أصدرت مديرية الثقافة "بدير الزور" العدد الأول من مجلة "واحة الفرات"، وهي مجلة فصلية تعنى بنشر الوعي الثقافي، والتعريف بالتراث في سورية ووادي الفرات. eSyria رغب بالتعريف بهذه المجلة وماهيتها من خلال هذه الوقفات مع المعنين بهذه الخطوة الثقافية الناجحة، فالتقينا بداية بالأستاذ "عبد القادر سلامة" مدير الثقافة في "دير الزور"، والمشرف العام على "واحة الفرات"، فشرح لنا الأسباب التي أصدرت فيها مديريتهم هذه المجلة:

«إن مديرية الثقافة هي الجهة الأولى المعنية بالحراك الثقافي في محافظة "دير الزور"، سواء بسبب طبيعة عملها، أو بالإمكانات التي لديها والمخصصة للشأن الثقافي، لذا حاولت مديريتنا أن تحقق حلماً لطالما راود الجماهير في وادي الفرات وهو إصدار مجلة تعنى بالدرجة الأولى بتراث هذه المنطقة».

تمتاز أغلب مواضيع هذه المجلة ببساطتها كونها تتكلم عن أشياء من صميم واقعنا المعاش، هذا عدا عن أنها أشياء تهمنا لأنها تعكس تلخيصا موفقا لعاداتنا وتقاليدنا وسلوكنا اليومي

أما الأهداف التي يراد من المجلة تحقيقها فهي كثيرة أوجزها لنا "السلامة" بالقول:

الباحث مازن شاهين

«نعمل في "واحة الفرات" على إعادة تسليط الضوء على التراث الفراتي بطريقة حداثية، وكذلك حماية هذا التراث من الضياع كونه خسر الكثير من أدبياته بسبب عدم التدوين لكل تفاصيله المهمة، خصوصاً في السنوات السابقة».

كما التقينا الباحث مازن شاهين أمين تحرير المجلة، والذي أشار إلى العلاقة والجذور العميقة التي تربط أبناء وادي الفرات بتاريخهم قائلاً:

غلاف العدد الأول من واحة الفرات

«يتمتع أبناء المنطقة بتعلقه بتراثه الذي يعتز به، ولكن التي تواجهنا تتعلق بكيفية قراءة هذا التاريخ والاستفادة منه والمحافظة على نفائسه لأن التراث هو الخميرة لعجينة الحاضر، وقبل هذه التجربة صدرت مجلة بعنوان الفرات منذ الأربعينيات من القرن الماضي، ثم توقفت هذه المجلة عن الصدور مما ولد فراغاً فيما يتعلق بالعناية بالتراث.

ونحن بحاجة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذا التراث لاسيما أن تجربة "صوت الفرات" كانت عبارة عن تجربة شخصية، حيث أن من أصدرها وكتب فيها كان باحث واحد فقط، وهو الباحث الراحل "عبد لقادر عياش"، ومجلتنا جاءت كاقتراح إسعافي من لجنة توثيق التراث في المحافظة لحل هذه المشكلة التي تحدثنا عنها».

صورة من الإجتماع التأسيسي للمجلة

وعن التحضير لإصدار العدد الأول من المجلة أضاف الشاهين": «قامت مديرية الثقافة بتحمل نفقة تكاليف الطباعة وتم طبع ألف نسخة من المجلة التي وزع مجاناً في "محافظة دير الزور" على كافة الجهات العامة، وهناك مشروع لزيادة أعداد النسخ لتصبح 1500 نسخة بسبب الإقبال الكبير الذي لاقاه العدد الأول من قبل القراء».

كما عمدت المجلة من باب الوفاء لبعض الباحثين الأوائل بنشر محاضرات لهم في هذه المجلة، وعن ذلك تحدث الشاهين بالقول: «تم الحصول على محاضرات شارك بها بعض الباحثين الرواد مثل "صالح النجار والأديب عبد المنعم الرحبي"، وترجع هذه المحاضرات لأكثر من ربع قرن وذلك تقديراً للجهد الذي بذله هؤلاء الرواد في دعم حركة الأدب والثقافة في منطقة الفرات».

وحول آراء القراء الذين حصلوا على العدد الأول من المجلة وانطباعهم عنها التقينا بالفنان التشكيلي" جمال شطيحي" المدرس في مركز "إسماعيل حسني" للفنون التشكيلية والتابع لمديرية الثقافة والذي حدثنا بالقول:

«قامت مديرية الثقافة مشكورة بتوزيع هذه المجلة على المراكز التابعة لها، مما أتاح وصولها إلى أكبر شريحة من المهتمين بالتراث والمتواجدين ضمن هذه المراكز، وأتمنى أن تأخذ المجلة خطاً مستقلاً بحيث لا تتشابه مع مجلات أخرى مثل مجلة "منارة الفرات" تجنباً للتكرار في المواضيع وطريقة الطرح».

وحول تأثير مثل هذا الإصدار على الباحثين في مجال التراث، التقينا الباحث "بديع الضللي" فتفضل بالقول: «نظراً لجدية وجودة ما طرح في هذه المجلة سوف أحرص على أن تكون لي مشاركة دائمة في أعدادها إيماناً بالدور الذي يمكن أن تلعبه في إغناء الحركة الثقافية في المدينة وفي المنطقة عموماً».

لقد حاولت هذه المجلة إرضاء أذواق القراء قدر الإمكان، إذ يبين لنا هذه النقطة الأديب "مصطفى عبد القادر" وهو من الهيئة الاستشارية "لواحة الفرات" بقوله: «سيجد القارئ العزيز مبتغاه في هذه المجلة الفصلية - إن شاء الله – عبر خلطة بانورامية، تتناغم وذوق شرائح المجتمع كافة، نخبة من الكتاب والباحثين والأدباء أمدتنا بما يضفي على المجلة رونقاً بهياً, مدعماً بكل وسائل الإبصار والتبصير، مما يجعل المجلة وثيقةً راقيةً غنيةً بمحتواها، ومرجعاً أميناً نتركه للأجيال القادمة، ليقرؤوا فيه صفحات مضيئة ناصعة من تاريخ الفرات».

ولمعرفة مدى تفاعل الناس في محافظة "دير الزور" مع هذه المجلة كانت لنا وقفة مع السيد "حسن الموسى"، وهو يعمل موظف، فقال لنا: «تمتاز أغلب مواضيع هذه المجلة ببساطتها كونها تتكلم عن أشياء من صميم واقعنا المعاش، هذا عدا عن أنها أشياء تهمنا لأنها تعكس تلخيصا موفقا لعاداتنا وتقاليدنا وسلوكنا اليومي».