مسجد أصبح أحد معالم المدينة، وارتبط اسمه باسم الذي بناه وعائلته أيضاً، الذين لا يزالون قائمين عليه وعلى خدمته وإقامة مجالس الذكر والدروس إنه مسجد "الراوي" أو "تكية الراوي" كما هو معروف لدى أهل البلد جميعاً.

eDir-alzor التقى الشيخ "عمار الراوي" بتاريخ 3/9/2008 الذي حدثنا عن التكية:

تأسست تكية "الراوي" عام/1882/م، وتم الانتهاء من بنائها عام/ 1886/م. بإشراف وجهود السيد "أحمد الراوي"، حيث اشترى أرضها من ماله الخاص وجعلها وقفاً في سبيل الله ولذريته من بعده، كان السيد "أحمد" من رجال الله الصالحين تقياً كثير العبادة يحترمه أهل البلد جميعاً. بما فيهم إخواننا المسيحيين، له كرامات وخوارق للعادة يعرفها ويشهد بها كل من عرفه وعاصره،

الشيخ عبد الوهاب الراوي وعدد من وجهاء البلد في تشييع الملك غازي ملك العراق

إضافة لذلك كان يتميز بالحلم فهو لا يعرف الغضب إطلاقاً إلا في سبيل الله، وكان شيخ الطريقة الرفاعية في المنطقة، يعمل بالتجارة بين "عانة" و"حلب". توفي سنة/1912/م. فخلفه ابنه السيد "عبد الوهاب" فقام بأمور التكية واستمر بخدمتها وأعاد بناءها بتوسيع المسجد فكان خير خلف لخير سلف، يتميز السيد "عبد الوهاب" بهدوئه وقلة كلامه له هيبة ووقار، وهبه الله صوتاً جميلاً لم تعرف المدينة مثله أبداً، وله نشاطات وطنية خصوصاً عام /1948/م.

أثناء تأسيس جيش الإنقاذ، فقد كان رئيس لجنة الفرات يشرف على جمع التبرعات وتنظيم حركة المجاهدين والمتطوعين توفي سنة /1954/م. فخلفه ابنه الشيخ أحمد، وقام بما قام به أبوه وجده، لكنه لم يعش طويلاً فقد توفاه الله باكراً وهو في بداية الأربعينيات من عمره.

فتولى أمور التكية أخوه الشيخ "عبد الله بن عبد الوهاب" الذي شغل منصب مدير الأوقاف ثم انتخب عضواً لمجلس الشعب توفي سنة/1983/م، إثر حادث سيارة أثناء سفره.

فجاء من بعده أخوه الشيخ "سيف بن عبد الوهاب الراوي"، فتسلم إدارة الأوقاف فترة غير طويلة، ثم فرغ نفسه للتكية بشكل تام واستمر بإقامة حلقات الذكر وقام بإصلاحات طفيفة على المسجد حتى توفاه الله سنة /2000/، بعد ذلك تولى الشيخ "وائل" بن "الشيخ" أحمد أمور التكية والمسجد بتفرغ والتزام واهتمام، بعد أن قام بتثقيف نفسه ذاتياً من خلال قراءة كتب السيرة والتاريخ والأدب، ثم درس العلوم الشرعية لدى الشيخ "قطب الدين الحامدي"- رحمه الله- مفتي المحافظة آنذاك.

بعد ذلك بدأ بإقامة حلقات الذكر ثلاثة أيام في الأسبوع، وقراءة الدروس لطلاب العلم بين صلاتي المغرب والعشاء حيث يقرؤون الفقه والنحو والتصوف، ثم عُين إماماً للمسجد عام/1995/ وخطيباً عام/2007/ ولا يزال، والشيء الجميل والمشجع أنه يقوم بإرسال بعض الطلاب المتميزين إلى "دمشق" للاختصاص، إما بالفقه أو علوم الحديث أو القراءات..... وقد خصص قاعة لإقامة الأفراح والاحتفالات الدينية، ولا يزال طعام العيد يطبخ ويوزع للجميع (الحبيّة) وللشيخ "وائل" طموح بإنشاء مدرسة شرعية رسمية تابعة لمديرية الأوقاف. ويعمل على أن يفهم الناس ويتعرفوا على حقيقة التصوف دون تشويه. وقد قال من خلال لقائنا معه: «نصيحتنا لأهل مدينتنا هي أن لا يستهينوا بما عندهم ويعلموا أن لهم أسلافاً كانوا على النهج الصحيح، وأن يكونوا أبناء بررة لمدينتهم وألا يحكموا على الأشياء بمجرد السماع إلا بعد التثبت والتجربة. ويضيف الشيخ "وائل" أن أهم الإصلاحات والتغييرات التي أنجزت إزالة جزء من البناء القديم وإلحاق الباحة بالمسجد للتوسعة.

بناء الطابق الثاني وإنشاء حمامات مستقلة خارج المسجد.

تجديد وترميم حرم المسجد بعد التوسعة وإنشاء قبة جديدة للمسجد.

ترميم وتحسين المئذنة القديمة، ولا يزال العمل قائماً بجهود الأخيار من أبناء المدينة.

إن للتكايا دوراً هاماً وإيجابياً في تربية الجيل وتثبيت العقيدة الإسلامية عند الشباب، وتمتين الروابط الاجتماعية بين أهل المدينة وخصوصا في شهر رمضان، أبوابها مفتوحة دائما وبفضل أهل الخير والقائمين عليها، تقدم الطعام يوميا خلال وجبتي الإفطار والسحور.