تعتبر ثانوية الفرات من أقدم مدارس القطر، وهي أول مدرسة افتتحت في محافظة دير الزور، وبعود افتتاحها لعام 1920حيث تخرجت منها العديد من الأجيال، وبمختلف الاختصاصات الأدبية والعلمية، وهي قبلة ومنارة العلم والتطور والتفوق.

ولتسليط الضوء على هذا الصرح الكبير، التقى edair-alzor السيد أسامة العاني المدير الحالي للمدرسة، والذي حدثنا فقال: تم بناء المدرسة أواخر عهد السلطان عبد الحميد الثاني، وذلك بتوجيه من المتصرف محمد راشد باشا، وقد قام أمير معارف متصرفية دير الزور، السيد محرم أفندي، بتجديد موقعها في الأطراف الغربية لمدينة دير الزور، وبالتحديد الجهة الجنوبية الغربية من حي الرشدية.

وأضاف العاني: قد بوشر فورا ببنائها، لتكون الأولى من نوعها في المنطقة الشرقية، واستمر بناؤها قرابة السنتين ونصف، مؤلفة من ثماني غرف موزعة على طابقين، مع باحة واسعة ودورات مياه، افتتحت عام 1910 كمدرسة تعليم المدارس السلطانية، وكانت أول تسمية رسمية لها «المكتب السلطاني» نسبة إلى مرحلة التعليم، وقد ضمت مرحلتين، الأولى: مرحلة التعليم الرشدية، وتضم الصفوف «6-8» وتخرج منها أول دفعة من الطلاب عام 1913وحصلوا على الشهادة الرشدية التي تعادل الشهادة الإعدادية أو ما يسمى مرحلة التعليم الأساسي العام.

لقطة ثانية للمدرسة

وتابع العاني قائلاً: أما المرحلة الثانية، فهي مرحلة التعليم الإعدادي التي تضم الصفوف من «9-12» وتخرج منها أول دفعة من الطلاب عام 1917 وحصلوا على الشهادة الإعدادية التي تعادل الشهادة الثانوية اليوم، وكانت اللغة التركية اللغة الرسمية للمدارس النظامية، إضافة إلى اللغة العربية ولغتين ثانويتين هما: الفرنسية والانكليزية، بالإضافة إلى بعض المواد الأدبية والعلمية.

وأضاف العاني: درس في المدرسة عدد من المدرسين الأتراك، وعدد من أبناء المنطقة نذكر منهم: الشاعر محمد الفراتي، الشيخ محمد سعيد العرفي، محمد ظاهر المدلجي، عبدالله رويلي، وقد كان لطلاب المدرسة حضور متميز نذكر منهم: القاضي توفيق فنوش، الشيخ حسن السراج، السيد جلال السيد، السيد سعيد السيد، السيد زهدي الفياض، وقد بدأ التوسع في بناء المدرسة عام1920 وانتهت عام 1924م خلال فترة الاحتلال الفرنسي، لتضم بعدها المدرسة مرحلتي التجهيز والثانوي، كما تم تغيير مناهج التدريس وفق مناهج التعليم الفرنسي، وخلالها تم تسميتها ثانوية الفرات، وقد كانت مسرحاً للمظاهرات والنضالات السياسية، وقد أجريت للمدرسة عدة أعمال ترميم وصيانة، كان آخرها عام 2007 وتم إدراجها من قبل المديرية العامة للآثار والمتاحف ضمن المباني الأثرية.

أسامة العاني

عن أنشطة المدرسة يقول العاني : تشارك المدرسة في كل الفعاليات والندوات والمحاضرات والنشاطات التي تدعى إليها، بمختلف أشكالها ومسمياتها وأصنافها، إضافة إلى النشاطات الخاصة التي تنفذها، والتي تأتي ضمن خطة الإرشاد الطلابي ضمن المدرسة، وكان من أبرز هذه النشاطات، المشاركة في كافة البطولات الرياضية التي تقيمها مديرية التربية، وبمختلف الألعاب، وحصلت من خلالها على بعض المراكز المتقدمة، والتعاون مع منظمة اتحاد شبيبة الثورة ونقابة المعلمين في كافة المناسبات الوطنية والقومية، كذلك إقامة الرحلات العلمية والترفيهية للطلاب للمواقع الاقتصادية والثقافية والمنشآت الأخرى ومواقع الآثار التاريخية.

ختاماً قال العاني: لقد تعاقب على إدارة المدرسة منذ تأسيسها حتى تاريخه، مجموعة من المديرين نذكر منهم: عبد الله رويلي، تحسين الجمهري، صبحي الملاح، طالب صابوني، بهجت الشهبندر، سعيد المعروفي، عرف الرفاعي، أحمد الفتيح، عز الدين العطار، عبد الكريم زهور، منير شدرفيان، صبري الأشتر، عبد الجبار العدي، كمال علوان، عبدالوهاب جهادي، عبدالغني بغجاتي، حسن غفرة، جمعة الساعي، كمال علوان، عثمان طريخم، عبد اللطيف شطيحي، آصف رجب، محمد رشيد رويلي، هشام سفان، عدنان عويد، فاضل سفان، رياض مالاتي، وليد ناصيف، عبد الحكيم جنيد، ياسين الصالح، وليد العبدالله.

باحة المدرسة