا».

الطفل "أحمد بركات المحمد" قال: «الألعاب هنا أكثر متعة وأرخص لذلك آتي إليها في كل عيد».