يقع في الشارع العام «الجادة» منطقة عقارية رابعة «رشديه» بمساحة ثلاثة دونمات تقريباً، تشمل الباحات والحديقة والبناء القديم، وقد تم بناؤه قبل عام 1900 م وهو عثماني المئذنة، وهو يعد أقدم وأكبر المساجد في دير الزور.

edair-alzor التقى الشيخ إياد النقشبندي، مدير أوقاف ومفتي المحافظة الأسبق الذي قال: بنيت المآذن الأربع للجامع الحميدي في بداية القرن العشرين حتى عام 1907م والتي قدمها السلطان العثماني عبد الحميد الثاني هدية، تتجه بوابته إلى الشمال وسط محلات تجارية كثيرة تابعة للمسجد، ويوجد في الجهة الغربية منه أربع غرف قديمة، ورواق على شكل أقواس عثمانية وأميال رخامية، إضافة إلى أن سقوفه عبارة عن قبب خمس، كانت تستخدم لإمام المسجد وللدرس الديني، كما استخدمت في بعض المراحل «1960- 1985» مهاجع ليلية لطلاب الشرعية، وتحت كل غرفة يوجد سرداب يدخل إليه ضمن فتحة مربعة في زاوية الغرفة، أما الجهة الشرقية من حرم المسجد، فيوجد فيها الحديقة الكبيرة والموقتات والحمامات، وفسحة سماوية أخرى.

ويضيف النقشبندي: كان «الموضــأً» في واجهة المسجد، وهو عبارة عن بحرة دائرية مسقوفة بقبة مرفوعة على أميال رخامية، تمت إزالتها منذ أكثر من عشرة سنوات، وتم هدم المسجد كونه كان آيلاً للسقوط، وأعيد بناؤه عام 1936م بمئذنة واحدة، تقع غربي المسجد، يدخل إليها من داخل حرم الصلاة «أي أن البوابة داخل الحرم» وأكملت الأروقة عام 1946م.

قبة المسجد

ويتابع النقشبندي: وقد اعتمد في بنائه على الحجر الكلسي الأصفر، أما الأعمدة «الأميال» الأربعة داخل الحرم مع المنبر والمحراب، فهي من الإسمنت المسلح، أما سقف المسجد فيتألف من تسع قباب مبنية من الجص الأسود، مع جرار فخارية صغيرة متراصة جنباً إلى جنب للعزل والتخفيف من حدة الشمس المحرقة.

ويضيف النقشبندي: بين عامي «1936-1946» تبرع العلامة محمد سعيد العرفي، والذي كان مفتياً للمحافظة في تلك الفترة، تبرع برواتبه لصالح إكمال بناء جامع الحميدي، وفي خمسينيات القرن الماضي، قامت إحدى المحسنات ببناء كافة الحمامات والموضآت على نفقتها الخاصة، وقد شهد المسجد عام 2005م إعادة ترميم البناء بالكامل، وتلبيسه بالحجر الحلبي مع المنبر والمحراب من جديد على نفقة المحسن «عبد العزيز السخني».

الشيخ إياد النقشبندي

يذكر أنه في عام 2004م تم اعتماد الجامع الحميدي مع مئذنته معلماً اثرياً، بقرار صادر عن وزارة السياحة والمتاحف، وقد توالى عليه في الخطابة والتدريس كل من العلماء: الشيخ حسين الأزهري «مفتي الفرات»، الشيخ محمد سعيد العرفي «مفتي المحافظة»، الشيخ أحمد العرفـي، الشيخ عبد الوهاب حوكان، الدكتور حسن هويدي، الشيخ خليل ملا خاطر، الشيخ مهيدي الأشرم، وآخرين من العلماء والشيوخ، ويخطب فيه حالياً الشيخ إياد العزي النقشبندي.

مأذنة المسجد