رغم مساحتها الكبيرة جداً، والتي ربما قد تشعرك باستحالة أن تراها ممتلئة بالناس، إلا أنك لو زرت الحديقة المركزية في "دير الزور" بعد الساعة الثامنة مساء في فصل الصيف، ستجدها ممتلئة بالزوار، العائلات، الشباب، الصبايا، الأطفال، وبكل ما يرافقهم من صخب وحركة وأصوات متنوعة يختلط بها أصوات الباعة الجوالين وحراس المرج في الحديقة، وهذا يعتبر جديداً في محافظة لا يمتلك أهلها ثقافة (السيران) وما يتعلق به من طقوس.

eDeir-alzor قصد الحديقة الواقعة في مركز المدينة، وبالتحديد في المنطقة المسماة بـ (الحركة) بسبب انطلاق باصات النقل الداخلي منها، والتقى بعائلة السيد "عمار العبد" الذي قال:

نحن نساء هذه المحافظة مكتوب علينا التعب، فالعجاج كما تعلم يومي أو شبه يومي، وتنظيفه يطلب منا عملاً طويلاً، خاصة في (العجتين) الأخيرتين، ولهذا فإن الحديقة والجلوس بها فرصة ذهبية، خاصة أن الحديقة واسعة وهواؤها عليل. نأتي إلى الحديقة مرة في الأسبوع، ولو كان الأمر بيدي، لأتيت كل يوم

«الحديقة المركزية متنفس جيد لأهالي "دير الزور"، وكما ترون، فإنها تغص بالزوار بكل أنوعهم، وبالنسبة لي، هذه هي المرة الثانية التي أزور فيها الحديقة، لأنني تأكدت من بعض المعارف أن زيادة حراستها ورقابتها منعت بعض المشاكل التي حصلت سابقاً، وكانت تمنعني من زيارتها مع أسرتي، خاصة أنني والد لفتيات شابات.

الحديقة-العامة

والآن، نحن نقضي أوقاتاً ممتعة في الحديقة، وأنصح كل من لم يزرها بزيارتها».

أما زوجته السيدة "أم مالك"، وحالها كحال كل نساء "دير الزور"، متعبة من تنظيف العجاج شبه اليومي فقالت:

الحديقة من الأعلى

«نحن نساء هذه المحافظة مكتوب علينا التعب، فالعجاج كما تعلم يومي أو شبه يومي، وتنظيفه يطلب منا عملاً طويلاً، خاصة في (العجتين) الأخيرتين، ولهذا فإن الحديقة والجلوس بها فرصة ذهبية، خاصة أن الحديقة واسعة وهواؤها عليل.

نأتي إلى الحديقة مرة في الأسبوع، ولو كان الأمر بيدي، لأتيت كل يوم».

وعن الحديقة وتفاصيلها، حدثنا رئيس مجلس المدينة السيد "مروان الحسبات" خلال زيارتنا له قائلاً:

«أحدثت الحديقة المركزية عام 1998 وتم افتتاحها عام 2003، وتمتد على مساحة 40 دونماً.

صممت الحديقة على نظام حدائق قصر فرساي في "فرنسا"، حيث يوجد فيها شارع وسطي عريض، فيه بحرات، يوازيه شارعين فرعيين جانبيين تتصل مع الشارع الرئيسي عبر ممرات مائلة.

الشارع الوسطي فيه 11 بحرة مختلفة الأشكال والأبعاد، ويوجد داخل الحديقة ثلاثة مقاهي شعبية، بالإضافة إلى ساحة تحتوي على ملاعب أطفال، وتشكل المساحة الخضراء 60% من مساحة الحديقة».

جدير بالذكر أن للحديقة مدخلين، واحد من جهة (الحركة)، والثاني من الجهة الشرقية، وذلك لتسهيل دخول الزوار القادمين من شرق المدينة.