ارتبط اسم شارع "ستة إلا ربع" باسم "ديرالزور" ووصلت شهرته إلى خارج القطر، فالكثير من أبناء الدول العربية الأخرى سمعوا عنه قبل أن يسمعوا بمدينة "ديرالزور" ذاتها، ويبدو أن الاسم الغريب كان له الفضل الأعظم والسبب الأهم في هذه الشهرة...

مراسلة eDeir-alzor قامت بزيارة ميدانية للشارع وحول سر تسميته بهذا الاسم الغريب حصلت على الإجابات التالية :

إن المدمنين على زيارة هذا السوق مستوى العقل والتفكير لديهم "ستة إلا ربع" هي الأرجح والأصح من بين جميع الفرضيات

يقول التاجر"سعد المحمد" صاحب محل ألبسة في السوق:

احد فروع شارع ستة الاربع

«إن الشباب والبنات الذين ينزلون إلى السوق يوميا يختارون الساعة السادسة إلا ربع تقريبا من أجل تسوقهم فيه في فترات الصيف مع انكسار حدة الشمس، وهذا التوقيت هو نفسه يكون شتاء لكن مع عودة هؤلاء إلى منازلهم وليس نزولهم لكون نهار "ديرالزور" قصير شتاء».

أما السبب الأرجح برأي السيدة "فوزية شاهين " فهو تشبيه "الديريين" قديما لكل من يداوم على زيارة السوق من الشباب والشابات بأن عقله "ستة إلا ربع" أي غير مكتمل لكونه يهتم بقضايا العشق والغرام المرفوضة اجتماعيا وهذا السوق كما هو معروف بين أبناء المنطقة يعد سابقا المكان الأول للقاء المحبين والعشاق.

شارع ستة الاربع

الشاب "عمار" وعدد كبير من أصدقائه الذين اعتادوا زيارة السوق أو كما يسميه "الديريون" شارع "ستة إلا ربع" بشكل يومي دون انقطاع قالوا:

«السبب الأساسي للتسمية يعود إلى عرض الشارع الذي يبلغ ستة أمتار إلا ربع في حين يبلغ عرض الشوارع المجاورة له ستة أمتار كاملة».

شارع ستة الاربع 1

الباحث في التراث"عباس الطبال" أشار إلى أن الناس في "ديرالزور" يظنون بأن هذا الشارع تكمن تسميته في عرضه، لكن "الطبال" أكد بأن الفرضية التي تقول:

«إن المدمنين على زيارة هذا السوق مستوى العقل والتفكير لديهم "ستة إلا ربع" هي الأرجح والأصح من بين جميع الفرضيات».

وفسر الباحث "عباس الطبال" أسباب تحديد هذا الرقم لبيان المستوى المتدني لعقل الإنسان بالقول:

«قبيل عقود من الزمن كان المتداول بين الناس في "ديرالزور" أن درجة الرؤية الكاملة لدى أي إنسان هي ست درجات، وكل نقص في هذه الدرجات يضعف الرؤية بشكل تلقائي، وقد وضعت هذه الدرجات الكمالية لقياس درجة عقل الشخص وذكائه وثقافته، وبما أن أكثر زبائن هذا السوق من المراهقين والمراهقات الذين لم تكتمل عقولهم وخبراتهم الحياتية بعد، أو من النساء الذين يوصفون لدى الكثير من العامة بأنهم ناقصات عقل، فإن هذه الدرجات طبقت على وصف عقول هؤلاء الأمر الذي يجعل هذا السبب هو الأرجح في التسمية».

ويعد شارع "ستة إلا ربع" المنطقة التجارية الأولى في "ديرالزور"، كما لاحظنا في زيارتنا لشارع "ستة إلا ربع"، وما لفت نظر eDeir-alzor أن:

«الشارع عبارة عن سوق تجاري نسائي بالدرجة الأولى، كما يوصف بأنه المركز الأول لآخر صيحات الموضة والأزياء ودخلت في الآونة الأخيرة محلات الألبسة الرجالية، و أصبحت الحارات المتفرعة عنه أسواقا بحد ذاتها وأخذ بعضها يمتد إلى الحارات الأخرى مع افتتاح المزيد من المحال التجارية، ونال السوق خلال السنوات القليلة الماضية كل الاهتمام من الناحية الخدمية، وتم تزويده بتمديدات كهربائية متطورة كما رصف بالبلاط بشكل كامل مما جعله يظهر بشكل جمالي متميز، حتى أصبح سوقا سياحيا، ومقصدا لأبناء "ديرالزور" وزوارها سواء للتسلية أو للتسوق».

أما الملاحظة التي تطرح علامات استفهام غريبة فهي وجود لوحة تعريفية عند مدخل السوق حملت اسم "الميسات" وهو الاسم الرسمي المسجل في مجلس مدينة "ديرالزور"، ولكن لايتجاوز عدد الأشخاص الذين يعرفون هذا الاسم أصابع اليد الواحدة، ليبقى اسم "ستة إلا ربع" مرتبطا باسم مدينة "ديرالزور"، وذاكرة أبنائها وكل من زارها وزار شارع "ستة إلا ربع" الذي يكاد ينافس الجسر المعلق رمز "ديرالزور" في شهرته.